عقد عمومية 2012
«التجاري»: البنك المركزي أوصانا بعدم توزيع أرباح
جانب من عمومية {التجاري} التي عقدت أمس تصوير أحمد هواش
محمد الاتربي
كشف رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب للبنك التجاري علي موسى الموسى أن الوضع المالي للبنك قوي ومتين، مؤكدا انه كان بامكانه توزيع أرباح عن العام الماضي 2012 إلا ان البنك المركزي كان له رأي آخر، في اشارة منه إلى ان الجهات الرقابية هي من أوصت بعدم التوزيع.
وزاد الموسى ان الجهات الرقابية هي من تتحكم في توزيعات القطاع المصرفي عموما، سواء بنسبة التوزيع ونوعيتها ايضا، ولا يمكن لأي جهة كانت ان تخالف ذلك، واضاف هذا واضح ومعروف للجميع.
وقال الموسى خلال الجمعية العمومية للبنك امس، والتي عقدت بنسبة حضور بلغ %78.75 ان ما يعكس الكفاءة المالية للتجاري الارقام التي نعيشها الآن لا سيما كفاية رأس المال التي تقدر بنسبة %19.9 اضافة الى القروض غير المنتظمة، والتي حقق فيها البنك تقدما كبيرا لتنخفض إلى %2.67.
وتابع: وصلت نسبة التغطيات والمخصصات لدينا أكثر من اللازم، وتصل حاليا إلى %170 في حين متوسطها في القطاع المصرفي عموما %95.
وأكد الموسى رداً على سؤال ان وكالة التصنيف العالمية كابيتال انتليجنس أكدت ان وضع البنك التجاري المالي جيد ويستحق تصنيفا أعلى من الذي منحته للبنك أخيراً، الا ان عدم توزيع أرباح أثّر في التصنيف.
وقال الموسى: توزيع الأرباح لا يقل أهمية عن المخصصات، مشيراً الى ان البنك بات مهيأ أكثر من أي وقت مضى للتوزيع، موضحاً انه في 2011 جنّب 100 مليون دينار واحدة لتنظيف الدفاتر بشكل شامل.
وعن مواطن القوة والتفرد قال الموسى: نقدم تقريرا ماليا عن العام الماضي نعتبره الأكثر شفافية ووضوحاً، وفيه أرقام كثيرة نكشفها على الملأ لم يسبق ان تم الافصاح عنها بهذا الوضوح، لقد مضينا بشكل كبير في تطبيق اجراءات وقواعد الحوكمة، لم ننتهِ تماماً لكننا بدأنا ونتقدم بشكل ملموس وايجابي، ولدينا أقل كلفة بالنسبة الى التشغيل، حيث تبلغ %23، وهو ما يعكس كفاءة عالية، كما لدينا قدرة تشغيلية عالية تمكننا من المحافظة على تحقيق ربحية للبنك، أما التوزيع فلكم الله، في اشارة الى ان هذا الأمر ليس بيد الإدارة، وقناعتي الشخصية هي ان الأرباح ليس لها معنى ما لم يوزع البنك على المساهمين.
وبخصوص الأفرع الجديدة، قال الموسى لدينا انتشار جيد في السوق الكويتي وننافس بقوة وعدد أفرعنا يصل إلى 52 فرعاً.
وأضاف: خلال الفترة المقبلة قد نغلق أفرعاً ونفتح أخرى، حسب التقييم الذي نقوم به حالياً مع اعادة القراءة للمناطق وأداء الأفرع.
وجاء في كلمة رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب علي الموسى، لقد حرص البنك التجاري الكويتي على تلبية متطلبات الحوكمة، حيث تم تنفيذ العديد من متطلباتها مستبقا الموعد الإلزامي المحدد من قبل بنك الكويت المركزي من خلال مراجعة وتحديث الهيكل التنظيمي للبنك وسياساته وإجراءات العمل لديه، وذلك حتى يتسنى لمجلس الإدارة وإدارات البنك على مختلف مستوياتها مواءمة أوضاعها وأساليب العمل فيها وبما يتوافق ومتطلبات الحوكمة.
لهذا تأتي هذه الكلمة مختلفة عن المعتاد ويأتي التقرير الملخص المقدم الى جمعيتكم الموقرة مختلفا ايضا، كما سيأتي التقرير السنوي الذي سيصدر قريبا على غير ما عهدتموه، حيث روعي أقصى درجات الإفصاح والشفافية.
نمو النشاط
واضاف: شهدت هذه السنة تراجعا طفيفا في حجم القروض الممنوحة للشركات بنسبة %5.48، وذلك من 1.899مليون دينار الى 1.795 مليون دينار، ويعود ذلك الى الأسس الانتقائية التي يتبعها البنك في منح التسهيلات، وذلك باستهداف العملاء الجيدين والمشاريع الواعدة والمدرة، بالاضافة الى تغيير الشروط والأسس التي يتبعها البنك في منح القروض الجديدة، هذا مع عدم إغفال الوضع الانتمائي العام في الدولة التي تشهد شحا في المشاريع التي تتطلب توفير تسهيلات ائتمانية لها. أما في ما يتعلق بالقروض الممنوحة للأفراد فد ازدادت بنسبة %8.25، وذلك من 403 ملايين دينار الى 436 مليون دينار.
