في ظل التوترات بين واشنطن وبكين .. لماذا تسعى "مايكروسوفت" للاستحواذ على أعمال "تيك توك" في الولايات المتحدة؟
2020/08/04 أرقام
أعلنت "مايكروسوفت" أنها ستمضي قدمًا في خططها لشراء العمليات الأمريكية لتطبيق الفيديوهات القصيرة الصيني "تيك توك"، في خطوة قد تعيد تشكيل المشهد التكنولوجي العالمي.
وبعد مكالمة هاتفية الأحد بين المدير التنفيذي للشركة "ساتيا ناديلا" والرئيس الأمريكي "ترامب"، ذكرت شركة البرمجيات الأمريكية في بيان أنها ستتحرك سريعًا لمتابعة المناقشات مع "بايت دانس" - الشركة الأم لـ "تيك توك" - في بكين، وتهدف لإكمال المفاوضات بحلول الخامس عشر من سبتمبر.
وأشارت الشركة في البيان - الذي يعد أول تأكيد على اهتمامها بالاستحواذ على أعمال "تيك توك" الأمريكية – إلى أن المحادثات تشمل أيضًا خدمة التطبيق في كندا وأستراليا ونيوزيلندا.
وناقشت "بايت دانس" على مدار أسابيع بيع الأعمال الأمريكية لـ "تيك توك" إلى "مايكروسوفت"، في محادثات شارك فيها مسؤولون من الحكومة الأمريكية، وبدت الصفقة قريبة من التنفيذ يوم الجمعة الماضي، لكن "ترامب" أعرب عن معارضته قائلاً إنه يفضل الحظر التام للتطبيق.
ولكنه تخلى عن معارضته بعد ذلك، إذ صرح "ترامب" بأنه مستعد للموافقة على شراء العمليات الأمريكية للتطبيق الصيني، في حال فقط تلقت الحكومة الأمريكية الكثير من المال في المقابل.
وأوضح أنه أخبر "ساتيا ناديلا" المدير التنفيذي لـ "مايكروسوفت" أن جزءا كبيرا للغاية من ذلك السعر يجب أن يوجه لوزارة الخزانة الأمريكية لأننا سمحنا بتلك الصفقة.
كلمة السر "البيانات"
- تعد البيانات والمستخدمون الذين ستحصل عليهم "مايكروسوفت" هما الجزء الرئيسي في تلك الصفقة، وأقرت الشركة بأهميتها بالفعل في البيان إذ قالت إنها ستضمن نقل بيانات مستخدمي "تيك توك" الأمريكيين إلى الولايات المتحدة، وبقاءها بها.
- ويمكن للشركة استخدام تلك البيانات بعدة طرق، إذ لطالما استخدمت "مايكروسوفت" "إكس بوكس لايف" لتزويد أجزاء من الأبحاث المتعلقة بمشروعات البرامج والأجهزة المستقبلية، كما أن بيانات الاستخدام تساعد مطوري الألعاب والشركة على فهم كيفية استخدام الأشخاص لأجهزتهم.
- إلى جانب أن "تيك توك" يساعد "مايكروسوفت" في كيفية تطوير البرامج والخدمات الأخرى، إذ يوفر لها جسرًا مباشرًا لملايين الشباب الذين يستخدمون التطبيق لمشاهدة مقاطع الفيديو وحتى أولئك الذين يستخدمونه لإنشاء محتوى.
- يمكن أن تستفيد "مايكروسوفت" أيضًا من الوصول المباشر إلى مستخدمي "تيك توك"، في الإعلان عن منصة الألعاب "إكس بوكس" وغيرها من المنتجات، أو حتى كقاعدة أخرى لطموحاتها في بث الألعاب.
- ومن شأن تلك الصفقة إعداد "مايكروسوفت" كمنافس حقيقي لـ "يوتيوب" وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كما ستمنح "واشنطن" فوزًا على بكين من خلال جعل جوهرة تاج التكنولوجيا الصينية تحت ملكيتها، أما بالنسبة لـ"بايت دانس" فستكون بمثابة الحل لمخاوف الأمن القومي التي هددت أعمالها الأمريكية.
موقف الإدارة الأمريكية من الصفقة المقترحة
- حظيت الصفقة المقترحة بمباركة كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، من بينهم وزير الخزانة "ستيفن منوتشن"، بينما عبر آخرون منهم نائب الرئيس "مايك بنس" عن مخاوفهم خلال اجتماع عقد صباح يوم الجمعة الماضي.
- وذكر "ترامب" في تصريحات للصحفيين مساء الجمعة أنه يعارض صفقة "مايكروسوفت" ويرغب في استخدام سلطته التنفيذية لحظر التطبيق في الولايات المتحدة، وهي خطوة يفضلها المستشار التجاري "بيتر نافارو".
- وبعد تلك التصريحات، قدمت "بايت دانس" بعض التنازلات سريعًا، قائلة إن الرئيس التنفيذي "تشانج يامينج" سيبيع حصته في "تيك توك"، وأوقفت الشركتان المحادثات مؤقتًا لأنها طلبت توضيحًا من الإدارة.
- ومؤخرًا، استمع "ترامب" للمستشارين من داخل وخارج البيت الأبيض عن الحاجة لإنقاذ "تيك توك" في الولايات المتحدة، إذ يحظى التطبيق بشعبية كبيرة لملايين المراهقين الذي يعد بعضهم ناخبين محتملين.
هل هي مجرد صفقة؟
- تظهر المفاوضات سعي الرئيس "ترامب" نحو إغلاق الحدود الأمريكية أمام الشركات الصينية التي يزعم أنها تشكل تهديدات محتملة للأمن القومي، إلى جانب أنها تبرز كيفية استخدام الشركات العالمية كورقة مساومة سياسية.
- ومن شأن تلك الصفقة أيضًا حل واحدة من أكثر المعارك إثارة بين الولايات المتحدة والصين.
- أعرب مسؤولون أمريكيون عن مخاوفهم من أن "تيك توك" سيسمح للحكومة الصينية بالوصول إلى البيانات التي يجمعها التطبيق من الأمريكيين والمستخدمين الآخرين.
- رغم أن "تيك توك" قالت إنها لن تسلم مثل هذه البيانات، إلا أنه بموجب القوانين الصينية يجب على الشركات العاملة بها الامتثال لأي طلب حكومي لتسليم البيانات.
- إلى جانب مخاوف من إمكانية استخدام التطبيق لنشر الدعاية الصينية، أو أن مديري المنصة يراقبون المحتوى من أجل إرضاء بكين.