قبل لاادخلة فقط شفته يوم 16
يوم 17 لبست ملابس الحرب
ماتقدر تدخل اذا صعد جنيت ربحي
واذا هبط تحت 168 زدت كميتي
هو مالك بن الريب التميمي شاعر إسلامي مجيد مقل، لم يشتهر من شعره إلا هذه القصيدة، ومقاطع شعرية في الوصف والحماسة وردت في كتاب الأغاني.
كان مالك شابا شجاع فاتكاً لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه ولكنه استغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه. لازم شظاظ الضبي الذي قالت عنه العرب (ألص من شظاظ).
وفي يوم مر عليه سعيد بن عثمان بن عفان -حفيد الصحابي عثمان بن عفان- وهو متوجه لإخماد فتنة في تمرّد بأرض خُرسان فأقنعه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق، فاستجاب مالك لنصح سعيد وذهب معه، وأبلى بلاءً حسناً وحسنت سيرته، وفي عودته بعد الغزو وبينما هم في طريق العودة إلى (وادي الغضا) في نجد وهو مسكن أهله، مرض مرضاً شديدا أو يقال أنه لسعته أفعى وهو في القيلولة فسرى السم في عروقه وأحس بالموت فقال قصيدة يرثي فيها نفسه. وصارت قصيدته تعرف ببكائية مالك بن الريب التميمي.
ألاَ لَيتَ شِعرِي هَـلْ أبيتَنّ ليلةً
بجَنبِ الغَضَا ، أُزجي القِلاص النّواجِيا
فَلَيتَ الغَضَا لم يقطَعِ الركبُ عَرضَهُ
. وليـتَ الغَضَا مَاشىَ الـركابَ لَياليِا
لقد كان في أهل الغضا، لو دنا الغضا
. مـزارٌ، ولكـنّ الغضـا ليْسَ دانيا
أَلمْ تَـرَني بِـعتُ الضّـلالةَ بالهُـدى
. وَأَصْبَحْتُ فـي جيشِ ابنِ عفّان غازيا
دَعاني الهَوى من أهل وُدّي وصُحبتي
بِـذِي الطَّبَسَـين ، فالتفـتُّ وَرَائِيا
أَجَبْـتُ الهَـوَى لَمّا دَعَاني بِـزَفْرَةٍ
تَقَنّعْـتُ مِنْـهَا ، أن أُلامَ ، ردائيـا
لَعَمْري لئـن غالتْ خُراسانُ هامَتي
لقـد كُنْـتُ عن بابَيْ خراسان نائيا
فللّـه درّي يَـوْمَ أَتْـرُكُ طـائعاً
بَنـيَّ بأَعْلـى الـرّقمَتَيـْنِ، وماليا
ودَرُّ الظّبـاءِ السّـانِحـاتِ عَشِيّةً
يُخَبّـرْنَ أنـي هالِكٌ مِن وَرَائِيا
وَدَرُّ كَبيـرَيَّ اللّـذين كِـلاهُمَا
عَلـيّ شَفيـقٌ ، ناصِحٌ ، قد نَهانِيا
وَدرُّ الهَوَى من حَيْثُ يدعو صِحَابَهُ
وَدَرُّ لَجـاجـاتي ، ودَرُّ انتِهـائيا
تَذَكّرْتُ من يَبْكي عليّ ، فلمْ أَجِدْ
سِوَى السَيْفِ والرّمحِ الرُّدَينيِّ باكيا
وَأَشْقَـرَ خِنْـذِيذٍ يَـجُرّ عِنـَانَهُ
إلى الماء، لم يتْـرُكْ لَهُ الدهْـرُ ساقيا