الحياة عبر ومواعظ

المؤشراتي2

عضو نشط
التسجيل
16 مايو 2007
المشاركات
2,176
الإقامة
الكويت
حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد. لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق. وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!! لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق". وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب". أما معله في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات". بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس"... وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! ! وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها. وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته". مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته. وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!! لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!! واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً. فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك. (تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية). إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب، ولا بالمظهر عن المخبر، ولا بالشكل عن المضمون. يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام، وأن تسبر غور ما ترى، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار، موّارة بالعواطف، والمشاعر، والأحاسيس، والأهواء، والأفكار
 

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy
قصهههه جميييييييلههههه
 

المؤشراتي2

عضو نشط
التسجيل
16 مايو 2007
المشاركات
2,176
الإقامة
الكويت
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض عضال. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء
وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين فيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى.
وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها.
ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه أشد الحزن.
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة. ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه.. ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار ! وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي. وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.
نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.
كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت.
 

Anime

عضو نشط
التسجيل
22 يونيو 2009
المشاركات
387
تسلم

الله يحفظك
 

المؤشراتي2

عضو نشط
التسجيل
16 مايو 2007
المشاركات
2,176
الإقامة
الكويت
احتضنته المرأة التي ربته بلهفة كبيرة وقبلته باشتياق بينما لم يستطع هو إخفاء دموعه التي تساقطت مثل قطرات المطر بعد أعوام طويلة من الفراق. «تيمور الأنفال»، كما يطلق عليه، كان الناجي الوحيد من ضمن عشرات من الأكراد الذين جيء بهم من كردستان لدفنهم في السماوة في مقبرة جماعية في أواخر ثمانينات القرن الماضي إبان النظام الصدامي المقبور لدى تنفيذ عمليات الأنفال.
وعثرت عليه عائلة منذ أكثر من 22 عاما في تلك المدينة الجنوبية وربته كواحد من أبنائها وهو طفل صغير. وعاد تيمور اليوم من الولايات المتحدة إلى السماوة للقاء تلك المرأة التي يعتبرها كوالدته ولكي يشكر أهالي قرية العيشم التي قضى شبابه بين أراضيها وتعلم اللغة العربية فيها.
ولدى وصوله إلى المدينة ذهب إلى لقاء والدته الراقدة في المستشفى قائلا لها «اليوم جئت من أجل أن أزور والدتي الحقيقية التي أنقذتني من الموت وعاشت سنوات عديدة في قلق من حكومة صدام حسين». ولدى رؤيته لوالدته في المستشفى، احتضنها تيمور بكل اشتياق وقبل يدها ناسيا أن هنالك أشخاصا من القرية وأطباء ومسؤولين يرافقونه، وهمس في أذنها قائلا «أمي أنت أصبحت كبيرة في السن»، فتبسمت قليلا متسائلة «ولماذا لم تتزوج أنت لحد الآن؟».
