أولى طائرات «الجزيرة» تعانق سماء الكويت
من تولوز، حيث اكتست أول طائرة «إيرباص إيه 320» قلادة «طيران الجزيرة» الزرقاء، ستنطلق العلامة الجديدة لتعانق السماء للمرة الأولى في طريقها إلى الكويت, في تلك القاعة الفسيحة التي بدا سقفها كما لو أنه سماء صغرى كانت الطائرة رابضة «بثوبها» الكويتي, المشهد سيتكرر ثلاث مرات عما قريب، فالطائرة ليست إلا الأولى من بين أربع طائرات اشترتها الشركة وبدأت بتسلمها تباعاً, لكن «المرة الأولى» لها نكهتها الخاصة، لما تحمله من خصوصية, هذه الخصوصية عبر عنها رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي في شركة طيران الجزيرة مروان بودي الذي قال إن «هذه أول طائرة نقوم بتسلمها في شركة طيران الجزيرة والتي تعتبر أول ناقل وطني كويتي وأول شركة طيران خاصة في الكويت والشرق الأوسط وهذا في حد ذاته يجعل من هذا اليوم حدثاً تاريخياً لصناعة الطيران في الكويت والشرق الأوسط».
ولم تخل المناسبة من وقع خاص لدى مسؤولي عملاق صناعة الطيران الأوروبي، فهذه هي المرة الأولى التي تسلم فيها «إيرباص» طائرة للقطاع الخاص في دولة عربية من دون أي شراكة مع القطاع العام.
لكن غياب القطاع العام لا يعني غياب الكويت، فعلم البلاد على الطائرة أشبه بتذكرة هوية لـ «طيران الجزيرة»، التي باتت ناقلاً وطنياً جديداً، سيكسر من احتكار دام خمسين عاماً للرحلات الجوية، مما يجعل من انطلاق «طيران الجزيرة» حدثاً ستحفظه ذاكرة الكويت والخليج طويلاً.
وبدا اهتمام «إيرباص» واضحاً بالشركة الجديدة، من خلال الاحتفال الرسمي الذي تم خلاله تسليم الطائرة.
فحضر كبار المدراء والمسؤولين في «إيرباص» إضافة إلى ممثلي الادارة التنفيذية لـ «طيران الجزيرة»، فضلاً عن عدد من الضيوف وممثلي الصحف ووسائل الإعلام العربية.
وأكد بودي في كلمة ألقاها في حفل التسلم «ان تسلم طائرتنا الجديدة هو المرحلة الأخيرة في تأسيس طيران الجزيرة معلناً ان هذه الطائرة ستنطلق في أولى رحلاتنا إلى دبي في 30 من الشهر الجاري», وأوضح ان طيران الجزيرة اختبار بديل عن شركات الطيران الكبيرة حيث تجمع شركتنا بين أسعار التذاكر المنخفضة والخدمة ذات الجودة العالية على متن طائرات ايرباص «ايه 320» وهي أكثر الطائرات راحة واقتصادية وتشغيلية في فئتها.
وأضاف بودي ان المسافر هو الذي يحدد اختيار المقعد المناسب من خلال الحجز عن طريق شبكة الانترنت الذي يستفيد من أحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة.
وتابع بودي حديثه «لقد أسسنا عملنا بالتعاون مع شركاء عالميين في صناعة الطيران مثل شركة ايرباص، ونافيتير (navitaire) بهدف توفير أعلى درجات الكفاءة والفعالية لنعبر عن رؤيتنا لهذا المفهوم الجديد في السفر ونعزز حرية واختيارات المسافرين من وإلى الكويت».
بدوره قال الرئىس التنفيذي لشركة ايرباص غوستاف همبرت «انه لمن دواعي سرورنا وفخرنا أن نقوم بتسليم أول طائرة إيرباص A320 إلى طيران الجزيرة, ونتمنى لكم بداية موفقة آملين أن يستمر تعاوننا وشراكتنا لتحقيق الطموحات والأهداف المرجوة».
وأشار همبرت ان استخدام طائرة ايرباص «ايه 320» سيمكن طيران الحزيرة من منافسة شركات الطيران الأخرى التي تقدم خدمات السفر الجوي المنخفض التكلفة اضافة إلى فتح سوق جديد للرحلات بأسعار في متناول المسافرين.
وأضاف «ان الطائرة تنفرد بمقاعد مريحة ومزايا اقتصادية في عملياتها التشغيلية وتكاليف الصيانة والتدريب المنخفضة مما يعزز قيمتها الكلية بالنسبة لشركات الطيران».
