فندق ومستشفى لـ «الكلاب والقطط» ... 5 نجوم شرا البلية مايضحك
فندق ومستشفى لـ «الكلاب والقطط» ... 5 نجوم
كتب محمد صباح: لم يعد الانسان وحده الذي يحصل على الراحة والرعاية في أفخر الفنادق والمنتجعات أو مصحات الاستشفاء، بل أصبحت «الحيوانات المدللة» تنافسه في ذلك.
كما لم يعد الإنسان هو المستهدف الوحيد من قبل المستثمرين الذين يعملون على إنشاء الفنادق والمستشفيات الخاصة له بغرض جني الأرباح والمكاسب، بل أصبحت «الكلاب والقطط» هي المستهدفة ايضاً.
وهنا في الكويت «فندق ومستشفى» فاخر تم تخصيصه لاستضافة وعلاج «الكلاب والقطط» المدللة، أو بمعنى أكثر دقة «المحظوظة» والتي يحتار أصحابها في تركها بالمنزل أثناء الإجازات، أو في علاج ما يصيبها من أمراض أو حالات «ولادة».
في السابق كان الذين يريدون السفر لا يعرفون ماذا يفعلون بكلابهم في حال سفرهم، وقد تسبب لهم هذه الحيوانات مشكلة وقلقاً كبيرين. أما الآن فلن يكون هناك بعد اليوم داع لهذا القلق، فهذا الفندق يقدم الرعاية والعناية للحيوانات بشكل رائع ومتميز جداً لحين عودة صاحبه من السفر، بحيث يسافر صاحب الكلب أو القطة وهو مطمئن على حيوانه المدلل انه سيقضي اجازة جميلة في الفندق المجهز بكامل وسائل الراحة التي تجعل من الزبون «الكلب» طبعاً يقضي هذه الإجازة من دون الشعور بالوحدة، بالاضافة الى ما يتلقاه من رعاية طبية فائقة على أيدي اطباء ايطاليين متخصصين يعملون بدورهم على رعاية وتوفير الأجواء الصحية الملائمة «للنزلاء».
تم انشاء هذا الفندق والمستشفى منذ اربع سنوات تقريباً على مساحة كبيرة جداً، وذلك لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه لهذه النوعية من الزبائن. وأول ما يمكن مشاهدته في حال الدخول الى الفندق او المشفى هو قاعة الاستقبال الكبيرة والتي تتم فيها اخذ بيانات الكلب كاملة بالاضافة الى فتح ملف خاص للزبون او المريض «الكلب»، حيث يتم تسجيل اسمه وجنسه وعمره وكذلك الوجبات المفضلة لهذا «الحيوان المحظوظ»، وكذلك بيانات «صاحبه» للمتابعة وأخباره عن حالة كلبه أولاً بأول.
ولمزيد من التثقيف والتوعية لأصحاب هذه الحيوانات تشاهد في قاعة الاستقبال شاشة عرض عملاقة تبث من خلالها قناة تلفزيونية متخصصة في برامج تعليم طريقة التعامل مع الحيوانات وكيفية رعايتها والمحافظة عليها ووضعت هذه القناة لتكون مفيدة ومسلية في الوقت نفسه للمراجعين الذين حضروا بكلابهم وقططهم وينتظرون دورهم في الدخول.