وسرد تيمور حكايته قائلا «كان عمري 10 سنوات عندما سجنت مع عائلتي في سجن طوب زاوار في كركوك وكان حراس السجن يعتدون على النساء بكلام غير لائق، وبقينا 30 يوما في هذا السجن وفي اليوم 31 وبالتحديد في الساعة السادسة صباحا خرجنا من السجن وركبنا سيارات طويلة تشبه سيارات الثلاجات المتنقلة وكان الهواء قليلا ولا يوجد ماء أو طعام مما تسبب في موت فتاتين».
وتابع تيمور «في الساعة السادسة عصرا وصلنا إلى طريق صحراوي فتوقفت السيارات ونزلنا في المنطقة وكان الوقت بعد غروب الشمس، ومن خلال أضواء السيارات شاهدنا حفرا مربعة وبعد عشر دقائق قام الجنود برمي المساجين في الحفر».
وأضاف قائلا والألم يملأ وجهه «بعدها خيم الصمت على المكان فنظرت إلى السماء التي تزينها النجوم فتذكرت قريتي وأصدقائي وقد كان أبي وأمي قريبين مني لكن سرعان ما فتح الجنود نيران أسلحة الكلاشينكوف علينا فأصبت بطلقة في كتفي الأيسر»، وأضاف أنه «بعد برهة توقف الجنود عن إطلاق النار فتوسلت إلى أحدهم بأن يتركونا لأننا أبرياء لم نفعل شيئا ومسكت بيده وبرجليه لكنه قام بضربي وإرجاعي إلى الحفرة وعندئذ استأنف الجنود عملية إطلاق النار وبكثافة لكنني والحمد الله لم أمت».
وتابع يقول «عند عودة الجنود إلى السيارات وجدت بقربي فتاة جميلة وقلت لها اذهبي معي فقالت لي بأنها لا تستطيع ترك أبيها وأمها»، وتابع قائلا «اعذروني كنت صغيرا ولم أستطع إنقاذها فخرجت من الحفرة وزحفت بحذر حتى وجدت حفرة صغيرة فدفنت نفسي وسط التراب عندما سمعت أصوات إطلاقات نارية أخرى وأظنهم كانوا يقتلون أي سجين باق على قيد الحياة».
واسترسل قائلا «خرجت من الحفرة وزحفت لمسافات طويلة خوفا من أن يشاهدوني ولا أعلم إلى أين أتجه، فشاهدت من بعيد شيئا أسود اللون فاقتربت منه وعندها ظهرت 4 أو 5 كلاب مخيفة، لكن سبحان الله فور اقترابها مني وهي تزمجر توقفت فجأة، لقد كان موقفا مخيفا جدا فجاء فتى مناديا والدته التي قامت باحتضاني وألبستني دشداشة عربية بعد حرق ملابسي».
وقال تيمور وهو يتنهد بارتياح «قامت والدتي منذ الصباح الباكر بنقلي من بيتهم إلى إحدى القرى القريبة من المدينة وبقيت هناك لكني لم أكن أتكلم اللغة العربية فكنت أستخدم الإشارات خصوصا إذا زارنا شخص غريب فقد قالت والدتي لأهل القرية بأنني أخرس».
وقال تيمور «بقيت سنتين و8 أشهر في القرية بعدها أخبرت والدتي بأنني أعرف مكان أعمامي في منطقة كلر، والصدفة خدمتني آنذاك بوجود جندي من أقرباء والدتي لديه صديق كردي ساعدني بالوصول إلى أعمامي وبقيت معهم لمدة شهر لكني عدت مرة أخرى إلى القرية وبقيت فيها حتى الغزو العراقي للكويت وعندها خرجت من العراق».
وأوضح تيمور أنا «مدين لأهالي السماوة وإلى والدتي خصوصا التي ضحت من أجلي وعوضتني حنان أمي التي قتلوها مع والدي أمام عيني». أما حكنة دويج أو أم تيمور، كما تحب أن يطلق عليها، فقد روت أحداث تلك الليلة التي عثرت فيها على تيمور قائلة أإنه «في الساعة الثانية عشرة من الليل سمعنا بكاء طفل قرب البيت فناديت ابني خالد الذي خرج فوجد طفلا مجروحا وقد غطت الدماء وجهه وملابسه».
وأضافت قائلة «كان تيمور مرتديا ملابس كردية فخفت من هذه الملابس وقمت بحرقها خوفا من أزلام النظام السابق وعند الصباح أخذت تيمور وذهبت إلى قرية العيشم القريبة من المدينة وقررت العيش فيها». وأشارت «اليوم جاء تيمور وأنا فرحة جدا بلقائه والآن ارتاح بالي وأشعر بالاطمئنان على تيمور فهو بخير ويعيش حياة سعيدة»، وأضافت «أنا أخاف الموت جدا وكانت لي أمنية واحدة وقد تحققت اليوم وأنا أقول للموت أهلا بك لا تخيفني بعد اليوم».
أما خالد الذي عثر على تيمور في تلك الليلة والكلاب تدور بقربه قال «أتعامل مع تيمور كأخ منذ أن عثرت عليه وقد كنت أحرص عليه خصوصا عندما يلعب مع أطفال القرية وكنت دائما أذكره بأن يكون أخرس حتى لا يتعرفوا عليه». وأضاف «أما اليوم فإن لقائي بتيمور يختلف عن اليوم الذي التقيته وسط الخوف والذعر من النظام السابق».
 