يذكر أن طائرة «ايرباص A320 التي تسلمتها شركة طيران الجزيرة هي واحدة من بين 4 طائرات تم الاتفاق على شرائها، على أن يتم تسلم الطائرة الثانية في نوفمبر 2005 بينما يتم تسليم الطائرتين الباقيتين في يونيو 2006.
وستبدأ طيران الجزيرة رحلاتها في 30 أكتوبر 2005 لتكون بذلك أول شركة طيران مملوكة بالكامل للقطاع الخاص في الكويت تكسر احتكارا أحادياً استمر 50 عاما في الكويت.
الكفاءة التشغيلية ,,, الحد الأقصى
اشار مروان بودي الى ان اختيار الشركة لنوع واحد من الطائرات لاسطولها يهدف الى رفع مستوى الكفاءة التشغيلية الى اقصى حد ممكن.
وكانت شركة طيران الجزيرة قد تعاقدت ايضا مع شركة «لوفتهانزا تكنيك» الشركة الهندسية العالمية الرائدة وذلك للقيام باعمال خدمة الصيانة للطائرات بالاشتراك مع مهندسي شركة طيران الجزيرة.
الطائرة الجديدة
تضم الطائرة الجديدة لـ «طيران الجزيرة» 165 مقعدا من الجلد الفاخر, وزودت الطائرة ببرامج ترفيهية سمعية ومرئية، وسيكون بامكان المسافرين اختيار مقاعدهم لدى حجزهم للسفر.
وتتمتع الطائرة بمستوى عال من الامان لكونها مزودة بمحركين من نوع (cfm56-s-ai).
أحدث الأنظمة لعمليات الحجز والدفع
اوضح مروان بودي ان شركة طيران الجزيرة قامت بتوظيف فريق عمل من اكفأ المتخصصين العالميين في عالم الطيران، كما انها استثمرت بشكل كبير في احدث انظمة التكنولوجيا في عمليات الحجز والدفع، بحيث تتم هذه العمليات الالكترونية بطريقة متكاملة مع اسلوب الحجز دون الحاجة للتذاكر.
الحد الأدنى لتوظيف الطيارين 5000 ساعة في القيادة
اكد مروان بودي ان «طيران الجزيرة» تضع معايير السلامة وكفاءة الطيارين في رأس اولوياتها، واشار الى ان الشركة حرصت على توظيف طيارين من اعلى الكفاءات.
واوضح بودي ان الشركة اشترطت عند تعيين اي طيار ان يكون قد تجاوز خمسة الاف ساعة في قيادة طائرات نقل الركاب اي ما يعادل 480 رحلة من الكويت الى دبي.
عائلة «إيرباص إيه 320»
تعتبر عائلة طائرات ايرباص A320 اكثر الطائرات نجاحا في اسواق الطائرات ذات الممر الواحد والمشغلة على الخطوط القصيرة والمتوسطة المدى، وتتسع لعدد من المقاعد يتراوح من 107 مقعد في طائرات A318 الى 185 مقعدا في طائرات A321. وقد حققت هذه العائلة من الطائرات الريادة في الاستفتاءات التي تجريها جهات مستقلة للتعرف على اراء المسافرين، واصبحت الاختيار المفضل لشركات الطيران التي توفر خدمات السفر الجوي باسعار منخفضة وكذلك بالنسبة لشركات الطيران الكبرى.
وتشمل الطائرة احدث تصميم ايروديناميكي يضم اسيجة اطراف الاجنحة التي تساهم في توفير الوقود واستخدام المواد الحديثة التي تخفض من وزن الطائرة مثل سبائك الالمنيوم المتقدمة والنسيج الكاربوني (كاربون فايبر)، اضافة الى نظام ايرباص الفريد للعمليات التشغيلية المشتركة والمتوافر في كافة طائرات ايرباص التي يتم انتاجها حاليا، وكل هذه المميزات تجعل من تصميم عائلة طائرات ايرباص A320 الاكثر حداثة في فئتها.
الجدير بالذكر، ان اكثر من 3700 طائرة من عائلة طائرات ايرباص A320 تم طلبها حتى الان، وهناك نحو 200 عميل يمثلون وجهة تشغيلية لاكثر من 2500 طائرة من هذا النوع حول العالم، ما يجعل هذه الطائرات الاوسع انتشارا بين جميع طائرات ايرباص.