ثقافة إقتصادية
مع بدء إطلاق "واتس آب باي" .. لماذا لجأت "فيسبوك" إلى تقديم خدمات المدفوعات الرقمية؟
2020/06/18 أرقام
بدأت "فيسبوك" طرح خدمة "واتس آب" التي طال انتظارها وتربط المدفوعات عبر الجوال بتطبيق التراسل الشهير الذي لديه أكثر من ملياري مستخدم نشط على مستوى العالم.
وعلى الرغم من تجربة الشركة خدمة "واتس آب باي" في الهند على مدار عامين تقريبا، إلا أنها واجهت تحديات تنظيمية مما تسبب في تأخير طرحها في البلاد، وجعل البرازيل أولى الدول التي تشهد إطلاق الخدمة.
الإطلاق الأول للخدمة
- أعلن "واتس آب" بمدونته: أنه بدءًا من الثلاثاء، تتوافر خدمة المدفوعات الرقمية لمستخدمي التطبيق في البرازيل، مما سيمكن الأفراد من تحويل الأموال بأمان، وإجراء عمليات شراء من شركات محلية من خلال التطبيق.
- يحظى "واتس آب" بشهرة واسعة في البرازيل، إذ لديه أكثر من 120 مليون مستخدم، لذلك فإنها واحدة من أكبر الأسواق بالنسبة للتطبيق.
- ويستخدم الأفراد في البرازيل التطبيق كأداة للتواصل مع الشركات المحلية، وطرح تساؤلات عن المنتجات والخدمات، وغير ذلك ، وتعتمد الشركات الصغيرة أيضًا على "واتس آب" في الرد على تساؤلات العملاء، مما يجعل الدولة سوقًا مناسبًا لخدمة "واتس آب باي".
- صرح "مارك زوكربيرج" المدير التنفيذي لـ"فيسبوك" قائلاً: بدأنا في إطلاق خدمة المدفوعات لمستخدمي "واتس آب" في البرازيل، مع العمل على جعل إرسال واستقبال الأموال بنفس السهولة التي يتشاركون بها الصور، كما نمكن الشركات الصغيرة من إجراء مبيعات مباشرة عبر التطبيق.
"واتس آب باي" خدمة مدفوعة أم مجانية؟
- "واتس آب باي" تسمح للمستخدمين بإرسال واستقبال الأموال مجانًا، بينما ستفرض رسوم معالجة على الشركات لتمكنها من استقبال مدفوعات العملاء، وحددت التكلفة عند 3.99% من قيمة المدفوعات.
- وتعتبر تلك الرسوم مصدرًا أوليًا للإيرادات، إذ تستهدف "فيسبوك" من خدمتها للمدفوعات في البرازيل 10 ملايين شركة صغيرة.
- جدير بالذكر أن "واتس آب" يعد بدون مصدر واضح للإيرادات، مع عدم عرض "فيسبوك" للإعلانات على المنصة، وبالتالي فإن إطلاق "واتس آب باي" بمثابة خطوة مهمة لتحقيق عائد نقدي من التطبيق.
- وتفتح تلك الخدمة الباب أمام "فيسبوك" لتحقيق إيرادات من مصدر غير الإعلانات، كما أن توليد إيرادات من تطبيق التراسل يحقق ما انتظره المستثمرون طويلاً منذ أن وافقت شبكة التواصل الاجتماعي على دفع 19 مليار دولار لشراء "واتس آب" قبل ست سنوات.
- في الوقت الحالي، تعتمد شبكة التواصل الاجتماعي على الإعلانات كمصدر لأغلب إيراداتها، ومع تزايد المنافسة في ذلك السوق، سعت الشركة للتنويع خارج قطاع الإعلانات.
- وبلغت إيرادات الإعلانات 297 مليون دولار في الربع الأول، ونمت أعمال "فيسبوك" خارج ذلك القطاع بنسبة 80% على أساس سنوي، لتتجاوز وتيرة نمو أعمال الإعلانات الرئيسية البالغة 17%.
هل الهدف تحقيق إيرادات فقط؟
- كما أن "فيسبوك" لجأت لإطلاق تلك الخدمة من أجل الاستفادة من الأسواق الناشئة، وتضمين التجارة الإلكترونية في منصاتها، وتأتي تلك الخطوة مع استمرار سعي الشركة لإتاحة المزيد من فرص التسوق عبر المنصة، مما يسمح لها بجمع بيانات حول أنماط الإنفاق، والتنافس مع شركة التجارة الإلكترونية "أمازون".
- وكشفت الشركة بالفعل العام الماضي عن "فيسبوك باي" - وهي خدمة مشابهة لـ "واتس آب باي" - على منصتها الرئيسية وتطبيق "ماسنجر"، كما أطلقت الشهر الماضي "فيسبوك شوبس" للسماح للبائعين بإنشاء ما يشبه متاجر رقمية على "فيسبوك" أو "إنستجرام"، وهو ما يراه محللو "دوتشيه بنك" فرصة لتحقيق إيرادات سنوية بقيمة 30 مليار دولار.
- وذكرت "واتس آب" هذا الأسبوع أن نظام الخدمة الجديدة سيندمج مع "فيسبوك باي"، لذلك فإن معلومات الكارت الائتماني للمستخدم سيتم الاحتفاظ بها عبر الخدمتين.
هل ستقتصر الخدمة على البرازيل؟
- أعاقت الجهات التنظيمية في الهند بما يشمل البنك المركزي جهود "واتس آب" لإطلاق خدمة مدفوعات رقمية على مدار عامين، على الرغم من مبادرات الاختبارات.
- وأوضحت الشركة أن التطبيق لا يزال ينتظر موافقة الجهات المنظمة، ولكنها كانت تستهدف إطلاق الخدمة في أقرب وقت ممكن في السوق.
- أعلنت "فيسبوك" خلال أبريل أنها ستدفع 5.7 مليار دولار مقابل حصة قدرها 10% في مجموعة الاتصالات الهندية "ريليانس جيو"، وأن الشركتين ستركزان على شراكة مع "جيومارت" وهي منصة التجارة الإلكترونية الجديدة التي أطلقتها "جيو".
- وفي الشهر الماضي، استثمرت "فيسبوك" مبلغا لم تفصح عنه في شركة خدمات مشاركة الركوب "جوجيك" – وهي أكبر شركة يونيكورن في إندونيسيا – مع التركيز على ذراعها للمدفوعات الرقمية "جو باي".