ميشال العقاد
|
كتب رضا السناري |
لم تتغير نبرة الرئيس التنفيذي لبنك الخليج ميشال العقاد كثيرا منذ آخر مقابلة له مع «الراي» قبل أشهر، غير أنه استبدل قليلاً من مخزون التفاؤل الكبير لديه بشيء من الحذر.
كان ميشال العقاد يتوقع، شأنه شأن جميع المصرفيين، انتهاء الأزمة المالية في 2012 على أبعد تقدير، لكن الوقائع تدعو، على ما يبدو إلى إعادة النظر في العمر الافتراضي للأزمة.
لم تغيّر «العِشرة» الكويتية تقاليد العقاد. بعد نحو ثلاث سنوات من الإقامة في الكويت، ما زال الرجل ممسكاً بسر نجاحه؛ يقول جملاً مفيدة لا تحتاج إلى ترجمان لفهم ما بين سطورها، من مثل «البنوك قد تحتاج إلى بناء المزيد من المخصصات في حال استمرار هبوط البورصة».
قال العقاد في مقابلة مع «الراي» صراحة إن «بنك الخليج وجميع البنوك قد تضطر إلى الاستمرار في بناء المخصصات الاحترازية في حال استمرار حالة التوتر الاقتصادي واستمرار هبوط البورصة»، ويستدرك بأنه «يصعب على البنوك حاليا أن تتكهن بارقام محددة لحجم المخصصات الاحترزاية المطلوبة منها في الفترة المقبلة، فالأمر مرهون بمدى تحسن جودة الأصول».
يقول العقاد الذي اعتبرته وكالة «ماركو بوليس» في تقرير لها اختصاراً لقصة نجاح البنك وتغلبه على المصاعب، إن «بنك الخليج ورغم كل التعقيدات المالية، سواء في ما يتعلق بالبيئة التشغيلية أو تدهور سوق الاسهم، نجح خلال النصف الأول من العام الحالي في تحقيق نمو واضح في الايرادات التشغيلية، بعد ان حقق نحو 170 مليون دينار مقارنة بقرابة 150 مليونا عن الفترة نفسها من العام الماضي، ما يظهر ان وضع البنك المالي جيد ويتجه إلى التحسن، ولا يوجد ما يهزه».
ويلفت الرئيس التنفيذي إلى أن «الايرادات التشغيلية للبنك قبل المخصصات كانت جيدة، فقد حقق البنك 85 مليون دينار حتى منتصف السنة الحالية، فيما حقق نموا في محفظته الائتمانية بأكثر من 4 في المئة منذ بداية العام ما يشير إلى نمو قروض العملاء».
ولا يخفي العقاد قناعته بأن مستويات المخصصات التي كونها البنك في النصف الأول عالية، لكن ما حدث أن البنك قام بزيادة الاحتياطي الاحترازي بنحو 34 مليون دينار، ليصل إلى 124 مليون دينار، تنفيذاً لخطته الاستراتيجية في بناء «ميزانية عمومية قوية» وتعزيزاً لإمكانية النمو والتوسع، خصوصا في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية الحالية التي تؤثر على الأداء التشغيلي للبنوك.
يقول العقاد «كنا نتوقع ان تتراوح حاجة «الخليج» من المخصصات الاضافية في 2012 بين 40 و50 مليونا، لكن عمليا، الوضع الاقتصادي لا يتحسن، وسوق الأسهم سجل أخيرا تراجعات كبيرة حتى وصل إلى أدنى مستوى منذ 8 سنوات، ما قاد إلى انخفاض قيم الضمانات إلى مستويات جديدة تطلبت قيام البنوك بتكوين مستويات إضافية من المخصصات تنسجم من حركة التراجعات غير المتوقعة في سوق الاسهم».
