افتتاح مؤتمر «ميد» لمشاريع الطاقة والبنية التحتية
فاروق الزنكي: 100 مليار دولار الانفاق على المشروعات النفطية خلال 5 سنوات المقبلة
%60 من الاستثمارات تخصص لمشروعات الإنتاج في الداخل والخارج
1.5 مليار دولار لإنشاء مركز رئيسي للأبحاث لتطوير الحلول خلال 3 إلى 5 سنوات المقبلة
العالم يستهلك 320 مليون برميل نفط يومياً.. والنفط والغاز يساهمان بـ%50 من الطلب على الطاقة بحلول 2020
مازن السردي: نفط الكويت تطرح مشاريع تقدر بـ10 مليارات دولار العام المقبل
توفيق أبو السعود: مناخ العمل في قطاع المقاولات في الكويت صعب والتحديات كبيرة
المعوقات في السوق الكويتي أكبر من طاقة الشركات لأنها تتعلق بالإجراءات الحكومية
كتب محمود عبدالرزاق:
سلط الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول فاروق الزنكي الضوء على دور التكنولوجيا كأحد الحلول المستقبلية لمشاكل الطاقة، وعلى وجه الخصوص لتحقيق أهداف مؤسسة البترول المتعلقة بالنفط والغاز حتى عام 2030 والتي تعتبر الآن في مرحلة التنفيذ.
وقال في افتتاح مؤتمر ميد لمشروعات الطاقة والبنية التحتية الذي بدأ اعماله امس «ان صناعاتنا اليوم تواجه تحديات غير مسبوقة نتصدى لها بأقصى جهودنا لمواجهة متطلبات هذه المرحلة من الطاقة وضمان تحقيق احتياجات الطلب المستقبلي المتزايد الذي يصحبه تقلبات في أسعار النفط وادارة المصادر غير التقليدية للطاقة.
وللتدليل على ذلك قال الزنكي «ان العالم يستهلك اليوم حوالي 320 مليون برميل نفط يوميا، وسيساهم النفط والغاز بتوفير حوالي %50 من الطلب العالم للطاقة بحلول عام 2020، وهذا يعني زيادة تتجاوز 40 مليون برميل يوميا من النفط والغاز يتعين تأمين انتاجها حتى ذلك العام».
تحديات هائلة
وفي المؤتمر الذي تنظمه «ميد» سنويا بالكويت والقى كلمة الافتتاح فيه ادموند سوليفان رئيس الشركة قال الزنكي: «ان هذه التحديات الهائلة جعلتنا نعيد التفكير في أفضل الممارسات التي نطبقها في هذا الصناعة والبحث عن حلول جريئة ومتحررة من خلال الابداعات وتطبيقات التكنولوجيا والامكانات الادارية».
وأعرب الزنكي عن ايمانه الشديد بأن التكنولوجيا عامل رئيسي يمكننا من ردم الفجوة بين العرض والطلب وتجاوزها فضلا عن تحقيق أهدافنا الاستراتجية الرامية الى تعزيز الانتاج ليصل الى 4 ملايين برميل يوميا، مع العمل في الوقت ذاته على تحقيق عمليات احلال احتياطيات جديدة بدل المستنزفة بنسبة %100، الى جانب العمل على تهدئة المخاوف المتعلقة بحماية البيئة ومتطلباتها.
ولفت الى ان تحقيق هذا الهدف يستدعي رصد استثمارات ضخمة والتزامات كاملة من الأفراد والمؤسسات.
وقال «نحن بحاجة الى ضمان تفهمنا لتداعيات ونتائج القرارات الاستثمارية ذات المدى البعيد التي نتخذها اليوم، وعلينا ان ننظر الى الأمام».
الابحاث والتطوير
وبالاضافة الى ذلك، قال الزنكي ان قطاع الأبحاث والتطوير يلعب دورا أساسيا في التعامل مع الاحتياجات المستقبلية من خلال تطبيقات المعرفة والمهارات والأدوات المناسبة واللازمة لتطوير البنية التحتية والشركات وتطوير الطاقات فيها.
