جريدة الوطن
أعلن رئيس مجلس ادارة البنك العقاري الكويتي عبدالوهاب محمد الوزان التزام البنك بالتحول الى العمل بمقتضى الشريعة الاسلامية في فترة زمنية اقصاها شهر مارس القادم وفقا لخطة التحول المقدمة الى بنك الكويت المركزي.
جاء ذلك في كلمة القاها في اللقاء المفتوح لاسرة البنك العقاري وبحضور اعضاء مجلس الادارة وكبار المساهمين والمدير العام عبدالله السيف ونائب المدير العام صلاح المباركي وموظفي البنك، حيث اكد ان البنك استطاع خلال اكثر من ثلاثين عاما من العمل في المجال العقاري المتخصص تطوير العديد من الخدمات والمشاريع الاستثمارية العقارية في الكويت، كما تمكن من تلبية احتياجات عملائه من الخدمات المصرفية التمويلية والاستثمارية.
ونوه بأن الخبرة الطويلة في اثراء الممارسة تعتبر من اهم العناصر التي ستساعد البنك في التميز والنمو في السوق المصرفية بعد ان يتحول البنك الى العمل وفق احكام الشريعة الاسلامية، وما يقتضيه هذا التحول من اخضاع جميع الخدمات التي يقدمها البنك وبتكييفها مع احكام الشريعة الاسلامية لتتناسب مع التحول.
وقال: ان طبيعة النقلة الجديدة القادمة ستفتح امام البنك العقاري الكويتي مجالات واسعة في الصناعة المصرفية، فهي تتيح له الخروج من طوق التخصص الى فسحة الشمولية.
وسوف يكون بمقدوره ان يمارس كل ما يسمح به القانون لاي بنك تجاري شامل ووفقا لنظام المعاملات المالية الاسلامية، موضحا انه من هنا قرر البنك الاستعانة بالهيئة الاستشارية الشرعية التي تتولى تقييم كافة المعاملات وفق أحكام الشريعة الاسلامية وتكييف اساليب الممارسة بما يتفق مع هذه الاحكام.
واستطرد الوزان قائلا: وتمشيا مع الرؤية المستقبلية لهذه المرحلة ومتطلباتها من الدعم والعمل، فقد تم انتخاب وتشكيل مجلس جديد لادارة البنك بغرض وضع الاهداف الاستراتيجية ضمن الخطة والدراسة التي تم رفعها واقرارها من قبل الجهات الرسمية، ومؤكدا انه من منطلق المسؤولية سيكون هناك متابعة حثيثة من قبل مجلس الادارة ومن قبل الادارة التنفيذية لتطبيق خطة التحول للتحقق من الالتزام ببنود هذه الخطة والمواعيد المحددة لها حيث لدى ادارة البنك القناعة الكاملة بضرورة مكافأة الجهات والاشخاص الذين يساهمون في تحقيق التحول وانجاحه.
ومضى الوزان بالقول: نحن ملتزمون قبل البنك المركزي وغيره من الجهات الرقابية في تحقيق التحول في فترة زمنية محدودة اقصاها شهر مارس القادم، وعليه فنحن مطالبون بحشد الامكانات وتضافر الجهود من قبل الجميع، مؤكدا ان النجاح سوف ينعكس ايجابا على سمعة البنك تجاه عملائه والمتعاملين معه على السواء، وهو في الوقت ذاته يتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف.
ومن جهته قال نائب رئيس الهيئة الاستشارية الدكتور خالد المذكور في كلمته: ان من فضل الله سبحانه على هذا البلد المعطاء ان يستقيم على شريعة الله في جميع اموره، حيث اصبح التحول الى الشريعة الاسلامية في كافة المجالات ومنها المجال الاقتصادي مميزا، اذ غطت العديد من المجالات مثل شركات التأمين التكافلي والشركات الاستثمارية والمالية الى المجال المصرفي، وكذلك نأمل ان تشمل بإذن الله السوق الاسلامية منوها الى ان ذلك يسير بدعم من السلطتين وهو تعبير صادق عن شكر نعمة الله الذي حفظ بلدنا من محنة الاحتلال القاسية.
وقال: نحن اعضاء الهيئة الشرعية نفتخر باختيارنا من قبل الجمعية العمومية لنباشر هذه المسيرة ونقدم مشورتنا للاخوة العاملين في البنك، موضحا ان التحول في حياة الفرد او الامة يحتاج الى تهيئة الاجواء ومعرفة اكيدة للمنهج الذي سوف يتم الاخذ به ولا شك ان الشريعة الاسلامية مليئة بالاسس والمبادىء والقضايا الشمولية باعتبار ان هذه التربية وان كانت اقتصادية الا انها في الحقيقة سيكون لها اثرها الكبير في تقويم الفرد لمعرفته بأنه على الرغم من انه يعمل لكسب معيشته الا انه بالاضافة الى ذلك يكتسب اجرا في الدنيا والاخرة.
واضاف قائلا: كنا نتساءل في الماضي كيف نطبق الشريعة الاسلامية؟ ويأتي بحمد الله ذلك اليوم الذي اصبحت المسميات والمصطلحات الاسلامية الاقتصادية متداولة ليس في العالم العربي والاسلامي فقط، بل حتى في اوروبا وامريكا وشرق اسيا التي ادركت اهمية الاقتصاد الاسلامي، وخصصت له موارد وكفاءات لاستيعاب هذا الامر، وزاد بأن القدوة الحسنة والمعاملة الحسنة في التطبيق الصحيح لمبادىء وقيم الاسلام تزيد من اقتناع الناس واحترامهم لها وتزيد من احترام اهلها الذين يتمسكون بها.
واختتم الدكتور المذكور كلمته بالاشارة الى ان الكويت مقدمة على مرحلة اقتصادية بكيرة وهي توازي ما مر به اباؤنا واجدادنا الذين جعلوا هذا البلد نموذجا يحتذى به.
وعبر كبير المساهمين جواد بوخمسين في كلمة القاها نيابة عن المساهمين عن تقديره للمبادرة الطيبة في جميع المساهمين وادارة البنك وموظفيه في هذا اللقاء الاخوي مع الموظفين.
وحث في كلمة ارتجالية، ادارة البنك وموظفيه على تحمل مسؤولية المرحلة الجديدة القادمة مؤكدا ان المحافظة على سمعة المؤسسة ومقومات البنك مسؤولية ملقاة على عاتق الادارة امام المساهمين والجمعية العمومية والجهات الرقابية.
وفي ختام هذا اللقاء كانت هناك لقاءات جانبية بين الموظفين ورئيس مجلس الادارة والمدير العام الذين استمعوا الى ملاحظات واراء الموظفين واجابوا عليها بتفهم وحرص على التواصل الايجابي مع الموظفين.
ومن الجدير الاشارة اليه، ان المدير العام عبدالله يوسف السيف يقود عملية التحول على مستوى الادارة التنفيذية ويعتبر بحق المنظم لايقاعاتها لما يتمتع به من خبرة مهنية وادارية طويلة ومتميزة وهو بالاضافة الى ذلك يتمتع بعزيمة متميزة وبنشاط دؤوب ويقدم المثال العملي للقيادة الادارية والمهنية التي ستمكنه من قيادة هذا التحول الى النجاح بإذن الله.