المؤشراتي2

عضو نشط
التسجيل
16 مايو 2007
المشاركات
2,176
الإقامة
الكويت
ان النعمان بن المنذر كان ملكا للعرب قبل الاسلام في الحيرة في العراق والذي كان انذاك خاضعا للفرس ولملكهم كسرى . اما الرومان فكان لهم نفوذهم الخاص على بلاد الشام من خلال اعوانهم من الغساسنة . وشهدت تلك الايام الكثير من المناوشات بين المناذرة في العراق بتحريض من الفرس وبين الغساسنة في الشام بتحريض من الرومان والتي كانت تنتهي لصالح احد الطرفين ولكن النتيجة النهائية كانت تعود اما الى بلاد فارس او الى بلاد الرومان
وتذكر الكتب التاريخية ان النعمان بن المنذر كان ذا عزة وانفة , وتذكر ايضا انه كان يتمتع بغرور شديد دفعه في بعض الاحيان الى القيام بأعمال توصف بالجنونية , والروايات على ذلك كثيرة

ومهما يكن في الامر فأن الثايت هو ان كسرى لم يكن للنعمان من المودة ماينبغي ان يقدمها له , وذات يوم جمع كسرى اصحابه ومستشاريه وطلب منهم ان يفكروا له في مكيدة يستدرجوا فيها النعمان بن المنذر الى ايوان كسرى للاستهزاء به وبعزته وانفته من خلال تلك المكيدة , وقال لهم فكروا مليا في ذلك
وبعد ايام من التفكير رجع اصحاب كسرى ومستشاريه ومعهم الخطة للايقاع بالنعمان بن المنذر وهي عبارة عن دعوة النعمان بن المنذر الى وليمة في ايوان كسرى تحتوي على مالذ وطاب من اطعمة الفرس التي لاعهد للعرب بها عند ذاك يقع النعمان في شباك المكيدة ويبدأ بالاكل بصورة لاتتناسب مع ما أعد من طعام ويكون واصحابه محل استهزاء من قبل الاخرين . استحسن كسرى فكرة هذه المكيدة وأمر بدعوة النعمان بن المنذر
وبعد أيام وصل النعمان وموكبه ايوان كسرى وفي اليوم المحدد للوليمة دخل كسرى بصحبة ضيفه النعمان الى المكان الخاص بالطعام , ولما شاهد النعمان اصناف الطعام , عرف انها غير مألوفة له ولقومه , فتقدم الى جانب من الوليمة يكثر فيها اللحم والخبز فقط , وهو المألوف عند العرب , وبدأ بكسر الخبز وأكله مع اللحم , وكسر الخبز وأكل معه اللحم , ثم كسر الخبز وأكل معه اللحم وهكذا , امتعض كسرى مما فعله النعمان , حيث باءت المكيدة بالفشل , وقال له
لم لم تأكل من طعام فارس , الا يعجبك طعامنا؟
قال قولته المشهورة ...نحن قوم لانأكل الطعام الذي نحمله بل نأكل الطعام الذي يحملنا
أسر كسرى في نفسه من الغضب الشديد , وكان ذلك مع غيره من الاسباب ,ما دعا كسرى الى قتل النعمان وقيام معركة ذي قار المشهورة وانتصر فيها العرب والتي باركها النبي عليه واله الصلاة والسلام بقوله ..وبي نصروا
 

