معارك خالد بن الوليد في فتح العراق.
مسجد عمر بن الخطاب بدومة الجندل.
مهَّدت
لفتح العراق وفارس غارات صغيرة كان يشنُّها
المثنى بن حارثة الشيباني عقبَ انتهاء
حروب الردة على أطراف
الإمبراطورية الساسانية.
[125] قرَّر أبو بكر تسيير جيوش المسلمين إلى العراق لفتحها، ووضع خطَّة مفادها أن ينطلق جيشان إسلاميَّان من جنوب وشمال العراق، فيطبقان عليها ويلتقيان
بالحيرة التي كانت آنذاك تعد عاصمة البلاد.
[126] فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد في شهر محرم سنة
12 هـ وهو
باليمامة بعد أن فرغ من
قتال مسيلمة الكذاب أثناء حروب الردة، وأمره بالسَّير إلى العراق،
[127] وألا يُكره أحداً ممن قاتلوا معه في اليمامة على المجيء.
[128] وبعد أن وصلت إلى خالد تعزيزات كثيرة كان قد طلبها من أبي بكر، وصل إلى العراق ومعه 18,000 جنديّ.
[127] من جهة أخرى، أمر أبو بكر
عياض بن غنم بالسير إلى
دومة الجندل،
[128] فيأتي هو من الشمال وخالد من الجنوب، ويُطبِقان معاً على الحيرة.
[129] وبدأ خالد بدخول العراق، فخاضَ معارك كثيرة متتالية ضدَّ الفرس كان النصر حليفه فيها جميعاً، في
ذات السلاسل والمذار والولجة وأُليس والمقرّ،
[130] وأخيراً، حاصر الحيرة وفتحها في شهر ربيع الأول من سنة 12 هـ نفسها.
[131] وفُتِحَت
الأنبار تباعاً،
[132] ثم التقى خالد الفرس في
معركة عين التمر التي ربحها خلال دقائق.
[133] وأما عياض بن غنم فقد قضى في حصار دومة الجندل نصف سنة تقريباً دون أن يتمكَّن منها، فجاءه خالد بعد فراغه من عين التمر، ودارت
معركة دومة الجندل بينه وبين حامية المدينة، التي انتهت بفتحها في 24 من رجب سنة 12 هـ.
[134] كانت
معركة الفراض آخر معركة لخالد بن الوليد في العراق،
[135][136] وبعدها سار إلى الشام عقب تلقّيه أمر أبي بكر بالتوجُّه إلى هناك لمساعدة المسلمين في
معركة اليرموك.
[137]
ذهب خالد بنصف الجيش، وبقي النص الثاني في يد المثنى بن حارثة، الذي حلَّ مكانه في القيادة. وقد تزامن ذلك مع فتنة في البلاط الفارسيّ خلَّفها مقتل
شيرويه ملك الفرس بالمدائن،
[130] وبدأ الملوك يتاولون على الدولة الفارسية فيخلعون الواحد تلو الآخر.
[138] وفي هذا الوقت، أرسل أحد ملوك الفرس جيشاً لقتال المسلمين، فالتقى المثنى بن حارثة مع الجيش الفارسي في
موقعة بابل في ربيع الأول سنة 13 هـ، وانتصر على الفرس.
[130] لكن تغيَّر ميزان القوى عندما قام وال فارسيّ يُسمَّى
رستم بانقلاب على أحد الأكاسرة، منهياً فترة الاضطراب ومستبداً بالحكم.
[130] فخرج المثنى في أواسط سنة 13 هـ إلى المدينة، ليقابل أبا بكر ويحكي له عن أحوال ساحة القتال، ويطلب منه المدد والعون لاستكمال الفتح.
[139] غير أن المثنى وصل المدينة وأبو بكر على فراش الموت، فلمَّا حكى له ما أراده قال أبو بكر: "عليَّ بعمر"، فجاء عمر، فأوصاه أبو بكر بأن يندب الناس (يدعوهم إلى الخروج للقتال) مع المثنى كل يوم.
[140] وتوفيَّ أبو بكر بعد تلك الحادثة بأيام.
[141]
ما إن انتهى دفن أبو بكر حتى وقف عمر ومعه المثنى يخطب في الناس ويدعوهم إلى الانضمام لجيوش المسلمين لقتال الفرس، فخطب فيهم في آخر ليلة وفاته قائلاً: "الصلاة جامعة"، فتجمَّع من حوله الناس، لكن ما إن دعاهم إلى التطوع للقتال حتى تفرَّقوا مجدداً دون أن يجيبوا دعوته.
[142] ثم حاولَ مجدداً بعد صلاة الفجر، واستمرَّ على تلك الحال ثلاثة أيام متتالية دون جدوى، حيث كان العرب يهابون الفرس بشدة ويخشونهم كثيراً.
[137] ولمَّا كان اليوم الرابع وقف المثنى في
المسجد النبوي، فخطبَ فيهم، وحدَّثهم عن ما حققه المسلمون من انتصارات على الفرس في العراق،
[142] ثم قام عمر وخطب بدوره، وهنا صاح رجل: "أنا لها!"، وكان
أبو عبيد الثقفي، ثم بدأ الناس يتطوَّعون الواحد تلو الآخر، حتى اجتمع لدى عمر والمثنى 1,000 رجل.
