مصرفيون دوليون: آثار سلبية على استثمارات الصناديق العقارية في الخارج
لا تأثير لأزمة السيولة العالمية على النظام المالي والمصرفي السعودي
جدة، جنيف: عمر المرشدي، ناتالي لورشتيه
قلل مصرفيون ومختصون سعوديون ودوليون من آثار أزمة الرهن العقاري الأمريكي على الوضع المالي في المملكة سواء تعلّق الأمر بالقطاع البنكي، أو سوق المال، أو الصناديق البنكية الاستثمارية، لكنهم لم يستبعدوا أن تطال آثار الانخفاض الاستثمارات الفردية وبعض الاستثمارات المؤسسيّة في صناديق أسواق المال العقارية الأوروبية والأمريكية.
وقال مسؤول مالي، يرأس حاليا مجلس إدارة بنك سعودي دولي (تحتفظ الصحيفة باسمه) في اتصال هاتفيّ من (ماربيّا/إسبانيا) ردا على سؤال "الوطن": توجد مبالغة في أخبار الوكالات العالمية، فهذه ليست أسوأ أزمة يمر بها النظام المالي العالمي وهي في جوهرها مزيج من أزمة مديونية أمريكية وأسعار صرف عملات دولية مثل: اليورو والينّ واليوان الصيني والدولار الكندي وغيرها؛ أسعارها متدنية عمدا بهدف استمرار التصدير للسوق الأمريكي وهو ما يفاقم عجز الميزان التجاري الأمريكي ويدفع بالبطالة والتضخم معا".
و تابع المسؤول: "الهبوط في تحصيل المدفوعات الدورية لأدوات الرهن العقارية الأوروبية والأمريكية والمقوّمة أساسا بالدولار مردّه حركة توسع في قطاع العقارات الفاخرة ومقار مؤسسات الأعمال في السوق الأمريكية والأوروبية وهي فوائض أموال مؤسسات مالية وشركات ضخمة أوروبية وآسيوية مستثمرة في رهونات عقارية بشكل سندات وضمانات قروض".
وأضاف: "بالطبع إبقاء سعر الفائدة الأساسي في أمريكا ضمن نطاق تغيرات بربع نقطة مئويّة فاقم الوضع منذ رئاسة (بيلّ برنانكي) رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لكن لم تكن الخيارات سهلة أمامه إذ إن زيادات من فئة نقطة مئوية وأكثر كانت ستترجم إلى 3 نقاط مئوية وأكثر في معدل التضخم، وتابع: "الصعوبات كانت متوقعة بنهاية عام 2007 لكنها جاءت أسرع لبروز شائعات بأن (الاحتياطي) الفيدرالي قد يرفع سعر الفائدة الأساس في اجتماعه الدوري المقبل مطلع سبتمبر".
وختم المسؤول تعليقه بقوله: "النظام المالي الرسمي في المملكة بمنأى عن أن يتأثر، والتأثير قد يطال استثمارات فردية في صناديق الاستثمار العقارية أو سندات التمويل العقاريّ ولا توجد الآن معلومات مفصّلة".
ولا يعرف تفصيلا توزّع استثمارات الصناديق البنكية السعودية الخارجيّة في أدوات المديونية وضمانات الرهن العقاريّ الأوربية والأمريكية إذ إن هذا من الأمور التي تحرص إدارة كلّ صندوق على إبقائها سريّة، لكن النشرة الشهريّة التي تصدرها هيئة "تداول" عن أداء الصناديق الاستثمارية تشير إلى توازن ملحوظ في استثمارات الصناديق البنكية السعودية الخارجيّة لصالح الاستثمار المتوسط والطويل الأجل في أصول شركات أجنبية منتجة.
المستشار المالي الخاص، كورنيل ّ هايدلبيرج، أجاب ردا على استفسار "الوطن" هاتفيا من مكتبه في دبي:" بالتأكيد بعض أصول الصناديق البنكية السعودية ستتأثر بالانخفاض خاصة ما يعرف بصناديق سوق المال قصيرة الأجل short money market funds وهي "مجمع مالي لسندات إقراض قصيرة الأجل في الغالب لا تتجاوز سنتين... لا أحد يستطيع أن يقدّر الآن مبلغ الخسائر لكنه قياسا بأحداث مماثلة سابقة سيكون بحدود 8%- 12% من أصول أي صندوق من الفئة التي تكلمنا عنها"، إلا أن الخبير الألماني اعتذر عن إعطاء تقديرات رقميّة.
وكان ثلاثة من البنوك السعودية قد أقدمت على إنشاء صناديق استثمارية عقارية لكن نشرة بيانات هذه الصناديق (الأمريكي والبريطاني والراجحي) التزمت في نشرات الاكتتاب prospectus بتمويل المشاريع الاستثمارية العقارية في المملكة مما يبعدها واقعيا عن أزمة مديونيات الرهن العقاري الأمريكية - الأوروبية. وتعطي مصادر خاصة تقديرات أولية لمبالغ الأموال المستثمرة في الصناديق العقارية المحلية السعودية بأكثر من 11 مليار ريال.
من جانب آخر، قال ماهندرا راجابلان مسؤول إدارة الحسابات الخاصّة لعملاء بنك سعودي شهير بإحدى الشركات الماليّة السويسرية (تحتفظ الصحيفة باسم البنك والمؤسسة): "الاستثمارات الحكومية المالية لا تأتي للشركات الخاصة لإدارة الأموال، هذه تتم عبر حسابات مالية حكومية.
لكن، ستتفاوت نسب تأثر الاستثمارات الخاصة اعتمادا على حذق وكفاءة كلّ شركة، تقريبا كلّ المحافظ العقاريّة ستتأثر لكن بدرجات متفاوتة".
