ورقة مالية
لا توهِّق نفسك يا الشمالي!
معالي وزير المالية مصطفى الشمالي-الله يسامحه- طاح في الخطأ نفسه مرة ثانية.
المرة الأولى عندما شجع الناس على دخول البورصة في بداية الأزمة المالية. والثانية تصريحه بالأمس بأن قانون الاستقرار المالي «سيحدث نقلة نوعية في الاقتصاد، ويعيد البورصة إلى نصابها ويساهم في إنقاذ الشركات الوطنية!». الوزير الشمالي قلبه أبيض لكن بعض تصريحاته «تودي وطي»!
عندما ننادي كاقتصاديين في الكويت بالإسراع في إقرار مرسوم قانون الاستقرار، فان أقصى ما نرجوه في هذه المرحلة الحرجة هو ان تصل البورصة إلى «قاع» تتوقف عنده عن الهبوط.
الهدف الأساسي من القانون حاليا هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من دون تحميل المال العام أي تكاليف قدر المستطاع، ولم يصرح أي عضو من فريق محافظ البنك المركزي، بأن الهدف من القانون هو إعادة وضع البورصة إلى ما كان عليه! بل أزيد معالي الوزير من الشعر بيتا بأن القانون بحد ذاته غير كاف، وما لم تتبعه خطوات اقتصادية أخرى، فقد يصبح عديم الجدوى وربما استمرت البورصة في الانهيار.
وبما أننا في تصريحات الوزير الشمالي، فإنني أود التعليق على تصريح معاليه بأن قانون الاستقرار المالي «لا يخدم شركات معينة»!
وتساؤلي هنا هو «لماذا كل هذا التخوف لدى الحكومة؟!». لقد مللنا سياسة الدفاع عن قانون الاستقرار المالي، وحان الوقت لكي تقف الحكومة موقف قوة، بل وتهاجم المنتقدين على «الفاضي والمليان». نعم... القانون جاء ليخدم مصالح شركات معينة، وحتى يساعد «الحيتان» أصحاب هذه الشركات في إنقاذ شركاتهم والحفاظ على ثرواتهم. وإذا أردتم أن تعرفوا من هي هذه الشركات وأصحابها «الحيتان»، فما عليكم سوى قراءة نصوص القانون حتى ينكشف السر. الشركات هي...كل شركة تتمتع «بالملاءة المالية الكافية»، وحتى لا يتهمنا أحد بأننا نستخدم كلمات غير مفهومة، فإننا نعني الشركات التي «أصولها وتدفقاتها النقدية المستقبلية تكفي لتغطية جميع الالتزامات عليها، سواء على المدى القصير أو البعيد»، ولا فرق هنا إذا كان مالك إحدى هذه الشركات هو أحمد باقر وخالد السلطان ومحمد المطير أو كان من يملكها هو أحمد السعدون ومسلم البراك... أو حتى كاتب هذا المقال! أما ما سوى ذلك فإننا ما زلنا حتى هذه اللحظة بانتظار تهديدات البعض بكشف «الحيتان» بالاسم والذين سيكبدون المال العام خسائر فادحة باستفادتهم من قانون الاستقرار!
***
أشد على يد وزير الخارجية في دعوته حول عدم استخدام مرسوم قانون الاستقرار لإثارة النعرات الطبقية وتقسيم المجتمع إلى حيتان...وزوري!
د. طارق العلوي