لن تقبل بـ «سيناريو» لا يعطيها السيطرة على مجلس الإدارة
أين «الاستثمارات» من الصراع على «الصفاة»؟
كتب علاء السمان |
قبل يومين على موعد انعقاد الجمعية العمومية لشركة الصفاة للاستثمار في 20 الجاري، دخل الصراع على مجلس إدارة الشركة مرحلة حاسمة، قد لا يكون الحسم فيها للجهات الرقابية وحدها، بل للتحالفات بين الأطراف المساهمة. ولعل السؤال الأهم هنا يبقى أين تقف شركة الاستثمارات الوطنية من الصراع؟
فدخول هذه الأخيرة ضمن شريحة كبار المساهمين بحصة تفوق 27 في المئة لصالح عملائها يستدعي التوقف، وربما يشكل «ضابط إيقاع» لمسار الأحداث.
ويشير تاريخ «الاستثمارات الوطنية» في عمليات الاستحواذ في السنوات الماضية إلى أن دخولها بنسبة كهذه، سواء بشكل مباشر أو لصالح عملائها على غرار ما حدث في «الصفاة»، لن يكون الهدف منه تمثيل محدود في مجلس الإدارة وفقط، بل للاستحواذ على غالبية الأعضاء بمعنى أن يكون لهم نحو أربعة أو خمسة أعضاء من أساس سبعة أعضاء يمثلون المجلس.
سيحدث ذلك من خلال استقالة جماعية متوقعة للمجلس الحالي بعد انعقاد الجمعية العمومية مباشرة إذ يتم الترتيب لذلك الآن مابين الأطراف ذات العلاقة، على أن يدعى الى عمومية أخرى لانتخاب مجلس جديد والذي سيكون لعملاء «الاستثمارات الوطنية» فيه الغلبة، فيما سيكون لأي تغير مفاجئ في تلك الترتيبات تداعيات قاسية! إذ يحق لعملاء «الاستثمارات الوطنية» طلب إقالة المجلس بحكم الملكية التي تفوق 25 في المئة وعندها ستظهر تحالفات أخرى لتفتح بعدها ملفات قد تكون مؤجلة لوقت آخر.
ولكن هل ستقبل التكتلات الأخرى ذلك مثل مجموعة الشرهان وما يتبعها بالاضافة الى التحالفات الأخرى من خارج الكويت هذه الترتيبات؟ خصوصاً في ظل الصراع الحالي الذي ما زال عملاء «الاستثمارات الوطنية» (احد كبار الملاك) في منأى عنها حتى اليوم.
قد يكون الأمر معقداً الى حد ما، فهناك كيانات لن تقبل بان تكون «الحل البديل» في حال فشلت الترتيبات المعدة.
المستجد الآخر الذي يرصد المراقبون موقف «الاستثمارات الوطنية» منه يتمثل في ما كشفه عضو مجلس إدارة «الصفاة» عبد المحسن الصرعاوي عبر «الراي» من مخالفات للإدارة الحالية، خصوصاً وأنها تخص الاستثمارات التي توصف بالاستراتيجية دون أن يكون لها أي سند ملكية موثق يؤكد أحقية الشركة فيها. ومن شأن مخالفات كهذه إذا ثبتت أن تعيد النظر تماماً بالمركز المالي للشركة.
ومعلوم أن الصرعاوي هو العضو الذي يفترض أن تقيله الجمعية العمومية في 20 الجاري، لتتم بعد ذلك الخطوات الأخرى المنتظرة ضمن السيناريو المرسوم.
لكن مراقبين في السوق يعتقدون أن «الاستثمارات الوطنية» سيكون لها رؤية وتوجه آخر إذا ما استقرت «الصفاة» لديها، على غرار ما تم في كيانات كبيرة استحوذت عليها لصالح عملاء مثل «المال» و«السفن» و«الساحل» وغيرها، فالمواقف السابقة تؤكد أن «لا عزيز في حال ثبت وجود مخالفات وإضرار بحقوق المساهمين».
ويؤكد المراقبون أن «الاستثمارات الوطنية» تراقب ما يحدث وما كشفه الصرعاوي من ملفات مهمة، و في حال تسلمت مجلس الإدارة عقب التعاون مع الشرائح الاخرى المساهمة ستتحول الاستثمارات طرفاً أصيلاً في المطالبة بحقوق المساهمين حتى وإن تطور الامر ليصل الى القضاء، فهناك اشكاليات ومخالفات تظل مجالس الادارات مسؤولة عنها لخمس سنوات عقب الإقالة أو الاستقالة «حسب القانون، حتى ولو تم اعتماد البيانات المالية من قبل عمومية الشركة، أي أن انعقاد الجمعية لن يلغي مساءلة أي عضو من اعماله خلال فترة تمثيله للمساهمين في المجلس».