ثقافة إقتصادية
صحوة أسعار النفط مستمرة مع تكهنات إيجابية
مباشر - سالي إسماعيل: نجحت أسعار النفط في حصد مكاسب تقارب الـ10 بالمائة في الأسبوع الماضي، ما أثار التساؤلات حول الأساس الذي استند عليه هذا التعافي المحلوظ.
وبعد أن تعطلت مسيرة صعود أسبوعية في سوق النفط دامت لنحو 6 أسابيع بتسجيل خسائر في الأسبوع المنتهي في
12 يونيو/حزيران الجاري، عاودت الأسعار المكاسب في
الأسبوع الماضي.
وكانت هذه المكاسب قائمة على أمرين، أحدهما يكمن في آمال خفض الإنتاج النفطي لتقليل المعروض في سوق الذهب الأسود، والآخر يتمثل في إشارات التعافي في الطلب.
وتضاعف سعر خام برنت تقريباً منذ أن لامس أدنى مستوياته في 21 عاماً خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، بمساعدة الخفض القياسي البالغ 9.7 مليون برميل يومياً من جانب مجموعة "أوبك+" إلى جانب تخفيف تدابير الإغلاق الحكومي المفروضة للتحكم في انتشار الوباء.
وبالنظر إلى الشق الأول من هذه المعادلة، نجد أن هناك اتجاهاً كان سائداً في الآونة الأخيرة ألا وهو "الجميع يخفض الإنتاج"، حيث ينفذ هذه السياسة الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط والحلفاء من خارج أوبك وحتى الولايات المتحدة.
وبموجب اتفاق الخفض لتحالف "أوبك+"، يشهد إنتاج النفط تخفيضات بوتيرة تاريخية منذ بداية مايو/آيار، وهو القرار الذي تم تمديده حتى نهاية يوليو/تموز لتستفيد أسواق النفط بشكل عام.
وبحسب
تقرير أوبك الشهري، فإن إنتاج النفط من جانب الدول الأعضاء في منظمة أوبك والبالغ عددهم 13 دولة تراجع بنحو 6.3 مليون برميل يومياً في مايو/آيار بقيادة السعودية والإمارات والكويت.
وعلاوة على ذلك، أسفر اجتماع لجنة فنية من "أوبك+" في الأسبوع الماضي عن التشديد على الامتثال باتفاق خفض الإمدادات، حيث تقوم العراق وكازاخستان بتعويض الزيادة المسجلة في الإنتاج خلال مايو/آيار.
ويقول المحلل في شركة ريستاد إينرجي "باولا ماسيو" خلال تعليقات مع وكالة رويترز، إن هناك حماسة في السوق بأن المعروض من النفط لا يزال تحت السيطرة، مضيفاً أن اجتماع اللجنة الفنية الإيجابي ساعد في ذلك.
بينما يرجع المحلل "ستيفين برينوك" من شركة "بي.في.إم" في تصريحات نقلتها رويترز، مكاسب النفط إلى أن امتثال "أوبك+" سوف يتحسن في الأشهر المقبلة.
وفي الولايات المتحدة، تستمر سلسلة من الانخفاضات في
إنتاج النفط الأمريكي والتي بدأت منذ تفشي وباء "كوفيد-19"، حيث تراجع بنحو 600 ألف برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 12 يونيو/حزيران.
وعلى جانب آخر، خفضت
إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها بشأن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري في الشهر المقبل بنحو 93 ألف برميل يومياً.
أما على صعيد الأمر الثاني، والذي يكمن في الطلب الذي تضرر من الوباء، فكانت الإشارات كثيرة ما عزز رهانات تعافي الطلب العالمي على النفط وبالتبعية ساهم في دعم أسعار الخام.
وتوقعت
وكالة الطاقة الدولية أن يشهد الطلب على النفط تعافياً قياسياً خلال العام المقبل، لينمو بنحو 5.7 مليون برميل يومياً في عام 2021، وذلك بعد انخفاض 8.1 مليون برميل يومياً في هذا العام، وإن كان هذه التقديرات الأخيرة تم تعديلها بالخفض في إشارة إيجابية بعض الشيء.
وفي الوقت نفسه، قررت
منظمة أوبك الإبقاء على تقديرات انخفاض الطلب على الخام في العام الجاري بنحو 9.1 مليون برميل يومياً ليبلغ الاستهلاك العالمي في المتوسط 90.06 مليون برميل يومياً.
وتلقى النفط كذلك الدعم من إعادة فتح الاقتصادات حول العالم بشكل تدريجي، وهو ما يمثل إشارة على عودة الاستهلاك للوقود، وإن كانت
مخاوف الموجة الثانية للوباء مخاوف الموجة الثانية للوباء تلوح في الأفق وتهدد
بتأثيرات سلبية عميقة.
كما أن تعليقات تجار النفط العالميين "فيتول" و"ترافيجورا" حول تعافي الطلب المحتمل في الشهر الجاري قد ساهمت في دعم السوق، كما تقول شركة "إيه.إن.زد" للأبحاث.