وتابع «من الدلالة على ذلك، مستوى الانفاق الملحوظ على الأبحاث والتطوير الذي تقوم به الشركات النفطية العالمية، والذي ارتفع في المتوسط بنسبة %16 من المصروفات التشغيلية للعام الماضي.واعترافا منا بأهمية هذا الأمر، فاننا نقوم حاليا بانشاء مركز رئيسي للأبحاث والتطوير مهمته تطوير الحلول التكنولوجية بغية تحقيق الأهداف التي تضمنتها استراتجيتنا الطموحة، وستبلغ الاستثمارات في هذا المركز أكثر من 1.5 مليار دولار، على ان يتم تأسيسه خلال فترة تتراوح بين 3 الى 5 سنوات مقبلة.
وتحدث الزنكي عن قطاع الطاقة الشمسية بقوله: «ان الجميع يعلم أنها أصبحت الآن تلعب دورا ذا أهمية متزايدة في مواجهة الطلب العالمي على الطاقة.وتناغما مع هذا التوجه، فقد اتخذت مؤسسة البترول قرارا استراتجيا لادارة مواردها من الهيدروكربون من خلال طرح تكنولوجيا الطاقة الشمسية، لتحل محل جانب الوقود المستخدم حاليا في العمليات التشغيلية للشركات التابعة للمؤسسة باعتبار ذلك احد المبادرات المتفرعة من استراتيجية المؤسسة طويلة الأمد والمتعلقة بادارة المصادر الكاربوهيدرونية».
وأضاف «هذا يستهدف أيضا التقليص الى الحد الأدنى الممكن من الانبعاثات الحرارية، وقد تم بالفعل اختيار موقعين لاقامة مشروعات طاقة شمسية تجريبية ضمن قطاع النفط».
وأكد الزنكي على ان تحقيق هدفنا بزيادة مليون برميل من الانتاج اليومي الحالي بحلول عام 2020 والمحافظة على هذا المستوى من الانتاج حتى عام 2030 يعتمد على نجاح تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة على جانبي الانتاج المحسن والمعزز.وعلاوة على ذلك، ان انفاقنا على المشروعات المستقبلية في غضون السنوات الخمسة المقبلة سيبلغ نحو 100 مليار دولار، %60 منها سيتم انفاقها على مشروعات الانتاج في الداخل والخارج.يضاف الى ذلك، تصاعد التكاليف التشغيلية مع مرور الوقت لحقولنا التي تأخذ في النضوج عاما بعد عام.
شراكات عالمية
وقال «لا يمكن مواجهة هذه التحديات الكبرى والتغلب عليها بمفردنا لأننا نعتقد ان اقامة شراكات مع شركات نفطية كبرى تقوم على أساس المصالح المشتركة للجانبين هي الأساس، لأنها تمكننا من الاستفادة من التطورات والابتكارات التكنولوجية الحديثة لتحقيق هدفنا بزيادة الانتاج، فضلا عن ما يؤمنه لنا ذلك من امكانية الوصول الى الطاقة الحديثة الممكن استخدامها، وضمان مستقبل في عالم الطاقة أكثر اشراقا للجميع».
واوضح انه «اذا نظرنا الى الآفاق الخاصة بصناعة النفط والغاز نجد أنها قد تطورت وتحولت بفضل التكنولوجيا والواقع انه خلال التاريخ البشري فان تطبيقات التكنولوجيا الجديدة لحل المشاكل ظلت على الدوام تؤتي ثمارها بتحقيق الحلول.وأود التأكيد على ان الكويت توفر فرصة عظيمة أمام القطاع الخاص الذي يعتبر المحرك لتنويع الاقتصاد الكويتي، خاصة ان التكنولوجيا بمفردها لن تكون كافية ان لم تصحبها المعرفة والخبرات، ويمكن اكتساب الأخيرة من خلال الشراكات مع الشركات النفطية الكبرى والشركات التي تقدم الخدمات النفطية بالاضافة الى المؤسسات العلمية العالمية الكبرى».