أما عن الفندق فهو يتكون من جناحين احدهما خاص بـ «الكلاب» والآخر لـ «القطط» وفي كل جناح منهما جميع وسائل الترفيه والراحة ليكون «النزلاء» في غاية الرضا والانبساط بالاضافة الى عزف مقطوعات موسيقية لاضفاء شعور بالراحة ولاسترخاء ولتهدئة أعصاب «النزلاء - الكلاب» ويتكون كل جناح من مجموعة غرف جهزت بكل الوسائل التي تعمل على خدمة المقيمين فيها من مراتب طبية تساعد على النوم من دون قلق وتعب، هذا عدا الالعاب والاضاءة «الحمراء المميزة» التي تضفي جواً رومانسياً يزيل التوتر الذي قد يشعر به « الكلب او القط»، ناهيك عن القائمة الطويلة للأنواع المتعددة من الأطعمة التي يقدمها الفندق والتي تحتوي على أطعمة دسمة، وحرصاً على ان تكون الخدمة المقدمة في هذا الفندق على مستوى راق ترضي اذواق المقيمين في الفندق جهزت وجبات الطعام لكل نزيل حسب عمره وحجمه مع مراعاة «الكلب» الذي قد يكون متعوداً على نظام غذائي معين بالاضافة الى اخذ رأي صاحب الكلب في هذا الجانب ورغبته في ان يقدم طعاماً خاصاً لكلبه أو قطته، هذا غير ما يقدم من بروتينات ومقويات، ناهيك عن «الشوكولاتة» التي تقدم للقطط.
أما في صالون الحلاقة المجهز بالعديد من ادوات العناية بالشعر فهي مختلفة الاشكال والأحجام التي تتناسب مع طول ونوعية شعر الكلب او القطة، بالاضافة الى مقلم الاظافر الخاص بهذه الحيوانات مع مراعاة عدم احداث الم «للزبون» او ايذاء مخالبه المتميزة. كما يوجد في الصالون حلاقون على مستوى راق جداً في استقبال «الزبائن» ولا يفوت الحلاق في اختياره للتسريحات التي يقوم بعملها للكلاب احدث ما وصلت اليه الصيحات والقصات في عالم موضة الكلاب والقطط، بالاضافة إلى عمل تسريحات خاصة «ونيولوك» والتي كثيرا ما يطلبها اصحاب هذه الحيوانات ليكون كلبهم او قطتهم مميزة في شكلها عن غيرها وتتراوح اسعار الحلاقة وتقليم الاظافر مع تنظيفها وعمل استشوار من 20 إلى 25 دينارا للكلاب الكبيرة اما اسعار الحلاقة للكلاب الصغيرة والقطط فهي تتراوح ما بين 12 إلى 15 دينارا ويستغرق وقت الحلاقة من ساعة إلى ساعتين، ولكي تكون الخدمة مميزة اكثر تم انشاء استوديو خاص لاخذ لقطات وصور للكلب مع صاحبه مجهز باحدث التقنيات في هذا المجال، باضافة إلى تجهيزه بالعديد من الاكسسوارات التي يحتاجها الكلب اثناء التقاط الصورة له. وخاصة بعد خروجه من الصالون، لكي يكون في ابهى صوره.
هذا ما كان في الفندق اما محتويات وغرف المستشفى فقد تم تجهيزها باحدث الاجهزة الطبية البيطرية لفحص الكلاب التي تعاني من مرض او كسور في بعض الأحيان ويقوم على فحص وعلاج الحيوانات في المستشفى طاقم من الاطباء البيطريين الايطاليين الذي يعملون على علاج وراحة «المريض الكلب» بالاضافة إلى غرف الاشعة لفحص حالة الكلب في حال تعرضه إلى كسر في احد اجزاء جسمه والتي على أساسها يتم تحديد مكان الكسر ومن ثم علاجه. ناهيك عن المختبر الذي يقوم باخذ عينات من دم الكلب لفحصها وتشخيص ما يعاني منه المريض لوضع برنامج علاجي لجميع ما يعانيه من أمراض.
هذا غير غرفة السونار التي وضعت لتحديد وفحص الكلبة او القطة لمعرفة ان كانت حاملا ام ان «الحمل كاذب» وفي حال تأكيد الحمل يقوم الدكتور المتابع لهذه الحالة بوصف الادوية والمقويات لمساعدتها على ان تجتاز مرحلة الحمل المتعبة وتأمين وضع مولودها المقبل بالسلامة. ولم تنس ادارة المستشفى والفندق الحالات الطارئة التي قد تحدث للكلاب والقطط نتيجة الاصابات والكسور التي تتعرض لها بعض هذه الحيوانات جراء سقوطها او نتيجة مشاجرة مع كلب آخر، ولمثل هذه الحالات الطارئة تم تجهيز سيارة اسعاف لسرعة نقل «المريض» إلى المستشفى وعلاجه.