ويكشف العقاد أن نسبة القروض غير المنتظمة تراجعت في محفظة «الخليج» الائتمانية إلى 9 في المئة تقريبا بما يعادل 473 مليون دينار، تشكل المخصصات المحددة المكونة امامها نحو 55 في المئة منها، والنسبة المتبقية عبارة عن ضمانات، ما يعني ان البنك كون نحو 248 مليون مخصصات مقابل قروضه غير المنتظمة، تضاف إليها 230 مليونا هي قيم الضمانات حالياً.
ويتوقع العقاد ان يحقق «الخليج» ارباحا (تشغيلية) عن العام الحالي بما يقارب 170 مليون دينار، في حال استمرت الاوضاع على حالها، ويؤكد على ان قدرة البنك على توليد طبقات متتالية من الارباح التشغيلية في الفترة المقبلة مستمرة سواء في حال وجود خطة التنمية او في غيابها، ويضيف «سنبقى على تحفظنا وسنستمر في التركيز الائتماني على المشاريع التشغيلية».
ويؤكد العقاد أن علاقة «الخليج» مع جميع عملائه جيدة، ويشير إلى ان البنك غير منكشف على تعثرات محتملة لأسماء كبيرة، ويستبعد في الوقت نفسه حاجة البنوك إلى تدخل اضطراري من قبل الدولة لدعمها في حال تزايد التعقيدات المالية لجهة تراجع اسعار الاصول في البورصة او لاستمرار صعوبة البيئة التشغيلية.
وهنا المقابلة:
• جرت العادة ان نجد «الخليج» من اوائل البنوك التي تعلن عن نتائجها الفصلية، إلا انه تأخر هذه المرة. فهل يعود ذلك إلى وجود نقاشات مع بنك الكويت المركزي حول البيانات؟
- لا يوجد سبب فني محدد أدى إلى تأخر اعلان البنك لأرباحه نصف السنوية، بل إن بنك الخليج رفع بياناته المالية إلى الناظم الرقابي في الموعد المناسب، وكان جاهزاً للإجابة على أي استفسارات يمكن أن يطلبها «المركزي»، ولذلك اعتقد أن التفسير الوحيد لحالتنا ضيق الوقت في شهر رمضان، لكن ماليا، لا يوجد اي سبب غير اعتيادي يفسر تأخر الاعلان عن نتائجنا الفصلية.
• لكن البعض ربط هذا التأخير بتراجع ارباحكم في النصف الأول بمعدل يقارب 30 في المئة قياسا إلى ادائكم في الفترة نفسها من العام الماضي؟
- بالطبع هذا غير صحيح، والشاهد ان التراجع المحقق في الأرباح المعلنة وليست التشغيلية، ما يعكس قدرة «الخليج» على توليد أرباح حقيقية، رغم صعوبة الاوضاع الاقتصادية، ولذا من غير المنطقي ان يكون سبب تأخر اعلان نتائج البنك التراجع في صافي الارباح، الذي يميز نتائج القطاع المصرفي لهذه الفترة عموما.
الخطة الاستراتجية• ما سر تراجع صافي ارباحكم عن النصف الأول وبهذه النسبة الكبيرة نسبياً؟
- قبل ان اتطرق إلى الاسباب التي أدت إلى هذا التراجع، دعني اشير إلى ان الأداء التشغيلي للبنك في النصف الأول ارتفع بنسبة مرضية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بعد أن حقق البنك عن هذه الفترة ايرادات تشغيلية تقارب 170 مليون دينار، مقارنة بنحو 150 مليونا في الفترة نفسها من 2011، ما يظهر ان وضع «الخليج» المالي جيد ويتجه للتحسن، ولا يوجد ما يهزه، لكن ما حدث أن البنك قام بزيادة الاحتياطي الاحترازي بنحو 34 مليون دينار ليصل إلى 124 مليون دينار، تنفيذاً لخطته الاستراتيجية في بناء «ميزانية عمومية قوية» وتعزيزا لإمكانية النمو والتوسع، خصوصا في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي تؤثر على الأداء التشغيلي للبنوك.