المشاريع الرأسمالية
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الادارة ونائب العضو المنتدب للشؤون الفنية في شركة نفط الكويت مازن السردي ان كلفة المشاريع الرأسمالية الكبرى التي تقدمها نفط الكويت للعام 2013 تقدر بين 9 الى 10 مليارات دولار مؤكدا على اهمية المنهج وطريقة العمل التي سوف تتبعها الشركة خلال الفترة المقبلة في تنفيذ مشاريعها.
واضاف السردي في تصريح صحافي على هامش المؤتمر ان الشركة ستعمل على تنفيذ مشروعاتها بطريقة تسليم المفتاح موضحا ان نفط الكويت ادخلت عددا من التعديلات على هذه الطريقة لتقليل نسبة المخاطر على مقاولي المشاريع في اشارة الى ان نسبة المخاطر ستكون بالمشاركة بين نفط الكويت والمقاولين.
معوقات التنفيذ
وأشار السردي الى ان نفط الكويت تعمل على البحث المستمر في المعوقات التي تقف أمام تنفيذ المشاريع والانتهاء منها في الوقت المحدد موضحا ان هذه المعوقات في تأخير المشاريع يأتي على رأسها التعامل مع المشروع كبرنامج متكامل وليس كمشروع فقط.
ولفت السردي الى ان جميع المشاريع التي تنفذها الشركات النفطية تبدأ بدراسات جيولوجية وحفر وآبار خلال العام الأول ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة اعداد التصاميم للمشاريع ثم تليها خطة التنفيذ مبينا ان الميزانيات لا توضع الا مع نهاية التصميم وهي آخر المرحلة.
وأشار السردي الى ان الادارات العليا في الشركات في العالم لا تركز على المشاريع الا بعد الانفاق أو الصرف بالميزانيات الكلية مشيرا الى ان الميزانيات الكبرى للمشاريع توضع بعد التصميم وهي دائما ما تكون مرحلة متأخرة.
مشروعات ضخمة
وتوقع السردي ان تطرح نفط الكويت عددا من المشاريع الضخمة خلال الفترة المقبلة وأن جميع التصاميم والخطط لتلك المشاريع جاهزة للطرح حاليا مبينا ان حجم تلك المشاريع التي ستطرحها الشركة خلال الفترة المقبلة منها 3 مراكز للتجميع في منطقة شمال الكويت بطاقة اجمالية لكل مركز تقدر بنحو 100 ألف برميل يوميا بالاضافة الى مشروع شبكة أنابيب ممتدة من شركة نفط الكويت الى المصفاة الجديدة.
المنطقة الشمالية
وأضاف ان مشاريع الشركة في المنطقة الشمالية للبلاد حيث يتركز النفط والغاز بالاضافة الى مشروع كبير سيتم طرحه خارج اطار المشاريع المزمع طرحها خلال العام المقبل وهو مشروع الغاز الحر مشيرا الى ان مراكز التجميع تضم النفط والغاز والماء حيث انها من منتجات الآبار النفطية.
وأكد ان انتاج المنطقة الشمالية من النفط قد عاد الى وضعه الطبيعي بعد حادثة التسرب النفطي الاخير.
وعلى صعيد النفط الثقيل، قال السردي انه يتوقع ان تبدأ الكويت بانتاج النفط الثقيل ابتداء من عام 2017 او العام الذي يليه لتصل الامدادات الى 60 الف برميل يوميا بحلول عام 2020، ليرتفع الرقم بعد ذلك الى 270 الف برميل يوميل بحلول عام 2030.
