سارة أكبر : القطاع الخاص أكثر كفاءة في إدارة المشروعات النفطية
الأحد, 10 أغسطس 2008
أميرة مصطفى
أشادت نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة «كويت انرجي» سارة أكبر بأداء القطاع الخاص في إدارة المشروعات النفطية، واتهمت القطاع النفطي الحكومي بافتقاد السرعة والرشاقة في الحركة. وقالت إن الفرق بين الأداء الإداري في القطاع النفطي الخاص والحكومي الكويتي كبير للغاية. وطالبت بفتح الباب أمام القطاع الخاص النفطي وخصخصة بعض الشركات وخصخصة قطاعات البتروكيماويات والصناعات التحويلية والمصافئ . وقالت أكبر: إن القطاع الخاص يحتاج فقط إلى الفرصة للقيام بالمهام التي يقوم بها حاليا القطاع النفطي الحكومي ليكون أفضل مما عليه الآن. وتطرقت أكبر في لقائها مع «أوان» الى أسعار النفط المتذبذبة ارتفاعا وانخفاضا، والمضاربات العالمية وتأثيرات ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض سعر صرف الدولار، كما أعلنت نية الشركة الإدراج ببورصة لندن في النصف الثاني من العام 2009.
وأوضحت أكبر ان الوضع الأمني بالعراق في تحسن يوما تلو الآخر مما يفتح المجال للدخول إلى هذا السوق الواعد، مشيرة إلى ان الكويت والعراق دولتان ذواتي قدر مشترك ولا يمكن غض الطرف عن بعضهما البعض ولابد ان ترجع علاقاتنا طبيعية وان نحاول تجاوز الماضي والذي له استحقاقات يجب التكاشف بها سويا كي نتخطاها ونحل الموضوعات العالقة بين الدولتين، لافتة إلى ان القطاع الخاص الكويتي يمكن أن يكون له دور كبير في إعادة العلاقات بين البلدين ومد الجسور الاقتصادية التي تسهل العمل.
كما أشارت إلى نجاحات المرأة الكويتية في جميع المجالات مستبعدة ان يكون المجال النفطي صعبا على المرأة التي لديها قدرات على التحمل أكثر من الرجل، لافتة إلى أن العمل في الحقول أمتع بكثير من العمل في المكاتب.
وفيما يلي التفاصيل:
{ كيف تقيّمين أسعار النفط في الوقت الحالي؟
-لا يمكن التنبؤ بسعر النفط لأن السوق النفطية في آخر خمس سنوات طرأ عليها تغير كبير ولم يكن بطريقة تدريجية بالصورة الكافية بحيث نستطيع ان نعرف توجهات السعر سواء بالارتفاع او الانخفاض.إن الاسعار عادةً تكون مرتبطة بكميات امدادات النفط مقابل استهلاكه، فهناك ميزان بينهما وفي السابق كانت الطاقة الانتاجية أعلى بقليل من كميات الاستهلاك وبالتالي فهناك مساحة للحركة فيما بينهما ولكن هذه المساحة في الفترة الأخيرة اختفت لأن الدول المنتجة للنفط تعمل بأقصى طاقتها الانتاجية والاستهلاك في ازدياد مما يشكل جزءا كبيرا من سعر النفط الحالي، بالاضافة إلى ذلك فهناك زيادة كبيرة في تكاليف الإنتاج تشكل كذلك جزءا كبيرا من السعر الحالي. ولا شك في أن التضخم الذي يشهده العالم اجمع يساهم في زيادة السعر وهو يؤثر على أسعار جميع المواد الاستهلاكية ومنها النفط.
وآخر عنصر يؤثر على أسعار النفط هو سعر صرف الدولار الذي يعتبر العملة الرسمية التي يتم من خلالها بيع وشراء النفط. كما هو معروف بأن سعر صرف الدولار في أدنى مستوياته حالياً، مما يساهم كذلك في زيادة الأسعار.