لا تأثير لأزمة السيولة العالمية على النظام المالي والمصرفي السعودي
جدة، جنيف: عمر المرشدي، ناتالي لورشتيه
قلل مصرفيون ومختصون سعوديون ودوليون من آثار أزمة الرهن العقاري الأمريكي على الوضع المالي في المملكة سواء تعلّق الأمر بالقطاع البنكي، أو سوق المال، أو الصناديق البنكية الاستثمارية، لكنهم لم يستبعدوا أن تطال آثار الانخفاض الاستثمارات الفردية وبعض الاستثمارات المؤسسيّة في صناديق أسواق المال العقارية الأوروبية والأمريكية.
وقال مسؤول مالي، يرأس حاليا مجلس إدارة بنك سعودي دولي (تحتفظ الصحيفة باسمه) في اتصال هاتفيّ من (ماربيّا/إسبانيا) ردا على سؤال "الوطن": توجد مبالغة في أخبار الوكالات العالمية، فهذه ليست أسوأ أزمة يمر بها النظام المالي العالمي وهي في جوهرها مزيج من أزمة مديونية أمريكية وأسعار صرف عملات دولية مثل: اليورو والينّ واليوان الصيني والدولار الكندي وغيرها؛ أسعارها متدنية عمدا بهدف استمرار التصدير للسوق الأمريكي وهو ما يفاقم عجز الميزان التجاري الأمريكي ويدفع بالبطالة والتضخم معا".
و تابع المسؤول: "الهبوط في تحصيل المدفوعات الدورية لأدوات الرهن العقارية الأوروبية والأمريكية والمقوّمة أساسا بالدولار مردّه حركة توسع في قطاع العقارات الفاخرة ومقار مؤسسات الأعمال في السوق الأمريكية والأوروبية وهي فوائض أموال مؤسسات مالية وشركات ضخمة أوروبية وآسيوية مستثمرة في رهونات عقارية بشكل سندات وضمانات قروض".
وأضاف: "بالطبع إبقاء سعر الفائدة الأساسي في أمريكا ضمن نطاق تغيرات بربع نقطة مئويّة فاقم الوضع منذ رئاسة (بيلّ برنانكي) رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لكن لم تكن الخيارات سهلة أمامه إذ إن زيادات من فئة نقطة مئوية وأكثر كانت ستترجم إلى 3 نقاط مئوية وأكثر في معدل التضخم، وتابع: "الصعوبات كانت متوقعة بنهاية عام 2007 لكنها جاءت أسرع لبروز شائعات بأن (الاحتياطي) الفيدرالي قد يرفع سعر الفائدة الأساس في اجتماعه الدوري المقبل مطلع سبتمبر".
وختم المسؤول تعليقه بقوله: "النظام المالي الرسمي في المملكة بمنأى عن أن يتأثر، والتأثير قد يطال استثمارات فردية في صناديق الاستثمار العقارية أو سندات التمويل العقاريّ ولا توجد الآن معلومات مفصّلة".
ولا يعرف تفصيلا توزّع استثمارات الصناديق البنكية السعودية الخارجيّة في أدوات المديونية وضمانات الرهن العقاريّ الأوربية والأمريكية إذ إن هذا من الأمور التي تحرص إدارة كلّ صندوق على إبقائها سريّة، لكن النشرة الشهريّة التي تصدرها هيئة "تداول" عن أداء الصناديق الاستثمارية تشير إلى توازن ملحوظ في استثمارات الصناديق البنكية السعودية الخارجيّة لصالح الاستثمار المتوسط والطويل الأجل في أصول شركات أجنبية منتجة.
المستشار المالي الخاص، كورنيل ّ هايدلبيرج، أجاب ردا على استفسار "الوطن" هاتفيا من مكتبه في دبي:" بالتأكيد بعض أصول الصناديق البنكية السعودية ستتأثر بالانخفاض خاصة ما يعرف بصناديق سوق المال قصيرة الأجل short money market funds وهي "مجمع مالي لسندات إقراض قصيرة الأجل في الغالب لا تتجاوز سنتين... لا أحد يستطيع أن يقدّر الآن مبلغ الخسائر لكنه قياسا بأحداث مماثلة سابقة سيكون بحدود 8%- 12% من أصول أي صندوق من الفئة التي تكلمنا عنها"، إلا أن الخبير الألماني اعتذر عن إعطاء تقديرات رقميّة.
وكان ثلاثة من البنوك السعودية قد أقدمت على إنشاء صناديق استثمارية عقارية لكن نشرة بيانات هذه الصناديق (الأمريكي والبريطاني والراجحي) التزمت في نشرات الاكتتاب prospectus بتمويل المشاريع الاستثمارية العقارية في المملكة مما يبعدها واقعيا عن أزمة مديونيات الرهن العقاري الأمريكية - الأوروبية. وتعطي مصادر خاصة تقديرات أولية لمبالغ الأموال المستثمرة في الصناديق العقارية المحلية السعودية بأكثر من 11 مليار ريال.
من جانب آخر، قال ماهندرا راجابلان مسؤول إدارة الحسابات الخاصّة لعملاء بنك سعودي شهير بإحدى الشركات الماليّة السويسرية (تحتفظ الصحيفة باسم البنك والمؤسسة): "الاستثمارات الحكومية المالية لا تأتي للشركات الخاصة لإدارة الأموال، هذه تتم عبر حسابات مالية حكومية.
لكن، ستتفاوت نسب تأثر الاستثمارات الخاصة اعتمادا على حذق وكفاءة كلّ شركة، تقريبا كلّ المحافظ العقاريّة ستتأثر لكن بدرجات متفاوتة".