المؤشراتي2

عضو نشط
التسجيل
16 مايو 2007
المشاركات
2,176
الإقامة
الكويت
كان في قديم الزمان قروي بائس قليل البراعة يدعى خمخم*. وكان يوما ينقل حمولة من الحطب إلى المدينة في عربة يجرها ثوران، باعها إلى أحد العرافين بطالرين**. وبينما كان القروي يستلم النقود، كان العراف يجلس إلى طاولة يتناول طعامه، وعندما رآى ذلك القروي نوعية الطعام والشراب تمنى ما كان لدى العراف ورغب أشد الرغبة في أن يصبح عرافا مثله. وبقي واقفا للحظة. وأخيرا سأل العراف فيما لو كان بإمكانه أن يكون عرافا مثله، أجاب العراف:" نعم بالطبع، ممكن أن نتدبر ذلك في الحال." قال القروي: " وماذا يلزمني أن أفعل؟" قال العراف:"أولا اشتر لنفسك كتابا في مبادئ المهنة من النوع الذي توجد في صفحة عنوانه صورة ديك؛ وثانيا، حاول أن تبيع العربة والثورين وتحولهما إلى نقود، واشتر ملابس من النوع الذي يرتديه العرافون؛ وثالثا، فلتكن لك قطعة مكتوب عليها:"عراف بارع" وعلقها على باب بيتك." وفعل القروي كل ما أمره العراف. وبعد مزاولة المهنة لفترة وجيزة، جاءه أحد كبار النبلاء الأثرياء سُرقت أموال له، وقد نمى إلى علمه ما كان للعراف الذي يسكن في المكان الفلاني في القرية الفلانية من براعة قد تفيد في معرفة ما حل بأمواله المفقودة. فما كان من ذلك النبيل إلا أن شد الرحال والذهاب إلى تلك القرية، وسأل خمخم فيما لو أنه كان العراف البارع فعلا. أجابه خمخم بالإيجاب. ثم كان عليه أن يذهب معه ويسترجع المال المسروق. قال خمخم " نعم، ولكني يجب أن أصطحب زوجتي كبوريا*** معي." ووافق النبيل على ذلك واصطحبهما معه في العربة، ومضى الجميع معا. وعندما وصلوا إلى قلعة ذلك النبيل، بُسطت المائدة، وطُلب إلى خمخم أن يجلس ويتناول الطعام. قال القروي:" نعم، ولكن زوجتي كبوريا يجب أن تشاركني في ذلك." وجلسا معا إلى المائدة. وعندما جاء أول الخدم بطبق من الطعام الشهي، وكز القروي زوجته قائلا لها:" أنظري يا كبوريا، هذا أولهم." وهو يقصد أول الخدم في جلب الطعام. لكن الخادم ظن أن القروي أراد أن يقول: " هذا أول اللصوص." ولأنه كان أول اللصوص فعلا، فقد أصابته حالة من الخوف، فقال لأحد رفاقه من الخدم خارج الغرفة: " هذا العراف يعرف كل شيء: لقد وقعنا في المحظور، فقد قال أني الأول." ولم يكن الخادم الثاني راغبا في الدخول على الإطلاق، لكنه أُجبر على ذلك. وعندما دخل حاملا طبقه، وكز القروي زوجته وقال:" أنظري يا كبوريا، هذا الثاني." وأصاب الخادم الثاني الذعر أيضا، وخرج مسرعا ما وسعه الإسراع. ولم يكن ما أصاب الخادم الثالث أقل من ذلك، إذ أن القروي قال مرة أخرى :" أنظري يا كبوريا، إنه الثالث." وكان على الخادم الرابع أن يأتي بطبق مغطى، إذ قال النبيل أن على العراف أن يكشف عن مهارته في تخمين ما كان تحت الغطاء. وكان تحت الغطاء في واقع الأمر أكل معد من لحم خمخم(سلعطون\أبو الجنيب). ونظر القروي إلى الطبق، ولم تكن لديه أدنى فكرة عما كان سيقول، فقال مخاطبا نفسه وناعيا سوء طالعه:" آه يا خمخم المسكين." وعندما سمع النبيل ذلك، صاح:"رائع! إنه عرف ما تحت الغطاء؛ ولابد أنه يعرف من سرق المال أيضا."