{ ولكن الاسعار تشهد حاليا هدوءا نسبياً لدرجة أن وزراء اوبك يفكرون في خفض الانتاج في اجتماعهم الشهر المقبل؟
- من الصعب التحدث عن تخفيض الانتاج في هذه الظروف فلا ننسَ أن سعر النفط العام الماضي كان تحت 100دولار للبرميل واليوم في حدود 124 أو 125 دولارا للبرميل في حالة الهدوء النسبي، ليس هناك اي طرح جديد يعطي مؤشرا لأسعار النفط سواء بالصعود ام الهبوط ولا توجد أية دلائل قوية تشير لهذا الاتجاه او ذاك. وكل ما نعرفه ان الأساس الذي نعتمد عليه هو كميات الامدادات مقابل الاستهلاك والذي يتحكم في جزء كبير من سعر النفط. ولكن لا ننس ان هناك مضاربات على النفط في الأسواق العالمية دخل فيها مجموعة كبيرة من صغار المضاربين الذين أثروا بشكل كبير على ارتفاع اسعار النفط بقيمة تتراوح بين 10 إلى 20 دولارا .
{ الكونغرس الأميركي يفكر حاليا في إصدار قانون يمنع المضاربات في البورصات العالمية على النفط فهل تعتقدين أن هذا سيخفف من حدة أسعار النفط؟
- الولايات المتحدة بنيت على أساس اقتصاد حر وعندما يأتي الكونغرس ليضع قانونا عكس الاتجاه فهذا من الصعب تخيله لان هذه الدولة الرأسمالية الأولى بالعالم عندما تحد من المضاربة وغيرها فهذا غير منطقي وغير صحيح بالمرة.
فرق كبير
{ ما هو الفرق بين قطاعي النفط الحكومي والخاص بالكويت؟
- يمتاز القطاع النفطي الحكومي بعدة أشياء أولها الحجم الضخم الذي يشكل عند مقارنته بالخاص ما نسبته واحد إلى ألف بالاضافة إلى ان القطاع الحكومي يسيطر على كل الموارد بخلاف النفطي الخاص الذي يتكون حالياً من شركات خدمات تؤدي خدمة للقطاع العام، ولكن هناك بعض الشركات الخاصة كشركة «كويت انرجي» التي تعمل في المجال نفسه الذي تعمل فيه بعض الشركات الحكومية. كذلك يمتاز القطاع النفطي الحكومي برأسماله الضخم الذي تموله الدولة بينما القطاع الخاص يحصل على تمويله من البنوك وغيرها من مصادر التمويل، إلى جانب ان القطاع الخاص النفطي يمتاز بروح المغامرة والمخاطرة ومقدرته على الحركة السريعة واتخاذ القرارات بصورة اسرع من الحكومي مما يساهم في تحقيق ربحية أعلى على عكس الاستثمارات الحكومية التي تتجنب المخاطرة عادةً وبالتالي ربحيتها أقل.
{ ماذا يريد القطاع النفطي الخاص من الدولة؟
- القطاع النفطي الخاص يحتاج إلى دعم كبير من الدولة كذلك يحتاج ان يسند اليه كثير من الأعمال التي تقوم بها الدولة في الوقت الحاضر والتي يستطيع القطاع الخاص أن يقوم بها بشكل أكثر كفاءة وربحية.
أنشطة للخصخصة
{ ما هي أهم الأنشطة التي يمكن خصخصتها بسهولة في القطاع النفطي؟
- الكثير مثل شركة «الاستكشافات الخارجية» «كوفبيك» حيث انه منذ تأسيسها خلال أكثر من 25 سنة لم تحقق مؤسسة البترول الكويتية الكثير من الأهداف المرجوة من تلك الشركة التي تحتاج إلى سرعة اتخاذ القرار وإلى أسلوب آخر في الإدارة لا يعتمد على هيكل حكومي، إلى جانب شركة ناقلات النفط التي يمكن إدارتها بطريقة أفضل إذا تمت خصخصتها حيث يمكن توسعتها ولا ننس ان الكويتيين بحارة منذ يومهم الاول فحجم شركة الناقلات مقارنة بالشركات العالمية الأخرى يعتبر محدودا للغاية بسبب انها حكومية وبالإمكان أن يتم خلق عمل رائع من هذه الشركة في حالة خصخصتها، وكذلك هناك مجالات عدة يمكن خصخصتها مثل البتروكيماويات والصناعات التحويلية والمصافي وغيرها والتي يمكن ان تدار بطريقة أكفأ اذا كانت بيد القطاع الخاص.