وتسعى ادارة الفندق والمستشفى حاليا لانشاء مبنى جديد وعمل توسعة كبيرة لاستيعاب الطلبات المتزايدة من المواطنين والمقيمين الذين يرغبون في ان تحظى كلابهم وقططهم بالعناية والخدمة الفندقية المقدمة، خاصة في اوقات السفر حيث يصعب ان تؤخذ هذه الحيوانات إلى بعض الدول، بالاضافة إلى استحالة تركها في البيت بمفردها الامر الذي يحتم عليهم ان يرسلوها إلى هذا الفندق.
والجدير بالذكر ان هناك نزيلا في الفندق منذ ما يقارب سنتين ويعتبر «الكلب» الأعمى اقدم نزيل في الفندق حيث وضعه صاحبه في الفندق ليتلقى الرعاية والعناية الكاملة وفاء منه لهذا «الكلب» العزيز على نفسه والذي تعرض إلى اصابة افقدته القدرة على الابصار اثناء مشاجرة مع كلب آخر للدفاع عن صاحبه، فما كان من صاحبه الا ان كافأه على ذلك بايداع هذا «الكلب» في الفندق وتوفير جميع وسائل الراحة والسعادة له.
وفي خلال هذه الجولة التقينا احد المشرفين على الفندق، وسألناه عن بدايات المشروع، وتوقعاتهم بشان الاقبال عليه وقال: توقعنا في البداية ان تكون النسبة الكبيرة من المراجعين من الاجانب لمعرفتنا انهم يهتمون بشكل كبير في تربية الحيوانات ويحرصون على رعايتها، ولكن بعد فترة قصيرة بدأ الكويتيون الذين يملكون بعض الحيوانات في التعامل معنا والاستفادة من الخدمات التي نقدمها لهم في هذا الجانب».
وحول الاجهزة الطبية الموجودة في المستشفى، اضاف «نحن نعتبر ثاني مستشفى في الشرق الاوسط من حيث التطور في الاجهزة والتقنية الطبية وكذلك من حيث الخدمات التي يتم تقديمها إلى الزبائن المرضى».
واشار إلى ان «الادوية التي يتم استخدامها في العلاج تكون من الأنواع الجيدة والمشهود لها بذلك عمليا، كما ان المستشفى به احدث الاجهزة الطبية المتميزة في المجال البيطري، بالاضافة إلى متابعتنا المستمرة لأي تطور في هذا الجانب حتى تكون على دراسة كاملة وتامة بكل ما هو جديد ومن ثم نعمل على جلبه إلى الكويت».
وحول أكثر الانواع من هذه الحيوانات ترددا على المستشفى والفندق قال: «هذا الامر يعتمد على الموسم حيث تكون هناك فترات تتزايد بها الامراض بالنسبة للطيور ولكن بشكل عام تكون فترة الصيف هي أكثر الفترات التي يكون بها امراض ومشاكل للحيوانات خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي لا تلائم الكثير من هذه الحيوانات».
واضاف: «لا يوجد لدينا اي مشكلة في استقبال حالات الولادة لهذه الحيوانات فالمستشفى مجهز على ان يكون مستعداً لاستقبال حالات الولادة في اي وقت من اوقات العمل ولهذا جهزنا قسماً خاصاً لحالات الولادة ومتابعة الحيوان بعد الوضع».
وعن تكلفة عملية الولادة في المستشفى قال: «القيمة مختلفة من حالة إلى حالة اخرى وتحسب على عدد المواليد حيث تكون هناك بعض القطط التي تلد اربع او خمس قطط صغيرة، وبالتالي ليس هناك سعر محدد بقدر ما هو مرتبط بعدد المواليد من القطط او الكلاب».
http://www.alraialaam.com/20-08-2007/ie5/local.htm#07