وفي هذه اللحظة كان الخدم في حيرة من أمرهم، فأشاروا إلى العراف أنهم يرغبون في أن يخرج إلى خارج الغرفة للحظات. وعندما خرج إلى خارج الغرفة، اعترف الأربعة له أنهم هم الذين سرقوا المال، وعرضوا عليه أنهم سيعيدون المال ويعطونه مالا كثيرا لو أنه قبل الصفقة ولم يفضحهم، وذلك لأنهم سيُشنقون لو كُشف أمرهم. ثم دلّوه على مكان إخفاء المال المسروق. وقَبِل القروي ذلك العرض، وعاد إلى القاعة وجلس إلى المائدة وقال:"عزيزي أيها النبيل، هل لي أن أبحث في كتابي عن مكان إخفاء المال المفقود؟" لكن الخادم الخامس تسلل إلى الموقد ليتحقق من أن العراف يعرف المزيد. و جلس القروي برباطة جأش وفتح كتابه يقلّب صفحاته وينظر إلى صورة الديك على الغلاف. وادعى من باب الحيلة مؤقتا أنه لم يجد ما يبحث عنه في الحال. ثم قال مخاطبا المال المفقود:" أنا أعرف أنك هناك، فمن الأفضل أن تخرج!" فما أتم كلامه حتى خرج الخادم مرعوبا من الموقد ظنا منه أن العراف كان يقصده بكلامه وقال:"إن هذا الرجل يعرف كل شيء!" وبعد ذلك كشف العراف للنبيل عن مكان المال، لكنه لم يكشف عمن سرقه، وبذلك فقد حصل من كلا الجانبين على الكثير من المال مكافأة له، وأصبح من العرافين البارعين المشهورين.
 

العاشق

عضو مميز
التسجيل
18 يناير 2009
المشاركات
14,324
الإقامة
هنا
اشكرك
 

المؤشراتي2

عضو نشط
التسجيل
16 مايو 2007
المشاركات
2,176
الإقامة
الكويت
وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد؛ التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ الجميع بالمعاول والجوار يف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر.
في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من الجوار يف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى!
وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام.
وبالمثل، تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، فلكي تكون حصيفًا، عليك بمثل ما فعل الحصان حتى تتغلب عليها، فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا، فلا تقلق، لقد تعلمت للتو كيف تنجو من أعمق آبار المشاكل بأن تنفض هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع بذلك خطوة واحدة لأعلى
.
يلخص لنا الحصان القواعد الخمسة للسعادة بعبارات محددة كالآتي :
اجعل قلبك خاليًا من الكراهية .. اجعل عقلك خاليًا من القلق . عش حياتك ببساطة ..أكثر من العطاء . توقع أن تأخذ القليل .
الحكمة من وراء هذه القصةكلما حاولت أن تنسى همومك.. فهي لن تنساك
وسوف تواصل إلقاء نفسها فوق ظهرك
 

المؤشراتي2

عضو نشط
التسجيل
16 مايو 2007
المشاركات
2,176
الإقامة
الكويت
روي أن سليمان بن داود عليه السلام جلس يوماً على ساحل البحر فرأى نملة في فمها حبة حنطة تذهب الى البحر فلما بلغت اليه خرجت من الماء سلحفاة و فتحت فاها فدخلت فيه النملة و دخلت السلحفاة الماء و غاصت فيه فتعجب سليمان من ذلك و غرق في بحر من التفكر حتى خرجت السلحفاة من البحر بعد مدة و فتحت فاها و خرجت النملة من فيها و لم يكن الحنطة معها فطلبها سليمان و سألها عن ذلك فقالت:يا نبي الله ان في قعر هذا البحر حجراً مجوفاً و فيه دودة عمياء خلقها الله تعالى فيه و أمرني بايصال رزقها و أمر السلحفاة بأن تأخذني و تحملني في فيها الى أن تبلغني الى ثقب الحجر فاذا بلغته تفتح فاها فأخرج منه و أدخل الحجر حتى أوصل اليها رزقها ثم أرجع فأدخل في فيها فتوصلني الى البر فقال سليمان: سمعت عنها تسبيحاً قط؟ قالت: نعم تقول يا من لا ينساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك يا أرحم الراحمين
 

المؤشراتي2

عضو نشط
التسجيل
16 مايو 2007
المشاركات
2,176
الإقامة
الكويت
في قديم الزمان ... كان هناك شجرة تفاح ضخمة...


و كان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة كل يوم ...