{ كيف تفسرين هروب الكفاءات من القطاع الحكومي إلى الخاص؟
- العديد من الكفاءات خرجت من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص عن طريق التقاعد المبكر. فأصبحت لديهم فرصة للعمل في القطاع الخاص الذي تلقفهم وأعطاهم مساحة كبيرة للعمل والإنجاز. وهذا شجع العديدين والكثيرين للانتقال إلى القطاع الخاص لتحقيق طموحاتهم و تطوير أعمال خاصة بهم. ولا بد من الاشارة إلى أن الحوافز المادية في القطاع الخاص مجزية أكثر بكثير من القطاع الحكومي.
{ نود التعرف على أهم مشاريع الشركة الحالية؟
- «كويت انرجي» هي شركة نفطية متخصصة في عمليات الاستكشافات والانتاج وتطوير الحقول وهي تعمل في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى دولة روسيا وأوكرانيا ولاتفيا في منطقة بحر البلطيق ولقد بدأت العام 2005 والسبب الأساسي لانشائها اننا لاحظنا انه في منطقة الشرق الأوسط التي تحتوي على أكثر من 70 % من النفط بالعالم لا توجد فيها شركات خاصة تعمل في هذا المجال بخلاف ما نراه في كل من أوروبا وبحر الشمال والتي تصل إلى الآلاف، مما دفعنا إلى إنشاء الشركة حيث لدينا أنشطة في كل من سلطنة عمان واليمن ومصر وأوكرانيا وروسيا واندونيسيا. وجميع تلك المشاريع تنتج حاليا بشكل جيد وتركيزنا في الحاضر على منطقة الشرق الاوسط وحالياً على عملنا في العراق.
خيارات الإدراج
{ ما هي آخر تطورات إدارج الشركة بالبورصة؟
- قرار الادراج اتخذ ليكون في النصف الثاني من العام المقبل الا ان الكيفية والمكان لم يستقر عليه حتى الآن حيث نفكر حاليا في بدائل الإدراج ما بين بورصة الكويت او لندن.
{ أيهما أفضل لكم بورصة لندن أم الكويت؟
- أغلب مستشارينا في الوقت الحاضر ينصحوننا ببورصة لندن لكننا في الآخر شركة كويتية، ومساهمونا كويتيون ونود تحقيق افضل العوائد لهم.
{ أيهما أسهل في إجراءات الإدراج الكويت أم لندن؟
- لندن طبعا حيث أن هناك شرطا من شروط الادراج بالكويت لم نحققه حتى الآن وهو ضرورة تحقيق نسبة زيادة 15 % سنويا في حقوق المساهمين وهذا شرط يعد مجحفا للغاية.
{ كيف تنظرين لمستقبل القطاع النفطي الخاص؟
- هناك العديد من الشركات التي بدأت نشاط الاستكشاف والانتاج والخدمات ولذلك أرى زيادة في إنشاء شركات متخصصة في القطاع النفطي وستزداد مع الوقت حيث من المتوقع خلال خمس سنوات ان يصل عددها إلى حدود 30 أو 40 شركة نفطية خاصة.
