فلسفة المُصيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يروى أن ملكا كان له وزير حصيف له فلسفة في الحياة ” أن كل شيء يقدره الله خير ” فخرج معه ذات يوم في رحلة صيد بري, وعندما حان وقت الغذاء تناول الملك تفاحة, وأخذ يقطعها بالسكين فانفلت منه السكين على إصبعه فجرحه. فقال الوزير: لعله خير. فرد الملك غاضبا: وأي خير في ذلك أيها الأحمق ؟ ثم أمر به فأدخل السجن. في اليوم التالي خرج الملك للصيد وحده دون الوزير, وظل يتبع أرنبا بريا حتى وقع في وسط قوم يعبدون الأصنام, وكان هذا اليوم هو يوم تقديم القرابين, فلما رأوا الملك قالوا: هذا سمين يصلح قربانا, فأخذوه ليكون قربانا ولما عرض على الكاهن قال: لا يصلح قربانا لأن بإصبعه جرح, فتركوه فانطلق مسرعا وقد نجا من شر ميتة فكان أول شيء فعله أن أطلق وزيره من سجنه وقال له : لقد كان قطع اصبعى خيرا عظيما فقد نجاني الله به من شر ميتة ولكن أي خير في أنى سجنتك ؟ فقال الوزير : خير والله يا ملك عظيم فلو كنت معك لأخذوني أنا قربانا للأصنام
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
ابيات عجيبه
قصه الجميع قرائها & ولكن عندما تركز على معنى ابياتها تحزن لما جرى لنورة الحوشان
كانت تعيش الشاعرة نورة الحوشان في بلدها بمنطقة القصيم مستورة مع
زوجها عبود بن علي بن سويلم إلى أن وقع بينهما خلاف أدى إلى طلاقها طلاقاً
لا رجعة فيه ، وبعـد الطلاق تقـدم لها الكثير طالبن الزواج منها حيث أنها امرأة
جميلة ومن عائلة معروفة ومحافظة، ولماعرف عنها من خلق وطيب، فقد كانت
تعـطف على المساكين والمعـوزين وقد ورثت هذا الطـبع الانساني عن عـائلتها،
وقد رفـضت الزواج بعـد زوجها عـبود الذي كانت تحـبه وترى أن فيه مواصفات
الرجل المثالي .
وذات يوم كانت تسير على طريقٍ يمر بمزرعته وبصحبتها أولادها منه، وعندما
مرت بالمزرعة رأته فوقـفـت على ناحـية المزرعة وانطـلق الأولاد للســلام عـلى
أبيهم وبقيت تنتظرهم إلى أن رجعوا إليها فأخذتهم وأكملت مسيرها ، وقد تذكرت
أيامها معه وتذكرت من تقدم لخطبتها بعد الطلاق ورفضُها لهم فقـالت قـصيدتها
المشهورة التي يتداول الناس منها البيت الأخير الذي أصبح مثلا دارجا بين الناس
ولكن أغلب مرددي هذا المثل لا يدركون قصة هذا البيت الذائع الصيت في منطقة
الخليج كلها وإليك قصيدتها الرائعة:
ياعـين هِـلِّي صَـافي الدمع هِـلِّـيـه … وإلْيَا انتهى صافِيْه هَاتي سِرِيـْبـِه
ياعـين شـوفي زرع خلك وراعيه … شـوفي معَاوِيْدِهْ وشـوفي قِــِليْــبِه
من أول .. دايـم لرايــه نمـالــيــه … واليـوم جَـيَّـتْـهُـم عــلينا صعـيـبـه
وان مرني بالدرب ما اقدر أحاكيه … مصــيـبـة ياكـــبرها من مصـيـبـه
اللي يبــينا عــيت النفـس تبغــيـه … واللي نبي عــيا البخـت لا يجـيبـه
إنتهت
وقد بلغت هذه الأبيات مبلغها من الشهرة وتغنى بها الناس ورددها الكثيرين ومن
لهم علاقة بالحرقة والولع مما جعلها ترسخ في أذهان الناس ويستخـدمها الكـثير
كما قلت لكم من قبل كمثل شعبي يستشهد به في المواقف والأحداث .
والشاعرة نورة الحوشان عرف عنها أنها مطلعة ذلك الوقت ولديها المعرفة
ومتمكنة من الشعر إلا أنها من ناحية قول الشعر تعتبر مقلة .
أنا أعـرف أن الشعـر لا يعـجـزك قارئي الكريم لكن اجتهاد مني هذا شرح للأبيات
التي قد تشكل بعـض اللبس في معـناه مثل (قليبه) ممكن يعـتقد أحـد أنها تصغير
للقلب ولكن المقـصود حـسب ما أراه هو القـليب بلهجـة أهل القـصيم أو الجـليب
بلهجة أهل الخليج وهي البئر التي تمد المزرعة والمنازل بالماء سابقا .
انتبه لتفسير القصيده
* ياعـين هِـلِّي صَـافي الدمع هِـلِّـيـه …القصد كانت تحض دمعها للنزول لحزنها على حرق فراق زوجها .
* والْيَا انتهى صافِيْه هَاتي سِرِيـْبـِه القصد كانت تقول لو إنتهى الدمع حاولي إخراج كل ما يبقى منه .
* ياعـين شـوفي زرع خلك وراعيه … القصد أنها كانت تقوم بالعمل بمزرعة الحبيب ومراعاتها والحرص عليها.
* شـوفي معَاوِيْدِهْ وشـوفي قِــِليْــبِه القصد كانت كالمعتاد كل اشراقة شمس تسقي وتراقب البئر ( القليب).
* من أول ،، دايـم لرايــه نمـالــيــه … القصد كانت تأخذ منه أوآمره مباشرة والتي يملى عليها بشؤون المزرعة.
* واليـوم جَـيَّـتْـهُـم عــلينا صعـيـبـه القصد كانت تحس بالحسرة لأنه من الصعب محادثته لها بعد الطلاق البين.
* وان مرني بالدرب ما اقدر أحاكيه …القصد أيضا هو الحسرة على عدم تحدثها معه وهي تحبه بسبب الطلاق.
* مصــيـبـة ياكـــبرها من مصـيـبـه القصد كانت تروي ألمها الكبير ومصابها الجلل بإحساس شاعرة مجيدة .
* اللي يبــينا عــيت النفـس تبغــيـه …بهذا تستعرض الخطاب المتقدمين وكيف أنها ترفضهم لعدم الرغبة بهم.
* واللي نبي عــيا البخـت لا يجـيبـه القصد كانت تتحسر أنها تريد زوجها لكن الحظ (البخت) منعها عن معاشرته.