حتى نعرف كم نحن بعيدون جدا ...جدا عن فهم آيات القرآن ....
إقرأ هذه الآية
وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188) البقرة
دون الاستعانة بأي مصدر ...ماذا تفهم منها ؟ ...
فكر ..تأمل ... ابذل ما شئت من الاجتهاد في فهمها ... مالذي تخرج به ؟
الآن إقرأ تفسير الآية ... و قارن بين فهمك لها ... و بين التفسير
-------------------
وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (188)
أي: ولا تأخذوا أموالكم أي: أموال غيركم،
أضافها إليهم,.... لأنه ينبغي للمسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه,
ويحترم ماله كما يحترم ماله؛
ولأن أكله لمال غيره يجرئ غيره على أكل ماله عند القدرة.
ولما كان أكلها نوعين: نوعا بحق, ونوعا بباطل,
وكان المحرم إنما هو أكلها بالباطل, قيده تعالى بذلك، ويدخل في ذلك
أكلها على وجه الغصب
و
السرقة
و
الخيانة في وديعة.... أو عارية,
أو نحو ذلك،
ويدخل فيه أيضا,
أخذها على وجه المعاوضة, بمعاوضة محرمة,
كعقود الربا, والقمار كلها,
فإنها من أكل المال بالباطل, لأنه ليس في مقابلة عوض مباح،
ويدخل في ذلك
أخذها بسبب غش
في
البيع
والشراء
والإجارة,
ونحوها،
ويدخل في ذلك
استعمال الأجراء
و
أكل أجرتهم،
و
كذلك أخذهم أجرة على عمل لم يقوموا بواجبه،
ويدخل في ذلك
أخذ الأجرة على العبادات
والقربات التي لا تصح حتى يقصد بها وجه الله تعالى،
ويدخل في ذلك
الأخذ من الزكوات والصدقات,
و
الأوقاف،
و
الوصايا,
لمن ليس له حق منها, .....أو فوق حقه.
فكل هذا ونحوه, من أكل المال بالباطل, فلا يحل ذلك بوجه من الوجوه، ...
حتى ولو حصل فيه النزاع وحصل الارتفاع إلى حاكم الشرع, وأدلى من يريد أكلها بالباطل بحجة, غلبت حجة المحق, وحكم له الحاكم بذلك،
فإن حكم الحاكم, لا يبيح محرما, ولا يحلل حراما, إنما يحكم على نحو مما يسمع,
وإلا فحقائق الأمور باقية، فليس في حكم الحاكم للمبطل راحة, ولا شبهة, ولا استراحة.
فمن أدلى إلى الحاكم بحجة باطلة, وحكم له بذلك, فإنه لا يحل له, ويكون آكلا لمال غيره, بالباطل والإثم, وهو عالم بذلك.
فيكون أبلغ في عقوبته, وأشد في نكاله.
وعلى هذا فالوكيل إذا علم أن موكله مبطل في دعواه, لم يحل له أن يخاصم عن الخائن كما قال تعالى: { وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا }
..............
المصدر
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary-saadi/sura2-aya188.html#saadi
دستور متكامل يعلمنا كيف نحكم على الامور .. و نعمل بها و في آية واحدة فقط .. و في أحد جوانب الفساد
كأنه يوصف أوضاعنا الحالية و يوعينا و يعلمنا و يرشدنا الى ما نحن فيه .. و ما يتعين علينا أن نفزع بقوة و نعمله استجابه لأمر الخالق (( و قل اعملوا )) ..و إلا سوف يحاسبنا الله ان لم نتحرك و نعمل حسابا عسيرا