المركزي العراقي يتدخل لحماية الدينار
بغداد ـ رويترز: قال مضر صالح قاسم كبير الاقتصاديين في البنك المركزي العراقي لرويترز ان البنك بدأ يتدخل في سوق الصرف الاجنبي للمرة الاولى منذ 13 عاما ببيع دولارات من عائدات النفط لتعزيز الدينار.
وأضاف «هذه واحدة من الادوات النقدية التي نستخدمها، وسيزيد حجم تدخلنا بمرور الوقت»، وأشار الى ان حجم التدخل محدود حتى الان.
وقال مصرفيون ان هذه الخطوات ساعدت في دعم سعر صرف الدينار ليبلغ 2000 دينار للدولار حول مستواه خلال العام الأخير من حكم صدام حسين بالمقارنة مع 2200 دينار للدولار في الشهر الماضي.
وقال قاسم «هذه فترة تحول ومن الطبيعي عدم رؤية تحسن كبير في سعر الصرف».
ومن شأن ارتفاع سعر الدينار العراقي الحد من خيبة أمل العراقيين تجاه ادارة الولايات المتحدة للبلاد التي تراجع اقتصادها بحدة بعد سقوط حكم صدام في التاسع من ابريل الماضي.
ويشهد اقتصاد العراق في مرحلة ما بعد صدام ارتفاعا في معدلات البطالة والغاء جزئيا للدعم الذي ساعد في الابقاء على ما تبقى من الطبقة المتوسطة في العراق وارتفاعا حادا في اسعار الغذاء والسكن والمواصلات.
وكان الدينار العراقي من أقوى عملات الشرق الأوسط قبل العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على العراق بعد غزوه للكويت عام .1990 وكان سعر الدينار يبلغ نحو ثلاثة دولارات.
وتشكل الصندوق بمقتضى قرار من مجلس الأمن الدولي في مايو لادارة عائدات النفط العراقي وأصول الدولة وأعطى الولايات المتحدة حق السيطرة عليه. وأفاد موقع سلطة التحالف المؤقتة في العراق على الانترنت ان الصندوق يضم حاليا 3.4 مليار دولار.
وانتقدت جماعة مراقبة العائدات التي اسسها المليادير الأمريكي جورج سوروس الصندوق لعدم تعيينه عراقيا واحدا في مجلس الادارة ولافتقاره للشفافية رغم انه يقوم بعمل الميزانية العراقية.
وقال مصرفيون عراقيون ان استخدام عائدات النفط لدعم الدينار ومستوى المعيشة قرار حكيم.
وقال قيس السويدي مدير عام بنك الاستثمار المتحد «البنك المركزي يبيع الدولار يوميا الان. انه لم يتخذ مثل هذه الخطوة منذ عام 1990 اننا نوسع ادارات الصرف الاجنبي في البنك للعمل بشكل كفء مع السلطات النقدية».
وتابع ان خطوات اخرى اتخذها البنك المركزي مثل تغيير الدينار القديم الذي يحمل صورة صدام بدينار جديد لم تحقق نجاحا فوريا.
وأضاف السويدي «الدينار القديم مازال يتداول بنسبة كبيرة. طلبوا منا ان نأتي وننقل العملة الجديدة بأنفسنا وهذا أمر شديد الخطورة».