عبد الله البصيلي - الدوحة - 19/12/1426هـ
تدافع الآلاف من السعوديين إلى داخل ساحة نادي قطر الرياضي منذ بزوغ فجر أمس. وناهزت أعداد المكتتبين وفق مصادر مصرفية 130 ألف مكتتب يحملون أكثر من 250 ألف نموذج، ما أدى إلى حدوث فوضى عارمة وتدافع بين المكتتبين للدخول إلى صالة الاكتتاب، فتم استدعاء قوات الأمن الداخلي لمساندة الفرق الأمنية لكبح جماح المكتتبين الذين ملوا من طول فترة الانتظار بخلاف الأيام الماضية.
وأوقف الاكتتاب ساعة كاملة لتتمكن الأجهزة الأمنية من السيطرة على الوضع، وتفريق المكتتبين الذين أحدثوا الفوضى داخل الساحة، كما عمل مسؤولو البنك على محاولة تهدئة المكتتبين الذين شكل السعوديون منهم 95 في المائة من خلال التحدث إليهم مباشرة دون جدوى.
هذه المشاهد ذكرت المكتتبين باكتتاب شركة دانة غاز الإماراتية والفوضى التي حدثت وقتها، على الرغم من أن الكثير من المواطنين أبدوا تخوفهم من الاكتتاب في مصرف الريان خوفا من تكرار المشاهد نفسها.
وأعد المسؤولون أمس الأول خطة تنظيمية جديدة تتمثل في تغير وضع مسارات المكتتبين تحسبا للأعداد الضخمة حيث أبلغت إدارة منفذ أبو سمرة أمس الأول المسؤولين في بنك قطر للتحوط منها.
الفرق الأمنية سيطرت على الوضع في الساعات الأولى من الاكتتاب لكنها لم تستطع بعد ذلك نظرا للتكدس الكبير من المكتتبين وخصوصا في فترة الظهيرة.
لم تتوقف الفوضى عند هذا الحد بل أخذ بعض المراهقين في التدافع وتكسير الطاولات الخاصة بتوزيع النماذج، وإحداث شغب في الخيمة التي خصصت لتوزيع نماذج الاكتتاب، مطالبين بإنهاء إجراءاتهم في أسرع وقت.
كما لم تسلم فناجين القهوة، التمور، وعلب البسكويت وقوارير المياه من التكسير والدهس من قبل بعض المشاغبين الذين لم يلقوا بالا لنصح المسؤولين.
هذه المشاهد تتكرر في كل ركن من أركان ساحة نادي قطر الوطني.
كبار السن كانوا موجودين بكثرة أمس، وبحوزتهم عدد من الجوازات الخاصة بأقاربهم، وأرهق الكثير منهم، الأمر الذي دعا المسؤولين في المصرف إلى استدعاء فرق اسعافية إضافية تحسبا للمشاكل الصحية التي قد تلحق بالبعض منهم.
الكثير من كبار السن افترش ساحة نادي قطر، فيما امتنع البعض منهم من الاكتتاب في مصرف الريان بعد أن رأوا الحشود الكبيرة وملوا من طول الانتظار.
الشباب لم يكونوا بعيدين عن هذه المشاهد حيث بدت على الكثير منهم مظاهر التعب والإرهاق جراء الوقوف ساعات طويلة تحت أشعة الشمس ونقلوا على الفور إلى المستشفيات المجاورة التي استعدت لاستقبال الحالات الطارئة من داخل ساحة الاكتتاب.
ولم يخل يوم أمس من بعض الملاسنات التي جرت بين المكتتبين مع الأمن ومسؤولي المصرف، نظرا لمطالبة الكثير منهم بتعجيل دخولهم للصالة الداخلية وإنهاء إجراءاتهم بشكل أسرع.
وأوضح لـ "الاقتصادية"المسؤولون في بنك قطر الوطني أنه تم توفير أكثر من 150 موظفا لتغطية أعداد المكتتبين، لافتين إلى أنهم – أي البنك- لم يتوقعوا وصول هذه الأعداد خلال اليوم الواحد، مؤكدين في الوقت ذاته أنهم سيتخذون إجراءات احترازية خلال الفترة المقبلة تحسبا للأعداد الكبيرة التي من المحتمل أن تصل قطر في الأيام المقبلة.
أحد المكتتبين لم يتحمل طول الانتظار وقفز من أعلى السور المحيط بالمكتتبين ليلحق على تسجيل اكتتابه، تاركا خلفه ابنه الصغير الذي لم يلق له بالا، الأمر الذي حدا بذلك الصغير إلى الاستعانة بالبكاء عله يوقظ ضمير أبيه ويعود له.
النساء اللاتي حضرن أمس للاكتتاب أخذن يبحثن عن أزواجهن بين الحشود الكبيرة التي اصطفت أمام البوابة الرئيسية، أملا في لقاء من يعولهن.
السبب في اصطحاب النساء على حد قول أحد المكتتبين الذي قدم من السعودية كان بسبب تخصيص مقر مهيأ لهن ملاصق للمقر المخصص للرجال، لإنهاء إجراءاتهن، حيث أنهيت إجراءاتهم خلال بضع دقائق وهو ما دفع الأزواج لاصطحابهن.
في حين عمد البعض إلى التوسل لمن يصطحب زوجته لأخذ أوراق اكتتابه وإنهائه بمقابل مادي، في ظل رفض الكثير من المكتتبين ممن يصطحبون نساءهم لهذه الفكرة.
الأشمغة، العقالات، الأحذية، وعدد من الأوراق الثبوتية ملأت ساحة نادي الريان القطري تماما، كما ملأه الصراخ وأبواق سيارات الأسعاف، في حين أخذ الكثير من المكتتبين ممن اصطفوا في المسارات المخصصة في الاستغاثة برجال الأمن والمسؤولين لإنقاذ حياتهم خوفا من سقوط السياج الحديدي إثر التدافع الضخم، وبالتالي وقوع الضحايا - لا قدر الله.
كان السبب الرئيسي في تكدس المكتتبين والفوضى التي حدثت أمس
استغلال الكثير من المكتتبين إجازة نهاية الأسبوع لاغتنام الفرصة والذهاب إلى قطر وإنهاء إجراءات الاكتتاب في اليوم نفسه والرجوع إلى أوطانهم في أقرب وقت.
المسؤولون في البنك يؤكدون أنهم شاهدوا الفوضى التي حدثت في الاكتتابات الخليجية الماضية، وعملوا خلال الفترة الماضية على تهيئة مقر يتسع للآلاف من المكتتبين، مؤكدين أن الكثير منهم – أي المكتتبين- يريد أن ينهي إجراءاته دون النظر إلى المكتتبين الآخرين.
بصراحة شي محزن للغاية