• وفقا لبيانات النصف الأول كم تبلغ القروض غير المنتظمة في محفظتكم الائتمانية؟
- 9 في المئة تقريبا بما يعادل 473 مليون دينار، وتشمل هذه المبالغ القروض غير النقدية، كالضمانات وغيرها.
• ماذا عن حجم المخصصات المكونة أمام هذه المبالغ وقيم الضمانات الحالية منها؟
- تشكل المخصصات نحو 55 في المئة، والنسبة المتبقية عبارة عن ضمانات، ما يعني أن البنك كوّن مخصصات أمام قروضه غير المنتظمة بنحو 248 مليونا، يضاف إليها 230 مليونا من قيم الضمانات الحالية.
• بصراحة، هل كنتم تتوقعون حاجة البنك إلى تكوين مثل هذه المعدلات من المخصصات عن النصف الأول؟
- من المعلوم ان «الخليج» نجح في 2010 في بناء مخصصات بـ 100 مليون و70 مليوناً عن 2011، وهي مستويات عالية عززت من قوة المركز المالي للبنك، أمام ما تعرض له البنك من صدمات. وفي الواقع كانت جميع التوقعات تشير إلى امكانية تحسن بيئة الاعمال في السوق المحلي في 2012، ومن ثم كنا نتوقع ان تتراوح حاجة «الخليج» من المخصصات الاضافية بين 40 و50 مليونا، لكن عمليا، وبسبب الوضع الاقتصادي الذي لا يتحسن، وبتسجيل سوق الأسهم أخيرا أدنى مستويات له منذ اكثر من 8 سنوات، انخفضت قيم الضمانات إلى مستويات جديدة تطلبت قيام البنوك بتكوين مستويات إضافية من المخصصات تنسجم من التراجعات غير المتوقعة في سوق الاسهم.
• وفقا لما لديكم من بيانات هل سيستمر «الخليج» في بناء المزيد من المخصصات عن 2102 بالمعدلات المعلنة في النصف الأول؟
- من الصعب التكهن بأرقام محددة، ففي الأزمات لا يمكن للبنوك رسم خط مالي محدد مع العملاء، يمكن من خلاله وضع تاريخ او قيمة محددة من المخصصات الاحترازية، فحاجة المصارف إلى المخصصات مستقبلا مرتبطة بمدى تراجع قيم الرهونات في محافظها الائتمانية، وحركة سوق الاسهم، وهذا لا يعني بالضرورة ان الرهونات باتت رديئة، لكن في ظل التعقيدات المالية التي تمر بها السوق باتت هناك موجة تراجعات عامة نالت من الاسهم القيادية، وهذه الموجة لا تستطيع البنوك او عملاؤها التدخل لايقافها ما لم تتحسن البيئة التشغيلية بالسوق المحلي.
سوق الاسهم• فرضيا، في حال استمرار تراجع البورصة خلال الفترة المتبقية من العام بنسبة 20 في المئة، فوق الهبوط الحاصل حاليا، كم من المتوقع ان تبلغ حاجة «الخليج» إلى المخصصات وقتها؟
- في حال حدوث ذلك قد نحتاج إلى أخذ مخصصات اضافية ما بين 30 و40 مليون دينار، والاعتبار في هذا الخصوص ان «الخليج»- وأعتقد ان ذلك التوجه ينسحب على جميع البنوك- نجح منذ بداية الأزمة المالية في تكوين مستويات مناسبة من المخصصات المحددة واخرى احترازية، ما أدى إلى تعزيز موقف البنك في وجه تراجع سوق الاسهم، كما ان تراجع سوق الاسهم لا يمكن ان يستمر إلى ما لا نهاية، فلا بد ان تصل البورصة إلى قاع تستقر معه قيم الضمانات.
من السذاجة الاعتقاد باستمرار هبوط السوق، ومواصلة الانخفاض لفترة مساوية للفترة المنتهية منذ بداية الازمة. البورصة ستعود إلى الاستقرار وهذه هي الدورة الطبيعية للسوق. وعندما يحصل ذلك ستعرف البنوك كيف ستتصرف في المخصصات العامة المكونة، وعلى أي أسماء تضعها وأيها سيتم استرجاعه إلى الربحية.
