الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
وجع المفاصل او الروماتيزم هو عبارة عن لفظ يطلق على مجموعة كبيرة من انواع امراض المفاصل والتي قد تصل الى 100 نوع. احد اشهر هذه الانواع هو الروماتويدا ارتريتيس. تذكر الاحصاءات ان نسبة المصابين بهذا المرض في جميع انحاء العالم يتراوح ما بين 0,5 الى 1 في المائة من اجمالي عدد السكان، ويصل عدد المصابين من النساء الى ضعف عدد المصابين به من الرجال. لا يقتصر هذا المرض على فئة عمرية معينة وانما قد يصيب اي فئة عمرية بما فيها الاطفال، ولكن مع ازدياد العمر تزداد احتمالية الاصابة بالروماتويدا ارتريتيس. وقد يظهر المرض بشكل مفاجئ او بشكل تدريجي. وكلما تم تشخيصه في وقت مبكر كلما زادت احتمالية السيطرة عليه.
الأسباب:
لم يتوصل الطب حتى الآن من تحديد السبب الرئيسي لحدوث المرض، ولكن يرجع معظم الأطباء حدوث المرض الى احد السببين الآتيين:
ـ العامل الوراثي
ـ او حصول خطأ في الجهاز المناعي والذي يؤدي بالتالي الى مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الجسم باعتبارها اجسام غريبة، وهو ما يطلق عليه المناعة الذاتية.
وهناك عوامل خارجية يظن الاطباء انها قد تساهم في ظهور المرض مثل التدخين أو حصول التهاب بسبب العدوى.
اعراض المرض:
ـ الشعور بآلام المفاصل في الصبح وفي الليل.
ـ تصلب في حركة المفصل في فترة الصبح قد تصل الى ساعة كاملة.
ـ تورم المفاصل وبالذات مفاصل اصابع اليد.
ـ الشعور بالتعب والاجهاد
ـ احمرار الجلد في موضع الألم
ـ الشعور بسخونة منطقة الألم
في الغالب تظهر هذه الاعراض بشكل متناظر، بمعنى اذا كان هناك مفصل مصاب في الجهة اليمنى فان المفصل المناظر له في الجهة اليسرى يكون مصاب بالمرض ايضا. قد يتطور المرض حتى يؤدي الى تشوه في المفاصل و قد يصل الى درجة تدمير المفصل. من النادر اشتراك اعضاء اخرى في الجسم بالاصابة بالمرض مثل القلب و الرئة والأوعية الدموية و الغدد الدمعية و الغدد اللعابية و العين.
التشخيص:
الفحص السريري: وذلك بفحص جميع المفاصل حتى غير المصابة للبحث عن التورمات و مدى حساسيتها مقابل الضغط عليها كذلك يتم التأكد من مدى تأثر عمل المفاصل وحركتها ويتم كذلك عن البحث عن ما يطلق عليها العقد الروماتيزمية.
فحص الدم: اهم هذه القيم التي يتم فحصها هي قيمة ترسب الدم وقيمة البروتين الارتكاسي سي وذلك لتحديد مدى نشاط المرض. وكذلك اكتشاف ما يطلق عليها العوامل الروماتيزمية وهي مجموعة مختلفة من الاجسام المضادة التي تتكون لدى المريض، وهي قد تظهر في 65 الى 80 في المئة من المصابين. بالاضافة الى ذلك يتم فحص فقر الدم الناتج عن الالتهابات والذي يصاحبه نقص في قيمة هيموجلوبين الدم.
التشخيص بصور الاشعة: ويتم اللجوء فيها الى الاشعة السينية، وقد لا تظهر الاشعة السينية في بعض الاحيان اي شئ يمكن ملاحظته. احد اهم التغيرات التي يتم الكشف عنها من خلال التصوير الاشعاعي هي تخلخل العظام. كذلك يتم استخدام التصوير بالموجات الفوق صوتية او ما يطلق عليها الؤلتراساوند، وذلك لملاحظة ما اذا هنالك تغير في الغشاء الداخلي لجلد المفصل. كذلك يمكن اللجوء في بعض الاحيان الى استخدام اشعة الرنين المغناطيسي.
العلاج:
كما هو معروف فانه لا يوجد علاج يؤدي الى الشفاء من مرض الروماتيودا ارتريتيس. كل ما يتم عمله هو ايقاف تطور المرض او الحد من تسارعه. يدخل في الاشراف على العلاج عدد من الاطباء من تخصصات مختلفة هي اخصائيي الروماتيزيم اخصائيي العظام والعضلات و اخصائي العلاج الطبيعي بالاضافة الى أخصائيي العلاج الوظيفي. طرق العلاج المستخدمة هي مختلفة ويمكن ذكرها بشكل مختصر كالآتي:
ـ العلاج باعطاء المريض ادوية مسكنة للآلام و ادوية مضادة للاتهاب.
ـ حقن المريض بابر الكورتيزون او اخذ حبوب الكورتيزون عن طريق الفم.
ـ العلاج الطبيعي والفيزيائي.
ـ العلاج الوظيفي.
من اشهر المسكنات التي تعطى للمصابين بالروماتيودا ارتريتيس هي:
ـ ديكلوفيناك
ـ باراسيتامول
ـ نا بروكسين
ـ سيليكو كسيب
ـ ايبوبروفين
كما انه من نافلة القول انه لا يوجد علاج لامراض الروماتيزم بالخلايا الجذعية فذلك كذب واحتيال