اما بالنسبة الى الايرادات التشغيلية، فجدير بالذكر انها انخفضت من 129.9 مليون دينار الى 123.2 مليون دينار، الا ان حقوق المساهمين قد ارتفعت من 531.4 مليون دينار الى 553 مليون دينار، هذا ولم يعلن البنك عن ارباح صافية تستحق الذكر فهي بحدود 1.2 مليون دينار.
وعن النشاط الدولي قال الموسى: يفتخر البنك التجاري الكويتي بأنه مصرفمحلي يصرف جل اهتمامه على تقديم خدماته للعملاء المحليين والاهتمام بهم وستبقى سياسته بهذا المجال في المستقبل المنظور، ولكن ذلك لا يمنع من التوسع في بعض العمليات الدولية خصوصا في مجال الخدمات الموجهة لتمويل التجارة الدولية والمشاريع الدولية المشتركة بين دولة الكويت والدول الشقيقة والصديقة.
وعن النظرة المستقبلية اوضح ان النشاط الاقتصادي المحلي على المدى القصير نظرة ايجابية تستند بالدرجة الاولى الى وضع المالية العامة، كما تستند الى الاتفاق العام وبالذات الانفاق الرأسمالي اذ تشير التصريحات المنشورة ان العديد من المشاريع في طريقها الى التنفيذ، غير اننا ننظر الى عام 2013 بكثير من الحذر، حيث من المنتظر ان تحتدم المنافسة بين البنوك محلياً وبالذات في مجال تسعير الخدمات التي تقدمها البنوك، وهو الامر، وان كان يصب في مصلحة المستهلكين والمقترضين، الا انه سيشكل تحديا وهاجسا للبنك وكل البنوك المحلية الاخرى.
اما نظرتنا الى ربحية البنك فلا مفر من الافصاح عن أن آلية تحديد صافي الربح والتوزيعات في البنوك الكويتية والاعلان عنها هو امر لا تنفرد ادارات البنوك الكويتية بالقرار فيه بل هو قرار مشترك بين هذه الادارات والسلطات الرقابية، وليس من الحكمة ولا اللياقة التنبؤ بقرار السلطات الرقابية، حيث سلطتها في هذا الشأن سلطة تقديرية مطلقة وهي صاحبة الكلمة النهائية في هذا الشأن على اي حال.
اما فيما يتعلق بالنمو الائتماني فالبنك سوف يستمر في اسلوبه الانتقائي في منح الائتمان التجاري مع التركيز على الربحية اكثر والانشطة الاقل مخاطرة، حتى لو كان ذلك على حساب التوسع بحجم الائتمان، وبالتالي فمن المحتمل ألا يحقق البنك نمواً ملحوظا في هذا النشاط خلال عام 2013.
وعلى الجانب الآخر فإن توجه البنك نحو التركيز على الائتمان للافراد والتوسع فيه، الا ان هناك عنصرا جديدا قد يؤثر سلباً في ذلك، ألا وهو مسألة شراء الدولة بعضاً من محافظ البنوك للقروض الاستهلاكية والمقسطة، وذلك في اطار صندوق الاسرة الذي تتم مناقشته حاليا في مجلس الامة، اذ انه من الممكن ان ينخفض حجم هذه المحفظة بشكل ملحوظ وايضا العائد منها، ولكن حتى تاريخ اعداد هذه الكلمة لم يتضح بعد ماهية برنامج التسوية الذي سيدخل مرحلة التطبيق الفعلي.
وعلى صعيد اخر بدأ البنك بالتركيز على تطوير وتحسين خدماته مستهدفاً تطوير التقنيات المستخدمة في تقديم الخدمة لعملائنا.
ومن ضمن الاتجاهات العامة للبنك خلال عام 2013 عدم التوسع في شبكة الفروع المحلية الا في اضيق الحدود، حيث ان التطور في تقديم الخدمات عبر ادوات تقنيات المعلومات هو الاكثر فعالية على اي حال حاضراً ومستقبلا بالنسبة للصناعة المصرفية، علما ان البنك التجاري الكويتي يتمتع سلفاً بشبكة واسعة من الفروع المحلية تصل حالياً الى 52 فرعاً، ويعمل البنك بشكل مستمر على تقييم اداء هذه الفروع وفعالياتها في مختلف المواقع في البلاد، مع مراعاة جدوى تبديل مواقع هذه الفروع اذا تطلب الامر ذلك.
كسرنا تقليد التعتيم
قال علي الموسى خلال الجمعية العمومية: نحن في البنك التجاري كسرنا تقليد التعتيم على أي معلومة تخص الإدارة التنفيذية وقال بالتفصيل: وضحنا في التقرير السنوي ان المكافأة المدفوعة لرئيس مجلس الادارة عن العام الماضي 135ألف دينار كويتي، بينما الرئيس التنفيذي 509 آلاف دينار، وكشفنا عن القروض الممنوحة وفوائدها لأعضاء مجلس الادارة وأعضاء الادارة العليا والأعضاء التابعين.
واضاف الموسى، لا يوجد لدينا في البنك أحد فوق المحاسبة، الجميع يخضع للمساءلة.