• ربما يخرج هنا من يقول انه اذا كان «الخليج» استمر منذ بداية الأزمة في الاتجاه الإيجابي نفسه مع التحسن في النتائج وتعزيز المخصصات خلال السنوات الثلاث الماضية، الم تكن هذه المخصصات كافية لمواجهة اي تراجعات غير متوقعة في سوق الاسهم؟
- عود إلى ذي بدء، في الازمات لا يمكن رسم خط مالي مستقيم مع العميل خصوصا في ظل الاوضاع المالية التي يمر بها سوق الاسهم والاقتصاد عامة، ومن ثم لا يمكن الاكتفاء بالمخصصات المكونة في الفترات الماضية، بل يتعين ان تنسجم توجهاتنا إلى بناء مخصصات إضافية مع محدد المستجدات التي تطرا على العملاء، وهو الاعتبار نفسه الذي يتحكم في موقف كل بنك لجهة صرفه للمخصصات العامة المكونة، وما اذا كان عليه امتصاصها مستقبلا في بناء مخصصات محددة إضافية ام انه يمكن تحويلها إلى ارباح.
المساهمات التشغيلية• هل أدى تراجع سوق الاسهم خلال الفترة الاخيرة بهذه المعدلات غير المسبوقة وما ترتب عليها من تراجع لقيم الضمانات، إلى اتخاذ أي إجراءات تجاه أي من العملاء الكبار؟
- لا، فعلاقة «الخليج» مع جميع عملائه جيدة، وما يمكن قوله ان «الخليج» غير معرض في الوقت الحالي للانكشاف على اي تعثرات محتملة لأسماء كبيرة. إضافة إلى ذلك فإن تراجع قيم الضمانات من الاسهم ليس بالضرورة مؤشرا على عدم ملاءة العميل وانكشافه، فالوضع الاقتصادي العام هو ما جر إلى هذا التذبذب على سوق الاسهم وإلى هذه المستويات السعرية المتراجعة، ولذلك لا يمكن ان يتجاهل البنك هذه الحقيقة ويختلف مع عملائه، خصوصا اصحاب المساهمات التشغيلية منهم، فالحسابات لدينا لا تزال تعمل معهم حتى لو انخفضت الضمانات، لكن إذا كان الحساب لايعمل بالأصل ولا يوجد أيضا ضمانات كافية فسنضطر إلى أخذ مخصصات.
• وفقا للمعطيات الاقتصادية الحالية، متى يتوقع العقاد انتهاء حاجة «الخليج» من المخصصات الاضافية؟
- إذا استمر الوضع كما هو عليه اعتقد ان تستمر حاجة البنك من المخصصات الاضافية لفترتين ماليتين اضافتين أو إلى 3 اخرى، مع العلم اننا سنبقى على تحفظنا وسنستمر في التركيز الائتماني على المشاريع التشغيلية.
• ما توقعاتكم حول ارباح «الخليج» عن العام الحالي مقارنة بـ 2011؟
- اعتقد ان الايرادات التشغيلية عن هذه العام الحالي سترتفع أكثر من المحققة في2011، ونتوقع ان يحقق البنك معدل النمو نفسه الذي حققه في النصف الاول، لتصل تقريبا إلى 170 مليون دينار، اما عن صافي الارباح المتوقعة فيتوقف ذلك على معدلات المخصصات التي من الممكن أن يكونها «الخليج» حتى نهاية العام الحالي، فإذا لم تسوء الأوضاع الاقتصادية أكثر مما هي عليه الآن اعتقد انها سترتفع قياسا إلى العام الماضي بكثير، وسيكون نمو البنك عن هذه الفترة وقبل حساب المخصصات إيجابي، وبارباح مريحة.
