حيزان رجل مسن بكى في المحكمة حتى ابتلت لحيته,
فما الذي أبكاه؟
هل هو عقوق أبنائه
أم خسارته في قضية أرض متنازع عليها,
أم هي زوجة رفعت عليه قضية خلع؟
في الواقع ليس هذا ولا ذاك,
ماأبكى حيزان هو خسارته قضية غريبة
من نوعها ,
فقد خسر القضية أمام أخيه , لرعاية أمة
العجوز التى لا تملك سوى خاتم من نحاس
فقد كانت العجوز في رعاية ابنها الأكبر
حيزان,الذي يعيش وحيدا ,وعندما تقدمت
به السن جاء أخوه من مدينة أخرى ليأخذ
والدته لتعيش مع أسرته,
لكن حيزان رفض محتجا بقدرته على
رعايتها,
وكان أن وصل بهما النزاع إلى المحكمة
ليحكم القاضي بينهما, لكن الخلاف احتدم
وتكررت الجلسات وكلا الأخوين مصر
على أحقيته برعاية والدته,
وعندها طلب القاضي حضور العجوز لسؤالها,
فأحضرها الأخوان يتناوبان حملها في كرتون فقد كان وزنها 20 كيلوجرام فقط
و بسؤالها عمن تفضل العيش معه, قالت وهي مدركة لما تقول:
هذا عيني مشيرة إلى حيزان وهذا عيني الأخرى مشيرة الى اخيه
وعندها أضطر القاضي أن يحكم بما يراه مناسبا,
وهو أن تعيش مع أسرة ألاخ ألأصغر فهو ألأقدر على
رعايتها,
وهذا ما أبكى حيزان ما أغلى الدموع التي سكبها
حيزان, دموع الحسرة على عدم قدرته على رعاية
والدته بعد أن أصبح شيخا مسنا,
وما أكبر حظ الأم لهذا التنافس
درس نادر في البر والرحمه والاحسان في زمن العقوق والجحود والغرور