[143] وتولَّى أبو عبيد قيادة الجيش،
[137] فيما سبقه المثنى وعاد مسرعًا إلى جيوشه في الحيرة.
[144] اتجه أبو عبيد إلى العراق، وانتصر على الفرس في
معركة النمارق والسقاطية وباقسثيا، التي دارت كلُّها خلال تسعة أيام فقط.
[145] لكنه هزم في
موقعة الجسر وقتل فيها، ولم يُنقَذ جيش المسلمين إلا وقفة المثنى على الجسر وهو يقاتل الفرس، حتى عبر كل المسلمين إلى الجانب الآخر.
[146] أبيد نصف الجيش في المعركة، ولم يبقى منه سوى 2,000 مقاتل.
[145]
أُرسل إلى عمر رسول يروي له أحداث الجبهة، وهو يخطب بالناس، فبكى وتأثر، وخطب فيهم يُحمِّسهم. ثم أعلن النفير العام في الجزيرة العربية، وأخذ يتنقَّل بين القبائل يحثها على التطوع للقتال، واجتمع له أخيراً 4,000 متطوع،
[145] فأرسلهم إلى العراق، وهناك خاض المثنى
معركة البويب ضد جيش فارسي جرار قوامه 70,000 جندي، وانتصر بها. أرسل المثنى بعد ذلك يطلب المزيد من المدد لأن الفرس بدأوا يحشدون للقتال، لكنه توفيَّ بعد ذلك بفترة قصيرة، وكانت وصيته للقائد الذي يخلفه: "لا تقاتل الفرس إلا على أبواب الصحراء".
[147] وأعلنَ النفير العام مجدداً، فأرسل عمر من يدعو إلى القتال إلى كل أنحاء الجزيرة العربية، واجتمع له مجدداً 4,000 مقاتل، جمعهم في مكان قرب المدينة يسمى صرار.
[148] وبعد أن اجتمع الرجال عند عمر، أخذ يفكر في من سيوليه قيادة الحملة إلى العراق، فاحتار كثيراً، حتى وصله كتاب من
سعد بن أبي وقاص، حيث كان قد عُيِّن لجمع الصدقات
بنجد، فقال له
عبد الرحمن بن عوف "وجدتَه!"، قال عمر: "فمن؟"، قال: "الأسد عادياً!"،
[149] فكانت رسالة سعد تذكرة لعمر، بقائده سعد.
[150] مشى عمر مع الحملة وودَّع الجنود وخطب فيهم، ثم أوصى سعد بالتوقف في
زرود ودعوة الناس للخروج معه.
[151] وبينما وصل سعد زرود في شتاء سنة 14 هـ،
[152] أخذ عمر يوجه كل طاقته للحشد للحرب، فأخذ يدور على قبائل العرب ويدعوها للقتال ويجمع الناس ويرسل الإمدادات تباعاً إلى سعد، وأخذ يستخدم كل الوجهاء والخطباء والشعراء لتحريض الناس على الفرس، وكان يقول خلال ذلك: "والله لأضربنَّ ملوك العجم بملوك العرب".
[153] وبعد أن التقت وتجمَّعت كل الجيوش والإمدادات، بلغ قوام الجيش الإسلامي المتجه إلى فارس 32,000 مقاتل، وهو أكبر جيش إسلامي يدخل بلاد فارس حتى ذلك الحين.
[147]
بلغ تعداد قوات الفرس في المقابل 120,000 رجل و70 فيلاً، وكان التقاء الجيشين في أرض
القادسية.
[154] سبقت المعركة بعض المقابلات والمفاوضات بين رسل من المسلمين ورستم، غير أنها لم تؤد إلى شيء،
[155] ثم اندلعت المعركة الفاصلة في فتوحات فارس، المسمَّاة
بمعركة القادسية. استمرَّ القتال أربعة أيام على أشده، فلما جاء اليوم الرابع قتل رستم وهزم الفرس وكانت تلك نهاية المعركة.
[156] وبلغ عدد قتلى الفرس بنهاية المعركة 40,000 قتيل، وأما المسلمون فحوالي 6,000 قتيل.
[157]
================================
من ويكيبيديا ........
الجزء السابق 9 >>> #8,011
--------------------------
قال أبو بكر الصديق مرة: "ما على ظهر الأرض رجل أحبّ إليَّ من عمر".
الفاروق عمر بن الخطّاب .. أعظم شخصية بعد الرسل ..
لن يأتي مثله أحد أبدا .....
قدوة لمن يريد له قدوة يسير على نهجها ...
و
منارة لم يريد أن يريد أن ينير حياته ...
و
مرجع عدالة لمن يريد أن يقيس و يقارن و يحكم على مجريات احداث الحياة و تصرفات و أعمال من بيدهم النفوذ و السلطة ..
و
رمز يقتدى في وجوب.. و بعزم شديد ..نصرة المظلومين .. و التصدي للظالمين الفاسدين
بإختصار هو مرجع في تطبيق الشريعة كما يجب أن تكون .. لا لكي تجير لخدمة هوى السلطات و الانفس و المصالح و تطويع و إذلال الناس