المشاكل الرئيسية• ماذا اظهرت لكم اختبارات الضغط التي اعدها «الخليج» عن النصف الاول من نتائج؟
- وفقا لاختبارات الضغط التي اعدها البنك اخيرا والسيناريوهات الصعبة المتوقعة فاننا نعتقد ان اوضاع «الخليج» مطمئنة وقوية، فالبنك نجح في معالجة مشاكله الرئيسية عبر بناء مستويات المخصصات المطلوبة منه، كما ان فكر «الخليج» نفسه تحول لجهة المنهجية التي ترجح قدرة البنك على تحقيق ارباح نوعية على المدى الطويل، حيث اصبحت نوعية النمو أفضل مما كانت قبل الأزمة سواء من حيث مكوناتها او استدامتها وجميعها اعتبارات عززت من قدرة البنك ومركزه المالي، وادت إلى تقوية الميزانية بحيث تكون قوية جدا لمواجهة أي أزمات في المستقبل وهذا ما تم اعداده مع ادارة المخاطر، وكان الاعتبار الرئيسي في هذا الخصوص اختيار نوعية الائتمان حيث التركيز على الجودة.
• تنامى الحديث المصرفي في الآونة الاخيرة عن صعوبة الاوضاع التشغيلية في السوق المحلي ما يزيد الضغوط اكثر على اداء البنوك. برأيك ما السبيل للخروج من هذه الازمة؟
- قلنا أكثر من مرة انه يتعين تنفيذ خطة التنمية، باعتبارها المعالجة المطلوبة لتحفيز الاقتصاد، الا ان من الواضح ان الحكومة لا تتخذ قرارات مصيرية في ما يتعلق بالاقتصاد، سواء في ما يتعلق بالمستهلكين واحتياجاتهم، وزيادة الرواتب، وهذه الامور غير مجدية للاقتصاد لان هذه الزيادات تذهب في اتجاه امور استهلاكية وليست تنموية، ولذا لا يوجد استثمارات حقيقية، وبقاء هذا الاعتبار يضر بالاقتصاد المحلي بشدة، وعلى الحكومة اتخاذ خطوات جدية في ما يتعلق بتدعيم الاقتصاد، وأهمها تنفيذ خطة التنمية.
الأرباح التشغيلية• من دون خطة التنمية، ماذا سيفعل «الخليج» للحفاظ على ادائه المالي؟
- استراتجيتنا لا تتوقف عند خطة التنمية، ونسعى إلى الحفاظ على نمو البنك، حيث نركز على القروض الاستهلاكية والشركات الصغيرة ومن خلال البيانات المالية المعلنة عن النصف الأول يتضح ان الايرادات التشغيلية للبنك قبل المخصصات كانت جيدة، ولغاية نصف السنة الحالية 2012 حققنا 85 مليون دينار، لكن انطلاقة خطة التنمية للتشغيل الفعلي سيساعد البنوك اكثر على تحقيق مستوى أفضل من النمو عبر معدلات ربحية اكثر راحة من المحققة في الوقت الحالي.
• ما المؤشرات الاولية للاستراتجية التي اطلقها البنك منذ بداية العام وهل يمكن القول انها ساهمت في زيادة نمو الارباح التشغيلية؟
- نعم اعتقد ان الاستراتجية الجديدة اسهمت إلى حد كبير في زيادة ايرادات «الخليج» وهو الواضح لدينا حسب المؤشرات الاولية التي يمكن استشرافها من بيانات النصف الأول، لكن عمليا لا يمكن الحكم على الاستراتجية بشكل صريح الا في السنة الثانية من التطبيق حيث وقتها سنكون اكثر قدرة على قياس نتائجها ومقارنتها بالسنوات الماضية.
• هل حققتم نموا في محفظة البنك الائتمانية خلال الربع الثاني؟
- حققنا منذ بداية العام اكثر من 4 في المئة وبما يربو على 100 مليون دينار في الربع الثاني، ما يشير إلى نمو قروض العملاء.