كان يتسلق أغصان الشجرة ويأكل من ثمارها ... ثم يغفو قليلا لينام في ظلها

كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب أن تلعب معه ...

مر الزمن... وكبر الطفل...


وأصبح لا يلعب حول الشجرة كل يوم...


في يوم من الأيام ... رجع الصبي وكان حزينا...!


فقالت له الشجرة: تعال والعب معي ...


فأجابها الولد: لم أعد صغيرا لألعب حولك...


أنا أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها...




فأجابته الشجرة: أنا لا يوجد معي نقود!!!


ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تريدها...


الولد كان سعيدا للغاية...

فتسلق الشجرة وجمع كل ثمار التفاح التي عليها وغادر سعيدا ...

لم يعد الولد بعدها ...

فأصبحت الشجرة حزينة ...


وذات يوم عاد الولد ولكنه أصبح رجلا.

كانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له: تعال والعب معي...


ولكنه أجابها:

لا يوجد وقت لدي للعب .. فقد أصبحت رجلا مسئولا عن عائلة...

ونحتاج لبيت يؤوينا...

هل يمكنك مساعدتي ؟


آسفة!!!

فأنا ليس عندي بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أغصاني لتبني بها بيتا لك...

فأخذ الرجل كل الأغصان وغادر وهو سعيد...


كانت الشجرة مسرورة لرؤيته سعيدا ... لكن الرجل لم يعد إليها ...

فأصبحت الشجرة وحيدة و حزينة مرة أخرى...

وفي يوم حار من ايام الصيف...

عاد الرجل .. وكانت الشجرة في منتهى السعادة....

فقالت له الشجرة: تعال والعب معي...

فقال لها الرجل لقد تقدمت في السن... وأريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح...

فقال لها الرجل: هل يمكنك إعطائي مركبا...


فأجابته: خذ جذعي لبناء مركب... وبعدها يمكنك أن تبحر به بعيدا وتكون سعيدا...

فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبا!!!

فسافر مبحرا ولم يعد لمدة طويلة ........................

أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل ........

ولكن الشجرة قالت له : آسفة يا بني .. لم يعد عندي أي شئ أعطيه لك...

وقالت له:لا يوجد تفاح...

قال لها: لا عليك لم يعد عندي أي أسنان لأقضمها بها...

لم يعد عندي جذع لتتسلقه ...

فأجابها الرجل لقد أصبحت عجوزا ولا أستطيع القيام بذلك

قالت: أنا فعلا لا يوجد لدي ما أعطيه لك...

قالت وهي تبكي .. كل ما تبقى لدي جذور ميتة...

فأجابها: كل ما أحتاجه الآن هو مكان لأستريح فيه...

فأنا متعب بعد كل هذه السنين...

فأجابته: جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة...

تعال ... تعال واجلس معي لتستريح ...

جلس الرجل إليها ... كانت الشجرة سعيدة ... تبسمت والدموع تملأ عينيها...

