البراك: 600 مليون دولار خسائز زين بسبب الأزمة المالية وانخفاض العملة الأميركية
المساهمون استثمروا 7 مليارات دولار في المجموعة ومن حقهم حصد العائدات المجزية
في مجتمعنا السياسي أصبحت لفظة "التجار" تساوي ألفاظ الطغاة والخونة واللصوص
دخلنا بسهولة إلى أفريقيا ولم ندفع رشاوى للحصول على رخصة
بعد عامين سوف يشكل المواطنون 98 في المئة من موظفي الشركة
الدولة احتكرت النفط باعتباره المورد الرئيسي ووضعته في العبادة الاشتراكية
القطاع الخاص عاجز عن تطوير نفسه وهو مكبل بقيود الاشتراكية
لكل مجتمع "dna" خاص به يحدد صفاته وأفكاره وعاداته
لم نواجه عقبات وعراقيل في جميع الدول الافريقية التي تغطيها مظلة "زين" وتلاحقنا المشاكل في ديرتنا
من حق الحكومة فرض ضريبة على القطاع الخاص مقابل منحه تسهيلات ومزايا تخلق فرصا وظيفية جيدة
كتب - بلال سليمان بدر:
جئنا الى هنا لمناقشة امور "الزين" وليس "زين" والزين هي الكويت وتبقى زين دائما رافد صغيرا من روافد النهر الكبير وهو الكويت, والكويت اولى بالمناقشة والكلام عن احوالها لانها وصلت الى مرحلة حساسة وحرجة ودقيقة.
بهذه الكلمات المعبرة خرج الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات المتنقلة زين د. سعد البراك عن صمته تجاه الاوضاع الاقتصادية التي تنتقل من سيئ الى أسوأ.
وأشار في سياق حديثه خلال الندوة التي نظمها الصالون الاعلامي التابع لهيئة الملتقى الاعلامي العربي مساء أمس الاول الى تقرير صندوق النقد الدولي الذي صدر اخيرا والذي يتحدث عن انكماش الاقتصاد الكويتي بنسبة 1.2 في المئة, في حين ان الاقتصاد القطري احدث نموا بنسبة 13 في المئة.
وتحدث البراك عن تأثيرات الازمة المالية العالمية, مشيرا الى ان "زين" خسرت بسببها 600 مليون دولار, معزيا ذلك كذلك الى تدهور اسعار العملة الصعبة في حين ان الازمة الاقتصادية اثرت على جميع القطاعات الاقتصادية على المستوى العالمي وخسر العالم جراءها نحو 35 تريليون دولار.
كواليس الصفقة
وحول صفقة "زين" التي احدثت جدلا منقطع النظير, وردا على سؤال حول ما إذا كان التصرف في بيع نسبة ال¯ 46 في المئة من المجموعة بعيدا عن رغبة المساهمين, اكد البراك ان هذه الصفقة هي شأن المساهمين وحدهم ولا دخل للادارة فيها من قريب او بعيد, منوها الى ان المساهمين استثمروا 7 مليارات دولار على مدار 7 سنوات وخاطروا ودعموا الشركة الى ان دفعوا بها الى تحقيق هذا السعر الكبير الذي وصلت اليه, وزاد ان من حقهم ان وجدوا عائدا مجزيا على استثماراتهم ان يحققوا هذا العائد ثم يستثمرونه في شيء اخر.
رغبة المساهمين
واضاف البراك في رده على سؤال للأمين العام للملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس حول اسباب صفقة زين? وهل هي تعثرات مالية ام مرحلة جديدة? وقال ان الصفقة ليست رغبة الادارة بل هي رغبة المساهمين في الشركة لبيع حصتهم فيها, لافتا الى ان العالم العربي يتمتع بالكثير من الدراماتيكية في تقييمه للاحداث وحتى الاعلام العربي يستند الى الكثير من هذه الدراماتيكية التي يقصد بها تفخيم الامور.
أسباب البيع
وعن اسباب بيع الصفقة اوضح البراك ان اي شركة مساهمة عامة تباع وتشترى في كل يوم, مضيفا ان من يذهب الى البورصة يستطيع ان يبيع اسهمه ويشتري اسهما اخرى, لافتا الى ان ذلك هي فكرة الشركة المساهمة العامة في ان تجعل اسهمها متداولة في عمليات البيع والشراء.