• بالنسبة للاستحواذات الخارجية الم تتغير نظرتكم في هذا الخصوص؟
- لا، فنحن مقتنعين بان المصدر الرئيسي لقوة البنك في الوقت الحالي زيادة حصته في السوق المحلية عبر الخدمات المصرفية، وكل ما يخدم تطوير هذه السوق للخدمات المصرفية التجارية وخدمات الافراد، ومن ثم فاننا نرى ان خطوة انتشار «الخليج» إلى الاسواق المصرفية الخارجية عبر الاستحواذات او حتى تاسيس كيانات جديدة مرحلة غير ملحة في الوقت الحالي، ونرى انه من الافضل ان نركز على اعمالنا في السوق المحلي سواء على المدى القريب أو المتوسط، وكما قلنا سابقا فان البنك في مرحلة بناء داخلي وتحقيق الاستدامة في بناء الارباح، وبعد انجاز مخطط البنك في هذا الخصوص سنناقش خيارات التوسع الخارجي، وسيكون ذلك بمختلف الادوات الممكنة وقتها ووفقا لاستراتجية مدروسة ومحددة.
• وبالنسبة لتأسيس شركة استثمار؟
- ايضا لا نفكر في هذا التوجه. البنك غير مهتم بتأسيس شركة استثمار، خصوصا وأن طبيعة العمل التي يركز عليها البنك لا تتضمن إدارة اصول أو غيرها من المنتجات الاستثمارية التي تحتاج إلى وجود شركة استثمار تابعة للبنك.
هيكلة «جلوبل» جيدةقال العقاد عن الخطة المقترحة لإعادة هيكلة شركة بيت الاستثمار العالمي «جلوبل»، انها جيدة وان «الخليج» لا يمانع المشاركة فيها حال حصولها على الموافقات اللازمة من الجهات الدائنة، علما بانه من المقرر ان تطلب الشركة من مساهميها في عموميتها المرتقبة 2 سبتمبر المقبل، الموافقة على اتمام مبادلة اسهم من رأسمال الشركة بمديونيات.
وأشار العقاد إلى «رغم ان البنك كون مخصصات أكثر مما يتصور الكثيرون، الا انه لا يزال يحقق معدلات عالية من الارباح التشغيلية وصافي ارباح يتلاءم في الوقت نفسه مع معطيات القطاع المصرفي، معتبراً أن البنوك تكافح في ظل أوضاع السوق السائدة منذ فترة طويلة، وهذا الأمر لا ينحصر في «الخليج» فقط، بل على الجميع».
نتفهم حرص «المركزي» ... البعض يترجمه تشدد
قال العقاد إن علاقة بنك الخليج والبنوك الكويتية ببنك الكويت المركزي جيدة جداً.كما أننا نتفهم حرص البنك المركزي، والذي قد يترجمه البعض على أنه تشدد من قبله في بعض الأمور.
فالدور المطلوب من البنك المركزي في الوقت الراهن بالغ التعقيد والصعوبة، ويتطلب الحرص والحذر الشديد في إيجاد وسيلة يستطيع من خلالها تحقيق النمو في الاقتصاد المحلي والأمان للعملاء والتطور للجهاز المصرفي.
وسألت «الراي» العقاد: هل تعتقد انه في حال تزايد التعقيدات المالية امام البنوك لجهة تراجع اسعار الاصول في البورصة او لاستمرار صعوبة البيئة التشغيلية ستكون البنوك في حاجة إلى دعم الدولة؟
- فأجاب لا، ليس إلى هذا الحد فمراكز البنوك المحلية قوية، كما ان من غير المتوقع ان تتعرض البنوك او سوق الاسهم لكارثة تستدعي التدخل الاجباري من قبل الدول للمساعدة، لكن من الافضل احداث نوع من التحفيز لمكونات الاقتصاد التشغيلية، وليس بالضرورة ان يكون الدعم المامول موجها مباشرة إلى القطاع المصرفي، لكن إلى جميع الشركات التشغيلية التي من شانها ان تسهم في تحريك عجلة الاقتصاد.
