من ضروب المضاربة / تقليعة جديدة بين صغار المستثمرين: غزوات جماعية على قاعدة... «ضارب واهرب»!
| كتب علاء السمان |
دخلت تقليعة جديدة الى عالم صغار المتداولين في سوق الكويت للاوراق المالية. فبدلاً من مبدأ «نفسي نفسي»، يجد بعض المتداولين مصلحة في «الغزوات» الجماعية على بعض الأسهم، بالاتفاق مع مديري محافظ، ليكون لدخولهم معاً أثر في تصعيد سعر السهم قبل الانسحاب بهدوء، وفق القاعدة البورصوية الثابتة
«ضارب واهرب»!
وأصبح لهؤلاء المضاربين فنون في اختيار السلع القابلة للتجاوب مع هذه النوعية من التداول المضاربي.
ويوضح أحد مدراء المحافظ المالية الآلية التي تتم بها «الغزوة». اذ يتم اتفاق ميثاقه المعرفة والعشرة يبرم ما بين اكثر من مضارب من جانب ومدير او أكثر من مدراء المحافظ التابعة للشركات الاستثمارية يتضمن الــــــدخـــــول على سهم من اسهم الشركات المدرجة ليومين او اكثر بهدف تصعيده الى مستويات يتفق عليها بين اطراف العملية.
ويشير الى ان هناك عدة عوامل يتم من خلالها اختيار السلعة المستهدفة للدخول والمضاربة عليها من قبل اطراف الاتفاق، ومنها حجم رأسمال الشركة الذي كلما كان منخفضاً فهو افضل لهم فيما تأتي الحصص الاستراتيجية المملوكة «الممسوكة» بلغة السوق اي غير القابلة للبيع ضمن ابرز المعطيات التي يتخذ القرار بناء عليها، فكلما زادت كمية الاسهم الممسوكة يـــــســـــهل معها المضاربة وتصعيد السهم الى مستويات مرتفعة مقارنة بالاسعار التي يتداول عليها خلال التعاملات اليومية، ذلك الى جانب ضرورة افتقاد السلعة المستهدفة الى صانع سوق قد يفاجئ المشتري «المضاربين» بعمليات بيع كثيفة تحول دون تنفيذ المراد وتخرجه سريعاً من السهم وهو ما حدث عدة مرات خلال الايام الماضية حيث علق بعض المضاربين في اسهم لم يتمكنوا من تنفيذ مخططهم عليها الامر الذي صاحبه خسائر للتحالف المضاربي.
بث الاشاعة
ويقول: «عندما يصل السهم الى الهدف المطلوب وبعد ان يظل مطلوباً لعدة ايام بالحد الاعلى، تبث اشاعة حول قرب توقيع عقد لتلك الشركة او قرب اعلانها عن صفقة من العيار الثقيل ما يترتب عليها دخول السوق على الـــــــســــهم بمعـــــنى الــــــشراء الكثيف سواء من قبل صغار المتداولين او شركات وصناديق استثمارية اخرى في نفس الوقت الذي يخرج فيه اطراف الاتفاق الاول بشكل هادئ ومن ثم يتوقف السهم عن نشاطه المعهدود في اليوم التالي مباشرة حيث يصل الامر الى تداول هذا السهم بالحد الادنى لايام وذلك لافتقاده الى الشراء الكثيف اذ يلاحظ ان تراجعه بهذا الشكل يمثل ردة فعل طبيعية للصعود غير المبرر، فالشراء والتجميع تما في هدوء والبيع والتصريف ايضا تما في هدوء... والضحية هنا هم صغار المستثمرين!».
المالك طرف في المضاربة
ويتحدث عن تحول شريحة من الملاك في عدد من الشركات الاستثمارية والمجموعات المدرجة الى مضاربين من الطراز الاول اذ يتضح انهم منفذ الشائعات المضاربية احياناً وذلك ما يلاحظ احياناً من خلال تعقب مصدرها لافتا الى ان بعض الملاك يدخلون لشراء كميات جيدة من اسهمهم بخلاف ملكياتهم الاستراتيجية التى تحفظ لهم الادارة في هذه الكيانات وذلك للحصول على سيولة تنعش محافظهم الخاصة وان كان ذلك يحدث من خلال حسابات مخفية احياناً كون ضوابط «البورصة» تتعقب اي تداولات للملاك او المسؤولين الكبار في هذه الشركات تمنعهم من التلاعب على اسهمهم باعتبارهم مطلعين على المعلومات الداخلية. فيما اشار الى ان هناك سلع تعاني من الجمود منذ اشهر بعد انطلاقات عنترية ادت الى تصعيدها الى مستويات قياسية ومن ثم هوت بمن فيها، منوها الى ان هذه الاسهم تشهد مضاربات ولكن سريعة على وحدة او وحدتين سعريتين يعقبها عودة «ريمة الى عادتها القديمة» اذ يقفل السهم عند مستواه الاساسي الذي بدأت منه المضاربة.
نصائح
ومن ناحية اخرى وجه احد كبار المحللين مجموعة من النصائح الى صغار المتعاملين في السوق منها بل في مقدمتها عدم الانسياق وراء الشائعات التي يروجها المضاربون والتي تسري بطريقة سحرية فهم يتفننون في ترويجها..! منوها الى ضرورة التمعن في قراءة عوامل الدعم لكل شركة على حدها بداية من حجم استثماراتها ومعدلات العوائد السنوية لديها اضافة الى مدى صلابة الاداء الدوري وماهية الملاك ايضاً التي تعتبر من اهم العوامل التي يتم اتخاذ قرار الشراء بناء عليها.
صفعات ساخنة
وينصح المحلل بضرورة الابتعاد عن الاسهم الورقية التي لايــــــزال البعــــــض مــــنها يعاني من الركــــود حتى الان لافتقـــــادهـــــا ثــقة المســـــتـــــثـــــمــــرين بمــــخــــتلف شراءهم عقب ان حـــــصــــلوا على صـــــــفعات متوالية من قبل تلك الشركات والمجــــــموعات المعروفة.
وعلى الصعيد نفسه دعا المحلل ادارة «البورصة» الى تعقب تلك التعاملات التي ينتج عنها احياناً تلاعب واضح بالاسهم المدرجة التي طالما تفتقد المقومات التي تدعو الى ارتفاعها الى مستويات سعرية جديدة.
00000
