الشلل الدماغي اشكاليات العلاج وتوقعاته
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وازواجه امهات المؤمنين وبعد
هناك امور تخص الشلل الدماغي وعلاجه احببت ايضاحها لوقوع اشكاليات فيها وغموض وأوهام.
الشلل الدماغي هو عبارة عن عطل يصيب مسارات معينة في الدماغ ، يصبح الدماغ بها غير قادر على اعطاء الأوامر للجسم وللجهاز الحركي.
اما أسبابه واشكاله ودرجاته فليست مادة للحديث هنا لوجود مواضيع كافية تجيب على ذلك.
يعتبر الشلل الدماغي من اهم اسباب العطل الجسدي الذي يصيب الأطفال ، وهو مرض دائم غير قابل في اصله للعلاج وان كان هناك قابلية للتأثير على عوارضه ومحاولة تحسينها.
لكن بالنسبة للتوقعات ولاشكال التعامل مع الشلل الدماغي اقول :
اولا : كل محاولة لتصوير زراعة الخلايا الجذعية على انه وجه من وجوه العلاج المظنونة او الممكنة او التي فيها نسبة مئوية للنجاح انما هو كذب محض و سرقة للمال وخداع للاهل. وأي مركز يروج لذلك سواء كان في اوكرانيا او الصين انما هم عصابة اجرام منظم ولا أقل من ذلك
ثانيا : كل محاولة لترويج انواع من العلاج مثل العلاج بالاوكسجين او الاوزون انما هو ترويج تجاري مادي لشيء لم يثبت علميا ولو بدراسة واحدة جدواه.
ثالثا : التغير او العطل الذي يصيب دماغ الطفل ودماغ اي انسان نتيجة نقص الاوكسجين عطل غير قابل للاصلاح الى الان طبيا.وهناك ابحاث ودراسات قائمة فيها اشارات أولية عن امكانية التأثير ايجابيا على الخلايا المعطلة ، ولكن الى الان لا يوجد نتيجة عملية يتم استخدامها في العلاج .
رابعا : يتم التعامل مع عوارض الشلل الدماغي بما يناسبها سواء أكان ذلك ذلك عطل النظر او السمع او حدوث تشنجات.
خامسا : عطل الحركة يتم التعامل معه بأحد المنهجين المعروفين :
منهج فوجتا(فويتا)
او منهج بوباث
منهج فوجتا يقوم على فكرة استخدام نقاط عصبية معينة في جسم الطفل بالضغط عليها لدفع اجزاء معينة في جهاز الحركة العضلي والعصبي لتحريك اجزاء معينة من الجسم وكذلك حمل الطفل قصريا على حركات معينة باستعمال اسلوب شديد من الضغط والشد والضم. ومنهج فوجتا منهج يعتبر مؤلما للطفل وللوالدين .
أما منهج بوباث فيقوم على فكرة استثمار ردود الفعل الطبيعية عند الطفل والعمل عل اعادة تشكيل نشاط الدماغ في الاجزاء التي تمارس عملها في محاولة لاستثمارها للقيام بالواجبات التي قصر الدماغ عن أدائها نتيجة العطل الموجود.
المنهجان قائمان عل تحسين الحالة المرضية وليس كعلاج جذري ، لإنه لا علاجا جذريا للشلل الدماغي . والمنهجان فيهما اختلاف في مدارس الطب حول أيهما أفضل وأيهما أجدى.
العلاج للعوارض مسألة تحتاج الى نفس طويل لتصبح ممارسة يومية وليس فترة محدودة يتم فيها اعطاء دورة علاجية. وفي كلي المنهجين اي فوجتا او بوباث يتم دمج الوالدين في عملية العلاج ليصبحا ممارسيين للعلاج وليس مجرد مرافقين للطفل.
هناك مأخذ كبير على منهج فوجتا من حيث قساوته وتأثير القسوة تلك على العلاقة بين الطفل ووالديه خاصة حين ممارسة الوالدين للعلاج مع الطفل وتأثير الالم على نفسية الطفل وتولد كره ونفور من الوالدين.
العلاج بإحد المنهجيين هدفه أمران :
منع الطفل من الانتكاس والحفاظ عليه من تيبس المفاصل و الإبقاء على حيويته الذهنية
وثانيا : العمل على الارتقاء به لدرجة أعلى من درجات الشلل الدماغي كأن يكون في الدرجة الثانية ويكون العلاج هو محاولة للارتقاء به للدرجة الأولى .
يبقى ان اقول حذار حذار من السماع لأوهام يستخدمها بعض من يريد ان يجعل مرض طفلكم مغنما ويروج لنجاحات غير موجودة فطفل موجود في الدرجة الرابعة مثلا يستحيل ان يرتقي الى الدرجة الثانية ومن باب أولى يستحيل ان يستطيع المشي دون أدوات مساعدة .
اسأل المولى ان يجعل مرض طفلكم كفارة وطهورا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
أخوكم في الله ابو عمر