هل تعرف من هي هذه الشجرة؟
 

المؤشراتي2

عضو نشط
التسجيل
16 مايو 2007
المشاركات
2,176
الإقامة
الكويت
وجد القاضي جحا نفسه , ذات يوم , وهو يتنقل عبر الزمن , وجها لوجه مع حيوانات لاعهد له بها, وفي مدينة لا هي بالغريبة عليه تماما ولاهي بالمعروفة من قبله تماما , فأندهش ولكنه اخفى دهشته عله يلتقي بشخص يعرفه ليشرح له من اين ومتى وكيف دخلت هذه الحيوانات هذه المدينة , وياترى هل هي مفيدة , أم جاءت لتأكل وتتبرز فقط ؟ وكيف يمكن ان يترك هذا الكم الهائل من الحيوانات يسير في الشوارع ويتبرز على هواه دون ان يوجد من يلجمه ويوجهه ! الا يوجد بشر ؟ فيا ترى هل اصبحت هذه المدينة كلها حديقة حيوانات كبيرة ؟ ولماذا هذا العدد الهائل من الحمير والبغال والقرود والخنازير والعقارب والثعابين السامة ؟ اين ذهبت الاسود والصقور ياترى؟ راودت هذه الاسئلة عقل القاضي جحا وهو يمشي الهوينا في هذه المدينة بين الحمير والبغال والقرود والخنازير ومتجنبا العقارب والثعابين السامة , وبينما هو على هذا الحال ظهر صديقه الطاووس نبهان فجأة و على مقربة منه , ابتسم القاضي جحا فرحا واقترب منه وسأله كيف حالك ايها الطاووس اللطيف نبهان , قال .. الحمد لله ,علمت انك هنا ايها القاضي وجئت في اثرك , قال القاضي ..وهل تعلم اين أنا ؟ قال ..انك في مدينة الحيوانات , قال .. ولماذا كل هذه الاعداد من القردة والخنازير والحمير , قال نبهان وقد حسرته العبرة ..لقد حصل ان هجمت التيران على هذه المدينة الامنة من كل حدب وصوب وجاءت معهم كل ماترى من هذه القرود والحمير والبغال والخنازير ومعهم العقارب الصفراء والافاعي السامة واحرقت واكلت الاخضر واليابس تحسر القاضي جحا على هذه الحالة وتلفت من حوله , واذا به يسمع من بعيد مواء عاليا لقطط تغتصب , انتفض القاضي جحا وصرخ بأعلى صوته ..ماهذا ؟ هذا لايجوز , ان موسم تزاوج القطط يكون في شهر شباط وليس الان . قال نبهان مهدئا القاضي .. ان ذلك ليس تزاوجا ايها القاضي انه ( خمط ) وحسب الشهوة سكت القاضي جحا لهنيهة ثم قال .. أهذا الذي تسميه (خمط ) ينطبق ايضا على ذلك الديك الرومي الجاثم فوق دجاجة اسيوية ؟ قال .. بلى ايها القاضي , وينطبق ايضا على كل ماترى الان من هذه الاشكال والانماط والوضعيات . وأكثر من ذلك ..ألا ترى مايأكله ومايشربه الخنازير ؟ قال نعم , قال انه مستورد خصيصا لهم . قال ومن ذلك الخنزير الاسود الضخم ؟ قال ..انه .. نابليون شيخ الخنازير وحوله كلابه المدربين ذوي الانياب السامة

قال القاضي .. اسمع يانبهان , اني ارى ذلك الطائر العجوز الاجرب ذو الوجه الاصفر وبجانبه تلك الطائرة الجرباء صفراء الوجه ايضا ,فمن هما؟

قال نبهان .. ان هذا الطائر ( هو مهمدان ) صار اجربا اصفر الوجه من حقده وانانيته ولؤمه , يرسلوه الى المدن المجاورة كي يضحكوا عليه بحجة التفاوض . اما تلك الطائرة بجانبه فأسمها ( مهمودة ) وهي تسهر على راحته وتقوم له بالواجب

واستمر نبهان قائلا ..أما تلك الحمير فهي محملة بثروات تلك المدينة خلسة وانها متجهة الى مدن الجوار

أما القرود فمهمتها معروفة حيث تعتقد ان اهل المدينة يريدونها وانها تخرب كل ما في المدينة من اجل موزة , والبعض منها مجنون ,فأرسلوه كي يمثل حيوانات هذه المدينة لدى المدن الاخرى

تعب القاضي جحا مما سمعه وقال .. يكفي يانبهان .. فليس هناك من حيلة لانقاذ هذه المدينة , وعلينا ان نغادرها كما فعلت الاسود والصقور والطيور الجميلة

فقال نبهان ..انتركها للغربان ؟ قال جحا ..ليس هناك من حيلة
 

سارونا

عضو نشط
التسجيل
6 يونيو 2009
المشاركات
315
الإقامة
الكويت فديتهااااا
شكرااا على القصص الهادفه والمفيده

