محمد الإتربي
فازت شركة بيان للاستثمار بالاستحواذ على حصة نسبتها %62 من رأسمال شركة المشاريع المتحدة للخدمات الجوية (يوباك) في مزاد شهد منافسة أمس.
وقدمت شركة بيان للاستثمار أعلى سعر بلغ 510 فلوس للسهم الواحد لتصل قيمة الصفقة الى 26 مليون دينار كويتي ارتفاعاً من 325 فلساً للسهم كسعر أساس بقيمة اجمالية 16.250مليون دينار، وبذلك تكون ارتفعت قيمة المزايدة %62.
وفور انتهاء المزاد وقع طرفا الصفقة، أي البائع «كامكو» (حساب عملاء) و«بيان» (حساب عملاء وأجيليتي) العقود باشراف نائب المدير العام لشؤون التداول في البورصة عبدالعزيز المرزوق ومدير إدارة التداول محمد الغانم.
وتم التأكيد عقب المزاد على ضرورة انهاء كل الإجراءات الخاصة بدفع باقي المبلغ وتحويل الأسهم لدى المقاصة في موعد أقصاه الساعة 11 اليوم أو يصبح المزاد لاغياً.
من جهة أخرى، قالت البورصة ان الطرف المشتري متعهد بتقديم عرض ملزم لباقي المساهمين في الشركة بالسعر ذاته 510 فلوس للسهم تماشياً مع قانون هيئة أسواق المال.
من جهته، قال عبدالعزيز المرزوق انه وفقاً لحكم التنفيذ الماثل أمام البورصة سيتم تحويل محصلة البيع الى إدارة التنفيذ بموجب إقرار تم توقيعه من جميع الأطراف.
وأضاف ان المزاد تم وفقاً للقوانين المعمول بها والأطر المنظمة وفي سياق من الشفافية المطلقة بحضور كل الأطراف الممثلة للشركتين المتنافستين، مشيراً الى ان البورصة ترحب وتشجع الشركات على تحقيق أقصى درجات الشفافية عبر هذه المزادات التي تعكس ثقة في السوق والاقتصاد. مشيراً الى ان قيمة المزاد البالغة 26 مليون دينار وفي ظل وجود أزمة مالية خانقة وشح في السيولة تعتبر كبيرة وقياسية.
وأشار الى ان مثل هذه الاستحواذات من شأنها ان تعزز ثقة المستثمرين سواء من الداخل أو الخارج وتنشط الاقتصاد.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة كامكو سعدون علي: نتمنى كل الخير للمستثمر الجديد والصفقة ستوفر مبالغ وسيولة للشركة الوطنية للطيران ستساعدها في سداد التزاماتها كما قد تدفع الشركة للنهوض مرة أخرى.
وقالت المصادر انه تم طرح الحصة في مزاد علني بموافقة البورصة وهيئة أسواق المال ووفقاً لأحكام قضائية، والأهم ان المزاد تم بشفافية مطلقة. مشيرة الى ان ما قام به بنك برقان هو إجراء قانوني.
وأضافت: ليس صحيحاً ما تردد من ان مجموعة المشاريع تسعى الى تحقيق فائدة، فالحصة البالغة %62 من «يوباك» كانت عبارة عن دين مقابل تمويل وتم التعامل مع الأصل على هذا الأساس وتم تحديد سعر أساس، وعندما أتى مستثمر آخر له رؤية معينة ووضع سعر أفضل فاز به وهو ما يؤكد سلامة ومقصد المزاد.
كواليس المزاد
تجدر الإشارة الى ان بنك برقان الدائن للشركة الوطنية للطيران تقدر حجم مديونيته بنحو 16 مليون دينار كويتي.
فيما قالت مصادر ان للبنك الدولي نحو 5 ملايين تقريباً، أما الشركة الكويتية للاستثمار التي اشتكت لإيقاف المزاد فليس لها مديونية بل أسهم في الوطنية للطيران.
ومثل الطرف البائع «كامكو» شركة الشرق للوساطة المالية، فيما مثل الطرف المشتري شركة الوسيط للأعمال المالية.
إشادة بمهنية بنك برقان
أثنت مصادر مراقبة ومحايدة على الاسلوب الذي اتبعه بنك برقان في مزاد أسهم «يوباك». واشارت الى مهنية عالية من جانب البنك، الذي كان حصل على حكم منذ اوائل العام لاجراء هذا التنفيذ على الاسهم، وهو آثر عدم بخس حق المساهمين في الشركة الوطنية للطيران. فقد كان امامه خيار التسييل السهل في السوق الى جانب خيارٍ أصعب قائم على اجراء مزاد مع ما يتطلب ذلك من طلب موافقات تأخذ وقتا تماشيا مع الاجراءات المطلوبة وفق قانون هيئة السوق. وهو اختار السيناريو الثاني (اي الاصعب)، وآثر على نفسه المضي به رغم فترات الانتظار المطلوبة لذلك. وأتت النتيجة امس بنجاح المزاد في تحقيق قيمة مضافة بعد أن دخل أكثر من طرف مزايدا، وارتفع السعر لتتحقق قيمة عادلة للمساهمين في شركة يوباك، والشركة الوطنية للطيران على السواء.
وخلصت المصادر الى القول: ان ما اتبعه برقان يعتبر نموذجا يحتذى، اذ يفترض بالبنوك والشركات الاقتداء بهكذا نموذج، على الرغم من صعوبته، لكنه تبين انه أتى وفق أعلى معايير المهنية. وحقق مصالح كل الاطراف ذات الصلة، على أكمل وجه.