98 في المئة نسبة التكويت
وردا على سؤال حول نسبة الكويتيين المعينين في "زين" قال البراك ان النسبة لا تتجاوز 56 في المئة وهي نسبة ضئيلة, لكنه قال انها ستصل الى 98 في المئة خلال العامين المقبلين.
وفي هذا السياق تطرق البراك الى الرد على ان الدولة توظف اكثر من 90 في المئة من الكويتيين قائلا انها تسيطر على اكثر من 90 في المئة ايضا من الاقتصاد.
وشدد في السياق نفسه على ضرورة ان تترك الدولة القيود المفروضة على القطاع الخاص حتى يستطيع التنفس, وبالتالي يستطيع المشاركة والمساهمة في خدمات المجتمع وان تكون اكثر من 90 في المئة من العاملين فيه من الكويتيين... هكذا يكون الحال حسبما اكد.
اجتزاء من الاتصالات
وانتقل البراك الى انتقاد الاوضاع الاقتصادية والسياسية بشكل عام, واشار الى ان تردي الأوضاع الاقتصادية يرجع الى هيمنة الدولة الشمولية الرهيبة حتى ان الدولة لم تترك القطاع الخاص لحال سبيله فهي الان تجتزئ من قطاع الاتصالات لصالحها.
وفي السياق نفسه المح الى ان وزارة المواصلات تلاحقنا بالقضايا والمشكلات, مستغربا من ذلك وقال لا نعرف سببا لذلك, مشيرا في الوقت نفسه انه لم تجد "زين" اي عراقيل او عقبات في الدول التي ذهبنا اليها ولم ندفع رشاوى للحصول على رخصة, مشيرا الى ان "زين" لا تعتزم تقديم رشوة لاي احد على الاطلاق سواء في افريقيا او غيرها وان "زين" تتبع المبادئ الحياتية العامة ومبادئ التجارة, معربا عن فخره قائلا: اننا مبدانين في طريقة الاعمال والتجارة.
العباءة الاشتراكية
وانتقل البراك الى الحديث عن قطاع النفط قائلا ان الدولة محتكرة النفط احتكاراً كاملاً, فيما يشبه انها وضعت المورد الرئيسي في الدولة في العباءة الاشتراكية لتسيطر عليه بالكامل, في حين ان النفط بالكامل في الولايات المتحدة قطاع خاص, وهذا هو الامر الخطير والاخطر ان تسيطر الدولة على كامل اقتصاد البلاد, مستغربا في الوقت نفسه من دعوة الدولة القطاع الخاص ان يشارك على المستوى المجتمعي وان يوظف اغلبية الكويتيين لتخفيض العبء عنها.
الدولة الاشتراكية الثالثة
وتساءل كيف يطور القطاع الخاص نفسه وهو لا يزال مكبلا بقيود الاشتراكية التي لا تفكر الدولة في التخلص منها, واصفا الكويت انها الدولة الاشتراكية الثالثة بعد كوبا والصين على مستوى العالم.
انحرافات الخاص
وحول الانحراف الذي يسود القطاع الخاص تساءل البراك قائلا من المسؤول عن الفساد في القطاع الخاص?
وهنا رأى البراك ان المسؤولية مسؤولية الدولة وليس القطاع الخاص فحسبو هناك اجهزة رقابية تكشف وتحاسب غير انه قال لا يفوتني ان الوم المنحرف الذي ينشر الفساد ويسيء للقطاع بكامله, لكن رغم ذلك اين اعين المراقبين?
حرية في اطار الحوكمة
ودعا القطاع الخاص الى النهوض بنفسه بشكل أو بآخر في اطار الحوكمة ولا يخشى احدا, لافتا الى القول: اننا لا نخاف احدا واننا اصحاب مبادئ في تنفيذ مشاريعنا وعملياتنا, حيث تنفذها بحرية كاملة.
واضاف: نحن نتكلم عن القطاع الخاص بمسؤولياته, فيما ان هناك ضمانة للقطاع الخاص, واذا ما فكت الدولة قبضتها عنه, فهي تحفظ حقوقها كاملة, في ضوء القانون الذي يحكمه اذا انحرف عن مساره.