القطاع الخاص
من ناحيته، وفي تصريح خاص للصحافة قال المدير التنفيذي وعضو مجلس ادارة لشركة دريك اند سكل توفيق أبو السعود ان مناخ العمل في الكويت في قطاع المقاولات صعب والتحديات كبيرة نظرا لما تتسم به اجراءات المناقصات الخاصة بالتأهيل وطرح المناقصات ودراسة العروض وترسية العقود على الشركات من تعقيدات وتأجيلات وأحيانا يصار الى الغاء المناقصة برمتها، ما يكبد بدوره الشركات خسائر كبيرة لاسيما في حال الغاء المناقصات بعد تقديم العروض حيث تكون الشركات قدمت عرضها مشفوعة بكفالات أولية، أما اذا كانت في طور التأهيل فتكون الخسائر محدودة على الشركات.
وقال ان شركته تعمل في الكويت منذ 8 سنوات وقد شاركت في مناقصات لمشروعات كبرى منها المستشفيات والسكك الحديدة ومطار الكويت الدولي والطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالاضافة الى مشروعات الكهرباء.
أفضل الأسواق
وردا على سؤال حول أفضل أسواق المقاولات في دول مجلس التعاون الخليجي وأكثرها كفاءة قال أبو السعود ان سوق الامارات يعتبر الأسرع والأكثر كفاءة برغم ضخامة المشروعات التي علقت في أعقاب أزمة 2008.
وقال أبو السعود أن عملية المناقصة تستغرق بين عامين الى ثلاثة أعوام في الكويت نظرا للبيروقراطية التي تتسم بها العملية.
وأضاف ان المعوقات في السوق الكويتي اكبر من طاقة الشركات نظرا لأنها تتعلق بالاجراءات الحكومية، ما يدعو الكثير من الشركات الى الانسحاب من السوق تجنبا لتحمل الخسائر.
وعن ابرز المشروعات التي تولت تنفيذها الشركة، مشروع جامعة الصباح بتكلفة 6 ملايين دينار، ومازلنا بانتظار مشروعات اكبر، والى ان يتم ذلك فاننا نشارك في مشروعات المياه والصرف الصحي ومجاري الامطار وغيرها.
=============
«البترول العالمية» بصدد إنشاء 3 مصاف في آسيا
إعداد محمود عبدالرزاق:
قال مدير دائرة تطوير الأعمال في شركة البترول الكويتية العالمية غانم العتيبي في مؤتمر ميد لمشاريع الطاقة والبنية التحتية 2012 المنعقد في الكويت ان الكويت بصدد انشاء ثلاث مصاف في آسيا، قادرة على انتاج 800 ألف برميل يوميا بحلول عام 2017.مضيفا ان المصافي الثلاث من المزمع انشاؤها في فييتنام والصين واندونيسيا.
ونسبت «ميد» الى العتيبي قوله ان مشروع مصفاة فييتنام ستبلغ طاقته الانتاجية 200 ألف برميل يوميا.مشيرا الى ان الشركة جاهزة تقريبا لترسية عقد هندسة وتوريد وانشاء المصفاة.وسيتم اختيار المقاولين في غضون الشهر المقبل.وتقع المصفاة على بعد 200 كيلومتر عن العاصمة الفييتنامية هانوي، وستبدأ الانتاج بحلول عام 2016.
أما بالنسبة لمصفاة الصين، فمن المقرر ان تبلغ طاقتها الانتاجية 300 ألف برميل يوميا، وهي الآن في مرحلة التصاميم الهندسية الأولية.في حين من المقرر ان تنطلق مرحلة الانتاج في 2016.
ومن جهتها، تعمل شركة البترول الكويتية العالمية مع شركاء دوليين على اعداد دراسات جدوى للمصفاة المزمع انشاؤها في اندونيسيا، والتي ستتراوح طاقتها من 200 ألف الى 300 ألف برميل يوميا، متوقعا استكمال دراسة الجدوى في مارس 2013، على ان يبدأ الانتاج في 2017.