على الهامش / أكثر من نصف الكويتيين يتوقعون تحسناً
بين استطلاع أعده «بيت.كوم»، بالتعاون مع مؤسسة «Yougov» للأبحاث والاستشارات، أن أكثر من نصف الكويتيين يعتقدون أن أوضاعهم الماليّة ستتحسّن، في حين توقَّع 44 في المئة من هؤلاء أن يتحسن اقتصاد البلاد، مقابل 44 في المئة اعتبروا أن ظروف الأعمال ستتحسن، في حين رأى 32 في المئة أن ظروف التوظيف ستتحسن.
ولفت 38 في المئة من المشاركين بالاستطلاع إلى أن وضعهم المالي الشخصي الراهن قد بقي على حاله، أما المشاعر تجاه اقتصاد البلاد، فأغلبها جاءت محايدة (38 في المئة)، ووفقاً لنسبة 47 في المئة، فإن الوقت يعتبر محايداً للشراء، إذ يقول 67 في المئة إن ظروف الأعمال محايدة إلى سيئة، و74 في المئة يقولون إن فرص العمل المتاحة «ليست كثيرة» أو «قليلة جداً».
في المقابل، يرى ثلث المشاركين من الكويت أن عدد الموظّفين في شركاتهم قد ازداد مقارنةً بالعام الفائت، بينما يصرّح 31 في المئة أنهم أصبحوا أقل في هذا العام. وتقول الغالبيّة (66 في المئة) أن رواتبهم لم تواكب ارتفاع تكاليف المعيشة.
من جهة ثانية، يعتبر الرضا الوظيفي في الكويت محايداً إلى منخفض، إذ يعتقد 15 في المئة فقط أن آفاق التطوّر الوظيفي مرتفعة في وظائفهم الحاليّة، في حين يقول 31 في المئة إن فرص النمو المهني منخفضة. وتصرّح الغالبيّة (70 في المئة) إن الرضا عن الأمن الوظيفي في شركتهم محايد إلى منخفض، والنصف تقريباً (45 في المئة) ليسوا راضين عن تعويضاتهم الحاليّة.
وتوقّع أكثر من 29 في المئة من المشاركين من الكويت ارتفاعاً في عدد الموظّفين في شركاتهم الحاليّة، وذلك في الأشهر الثلاثة المقبلة، إذ أعرب 36 في المئة عن شعور «محايد» إزاء احتمال مواكبة متطلبات التوظيف.
كما توقّع المشاركون تأثيراً محايداً إلى سلبياً لتكاليف المعيشة (وفقاً لنسبة 51 في المئة)، بالإضافة إلى أن 33 في المئة يعتقدون أن تكاليف السكن سترتفع. ويفكّر 30 في المئة من المشاركين في الكويت في شراء سيارة في العام المقبل، و44 في المئة منهم سيشترون سيارة جديدة غير مستعملة. وفي الإطار ذاته، يفكّر 26 في المئة بشراء عقار، حيث سيقوم 67 في المئة بشراء عقار جديد.
وفي الأشهر الستة المقبلة، ستكون المشتريات الثلاثة الأكثر إقبالاً هي الأثاث (24 في المئة)، وشاشات تلفزيون «أل سي دي» أو بلازما (23 في المئة)، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغير المحمولة (21 في المئة).
بطاقة
• الاسم: بنك الخليج (ش.م.ك)
• رأس المال:263 مليون دينار
• آخر نتائج مالية: أرباح النصف الأول 12.8 مليون دينار
• الأصول: 4.876 مليون دينار
• الودائع: 4.063 مليون دينار
• حقوق المساهمين: 440 مليون دينار
• عدد الفروع: 51
• كبار المساهمين: شركة صناعات الغانم (13.76 في المئة)، شركة الغانم التجارية (13.23 في المئة)، شركة بهبهاني للاستثمار (وآخرين) (5.8 في المئة)، الهيئة العامة للاستثمار (16.08 في المئة).