تجاوز الماضي
{ هل تعتقدين ان الوضع آمن للعمل حاليا في العراق خاصة في مجال الاستكشافات النفطية؟
- لقد كنت في زيارة إلى بغداد منذ عدة أيام وعندما نقول ان العراق آمن فهي عملية نسبية فقبل ستة اشهر لم يكن الأمن مثل اليوم وبعد ستة أشهر من الآن ستتحسن الأوضاع بنسبة أكثر ولذلك نرى ان الأوضاع الأمنية في تحسن مستمر يوما تلو الآخر وأعتقد أن هناك جهودا رائعة تبذلها الحكومة العراقية في الوقت الحاضر لاستتباب الامن وهي قادرة حاليا على إقرار الأمن للعراق وهذا ما لاحظناه أثناء زيارتنا لبغداد، وبالنسبة لنا ككويت وكعراق نحن دولتان قدرنا مشترك ولابد من ان ترجع علاقاتنا طبيعية كوننا في نهاية الامر جيران و من مصلحة الطرفين ان نحاول تجاوز الماضي الذي له استحقاقات يجب التكاشف بها سويا كي نتخطاها ونحل الموضوعات العالقة بين الدولتين. ونحن نأمل كقطاع خاص ان يكون لنا دور كبير في اعادة هذه العلاقات عن طريق خلق جسور اقتصادية تسهل العمل.
{ ما هي أهم المميزات التي منحتها لكم العراق حيث انها تتجه حاليا لفتح المجال للقطاع الخاص الأجنبي؟
- ليست مميزات ولكن كل ما نقوم به في الوقت الحالي هو أننا في بدايات النقاش للعمل معهم ومراحل إثبات حسن النوايا وبناء الثقة بين الأطراف ولم نقم بتوقيع اي عقد حاليا في العراق ولكن كل ما هو موجود هو اتفاق مع وزارة النفط العراقية لعمل بعض الدراسات ونأمل أن يتطور في المستقبل إلى عمل فعلي حقيقي.
المرأة الكويتية
{ هل تعتقدين ان المرأة الكويتية نجحت في المجال الاقتصادي؟
- المرأة الكويتية نجحت في جميع المجالات وأعتز بأنني جزء من هذا المجتمع وأنني امرأة كويتية لأني من خلال عملي مع النساء في الكويت وجدت أن النساء الكويتيات يعملن بصورة جدية أكثر من كثير من الشباب واهتمامهن بالعمل والانضباط أكثر إلى جانب تفانيهن في العمل وعندما تعمل المرأة في مجال ما فانها تعطي أولوية مطلقة لعملها وتجتهد ببذل جهد مضاعف لتثبت مهاراتها .
{ ولكن القطاع النفطي يعتبر صعبا على المرأة بصورة عامة؟
- لا يوجد شيء صعب، فالحكم على الشيء من حيث سهولته او صعوبته يعتمد على خبرات الإنسان، فالمرأة لديها قدرات على التحمل اكثر من الرجل ولكن هناك كثيرا من النساء يعزفن عن الدخول في هذه المجالات التي يعتبرنها مجالات صعبة، لكني أعرف الكثيرات من المهندسات يعملن بحقول النفط ويستمتعن بعملهن حيث ان العمل في الحقول أمتع بكثير من العمل في المكاتب.
القدرات الكامنة
قالت أكبر حول تجربتها في إطفاء حرائق آبار النفط التي خلفها الغزو العراقي إذ كانت ضمن فريق العمل الذي نجح في هذه المهمة إنها كانت فترة تحد وأعطيت الفرصة لمجموعة من الشباب للقيام بعمل والإبداع فيه بالرغم من عدم وجود خبرة حقيقية لهم في هذا المجال (حيث لم يطفئوا حرائق آبار من قبل) إلا أنهم تمتعوا بروح المبادرة واستفادوا من الخبرات الكامنة في داخلهم والتي تراكمت من خلال العمل في الحقول على مدى سنوات طويلة. فهذا الفريق عندما أعطي الفرصة أبدع وهذا ما يريده الشباب في الوقت الحالي، فهناك قدرات كامنة بالأشخاص لم تختبر ويحتاجون فقط إلى الفرصة ليظهروا تلك القدرات وينجحوا.