بارك الله فيك
 

المؤشراتي2

عضو نشط
التسجيل
16 مايو 2007
المشاركات
2,176
الإقامة
الكويت
تجمع الناس البسطاء بفضول واضح حول الخطاط الذي إرتقى سلما خشبيا حتى يخط عبارة على جدار المبنى الكبير وسط المدينة ، وثمة لغط تعالى بين الحاضرين عما سيكتبه الخطاط على ذلك الجدار الإسمنتي المتآكل ، قال احدهم نتمنى ان نقرأ ما ينفع الناس ، وحين شرع الخطاط برسم مفردة لا الناهية بدهان أخضر كمفتتح لتلك الجملة حتى زفر احد المتفرجين حسرة طويلة وحوقل وتعوذ من الرحمن وشعر ان هذه " اللا " نذير شؤم وبلاء ، غير ان الخطاط الحقَ تلك الأداة الناهية بكلمة حياة ، فأرتعدت اوصال الناس المتجمهرين والمحدقين بعيونهم المتعبة الى الجدار الإسمنتي وعلـّق كهل عجوزبصوت مرتفع ومتى رأينا الحياة في هذه البلاد ، اجل لا حياة في هذه البلاد منذ أمد بعيد وقاطع كلمات الرجل العجوز احد الرجال الذي يبدو بصحة وارفة وإستهجن قائلا : انا اخالفك الرأي ياحاج فهذه البلاد كل الخير فيها برغم الجور والظلم والحرمان ،واعترض آخر على كلام الرجل الموفور الصحة قائلا : اقسم بالله انك تنتمي للحزب الفلاني وإلا ما تحدثت بهذا الكلام الذي لايؤمن به حتى الحمار الغبي . بينما هتف رجل بدين بصوت جهوري وسط الحشد طالبا من الجميع الصبر حتى ينتهي الخطاط من كتابة بقية العبارة وعادت الأنظار الى الجدار الأسمنتي في حين بدأ الخطاط يكتب كلمته الثالثة حتى أصبحت الجملة لاحياة بدون .. وهنا نفد صبر الحاضرين فراح أحدهم يسأل الخطاط عن الكلمة القادمة .. فتبسم الخطاط لهم جميعا وقال امهلوني دقائق افرغ من تدخين سيجارتي حتى اكتبها لكم .. وبدأ الناس يخمنون الكلمة القادمة .. بعضهم قال لا حياة بدون البلاد ، وآخرون قالوا لاحياة بدون الكهرباء ، وثلة أخرى قالت لا حياة بدون الماء ، بينما اجتهد احد الطلاب الجامعيين وقال لهم انما الجملة هي لاحياة بدون العلم ، وسخر احدهم قائلا لاحياة بدون البطاقة التموينيه، في حين همس رجل متعب بصوت خفيض لاحياة بدون حليب السباع ،وإستغفر رجل على رأسه عمامة قائلا لاحياة بدون الدين وتبسم احد العشاق قائلا لاحياة بدون النساء ، بينما تهامست امرأة مع أخرى وهي تضحك بخجل قائلة لاحياة بدون الرجال ، وأشترك طفل مشاكس بالتخمين وقال لا حياة بدون الحليب ، وصارت الناس المتجمهرة حول الخطاط تضرب اخماسا باسداس لمعرفة الكلمة التي سيكتبها الخطاط أخيرا ، وحين إرتقى الخطاط السلم الخشبي من جديد بعد ان غمس فرشاته بعلبة الدهان الأخضر ، التفت الى الجميع قائلا .. ايها الناس الآن سأكتب الكلمة الاخيرة من العبارة ولكن ارجو ان تهتفوا جميعا لها ، ظل الناس بصمت مهيب وحين بدأ الخطاط بكتابة الحرف الأول من الكلمة والذي كان هو حرف الألف ثم الحقه بحرف اللام .. صارت اصوات الناس ترتفع وتحث الخطاط لكتابة باقي الحروف ..وماهي الا دقائق حتى انتهى الخطاط من كتابة الكلمة الاخيرة وانتظر تصفيق وهتاف الجمهور لكنه لم يسمع شيئا وحين التفت برأسه نحوهم اكتشف ان الجميع تبخروا عن المكان بلمح البصر احتجاجا على العبارة التي كتبها الخطاط على جدار بناية المدينة .. حيث كانت العبارة هي " لا حياة بدون الحكومة "!!
 
أعلى