ضريبة القطاع الخاص
وفي الاطار نفسه اشار البراك الى ان الدولة في هذه الحالة باستطاعتها فرض ضريبة على القطاع الخاص وزاد: ولم لا تفرض الضريبة طالما ان هناك مناخا جيدا وارضا خصبة يستطيع القطاع الخاص ان يطور من نفسه.. ففي مقابل الضريبة اريد تسهيلات ومزايا حتى نخلق وظائف ورواتب جيدة نستطيع من خلالها مساعدة الدولة في عملية التوظيف.
وقال: نحن نتحدث عن قطاع خاص من خلال منظومة متكاملة تطالب بتحريرها من جميع القضايا والتشريعات المقيدة.
الصبغة العرجاء
ولفت البراك في حديثه عن الديمقراطية الكويتية الى انه اذا اردنا نظاما ديمقراطيا لابد ان تحكم الاغلبية البرلمانية حتى يتسنى لها تنفيذ برنامج واضح, كما في دول العالم, واصفا النظام الديمقراطي الحالي في الكويت "بالصيغة العرجاء".
وقال: ثبت فشلها, غير انه استدرك قائلا ان الديمقراطية الكويتية في السابق كانت جيدة لانها كانت حديثة العهد... وجاء الوقت لتطوير وتنمية هذه الديمقراطية لتواكب ديمقراطيات العالم المتقدم الذي يدور حولنا.
العلة في النصوص والنفوس
واشار البراك الى اننا لم نحصل على الديمقراطية الحقيقية الا اذا تم تطوير للدستور.
واستشهد البراك هنا بمقولة, انه اذا كانت العلة في النفوس وليست في النصوص... فإننا في الكويت تكون "العلة" في الاثنين معا, النفوس والنصوص.
وتابع: ان المجتمع الديمقراطي يحتاج الى قيم راسخة مؤيدة للحرية والدستور واصفا اياها انها "متخلفة جدا" خصوصا واننا في مجتمع ينشد الديمقراطية طريقا له.
التجارة أصبحت عارا!!
وفي سؤال عن رؤية البراك لمعالجة الخلل الموجود في المجتمع الكويتي.
أكد على ان كل مجتمع له dna خاص به بمعنى ان كل مجتمع له حمض نووي خاص به يحدد صفات هذا المجتمع من حيث القيم والمبادئ والافكار والعادات والميول التي تربى ونشأ عليها هذا المجتمع فشكلت اساسا لثقافته.
ورأى ان الكويت مجتمع حر ومجتمع مشهور بموانئه وتجارته وببره وبحره كما انه مجتمع مفتوح, ذاكرا انه استطاع على مدار 300 عام خلت ان يتطور برغم الظروف الجغرافية والمناخية الصعبة واستطاع ان ينشئ جوهرة اسمها الكويت حتى قبل مجيء النفط, حيث كان المجتمع وقتها هو الذي يصرف على الدولة ويرفدها بالموارد المالية.
انقلاب الاوضاع
واكد في السياق ذاته ان الحال بدأ في التدهور منذ ان انقلبنا على مفاهيم هذا المجتمع وعلى اساسه ومنذ اردنا ان نكون من انفسنا كائنا غريبا ومختلفا ومتناقضا مع الحمض النووي الذي نشأ عليه المجتمع الكويتي, فضاعت الحرية وضاعت التجارة وضاع القطاع الخاص, واصبح في المجتمع السياسي ان لفظة التجارة تساوي الفاظ الطغاة والخونة والذين يسرقون الناس.
واشار البراك الى ان مشعوذي السياسة الجدد - هكذا قال - نجحوا في ان يجعلوا من مصطلح التجار مصطلحا يخشاه الناس ويتسم بالعار, لافتا الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو اكرم الخلق وكان يشتغل بالتجارة, وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم.
الدستور ليس قرآنا
واخيرا قال البراك ان دستور البلاد من الناحية النظرية جيد, لكنه في الوقت نفسه ليس قرانا منزلا وانه قد نص في مواده الاولى على أنه يجب اعادة النظر فيه بعد 5 سنوات من التجربة, الا ان سنوات التجربة