ترامب يفرض رسوماً إضافية بـ 200 مليار دولار على الواردات الصينية.. وبكين ترد برسوم ٦٠ مليار دولار
الحرب التجارية.. «كرة ثلج» تهدد الاقتصاد العالمي
الأربعاء 2018/9/19
- الصين: ليس أمامنا سوى الرد برسوم مماثلة لحماية مصالحنا التجارية والمنافسة العالمية
- رئيس «علي بابا»: الحرب التجارية ستستمر 20 عاماً والفوضى ستضر الجميع
- المستثمرون يبيعون الدولار خوفاً من آثار أكبر نطاقاً ولمدة أطول على الاقتصاد الأميركي
يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يعالج عجز الميزان التجاري مع الصين أكبر الشركاء التجاريين والذي يصل إلى قرابة 370 مليار دولار بطريقة صدامية تحبس أنفاس الاسواق المالية والمستثمرين حول العالم بعدما فرض يوم الاثنين رسوما اضافية على نحو 200 مليار دولار من السلع المستوردة من الصين.
وقال ترامب في بيان ان الرسوم ستدخل حيز التنفيذ الاثنين المقبل وستحدد بنسبة 10% حتى نهاية العام الحالي على أن ترتفع الى 25% بدءا من الاول من يناير 2019.
وأضاف «في حال اتخذت الصين خطوات ثأرية تجاه مزارعينا وصناعانا فإننا سننتقل مباشرة الى المرحلة الثالثة والتي تتضمن فرض رسوم على نحو 267 مليار دولار من الواردات الاصافية».
وأشار الى انه «بعد دراسات مستفيضة اتضح ان الصين متورطة في سياسات وممارسات غير عادلة ذات صلة بالتكنولوجيا الأميركية والملكية الفكرية ومنها إجبار الشركات الأميركية على نقل التكنولوجيا الى نظيراتها الصينية».
رأى ان الصين ترفض تغيير سلوكها وممارساتها وانه كرئيس للولايات المتحدة من واجبه حماية مصالح مواطنيه وبلاده، مؤكدا ان ادارته لن تقف متفرجة عندما تكون تلك المصالح تتعرض للاعتداء.
وتأتي الخطوة الأميركية بفرض رسوم وجمارك على سلع صينية، لخفض العجز التجاري مع بكين، البالغ 370 مليار دولار، وترغب واشنطن في خفضه كمرحلة أولى إلى 200 مليار دولار.
رد صيني سريع
جاء الرد الصيني سريعا وبعد ساعات من الرسوم الأميركية حيث أعلنت الصين أمس فرض رسوم جمركية جديدة على ما قيمته 60 مليار دولار من السلع الأميركية المستوردة سنويا، وذلك ردا على عقوبات إضافية أعلنتها واشنطن ما قيمته 200 مليار دولار من المنتجات الصينية.
وقالت الحكومة الصينية في بيان نشرته وزارة المالية «إذا أصرت الولايات المتحدة على زيادة الرسوم الجمركية فإن الصين سترد بالمثل».
وكانت وزارة التجارة الصينية، أوضحت في بيان قبل ساعات من القرار الصيني أنه «من أجل ضمان حقوقها ومصالحها الشرعية في نظام التبادل الحر العالمي، ليس أمام الصين سوى خيار اتخاذ تدابير مضادة مماثلة».
وفرضت واشنطن منذ بداية يوليو رسوما على منتجات صينية تورد للولايات المتحدة قيمتها 50 مليار دولار سنويا. وفرضت إدارة ترامب رسوما جمركية بنسبة 25% على منتجات الصلب و10% على منتجات الألمنيوم الصينية.
ويبدد احتمال فرض رسوم جديدة الآمال في تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والصين قريبا.وقال جاك ما رئيس مجلس إدارة علي بابا امس الثلاثاء إن الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تدوم لما يصل إلى 20 عاما، مضيفا أنها ستكون «مبعث فوضى» لجميع الأطراف الضالعة فيها. وذلك في تصريحات له خلال مؤتمر للمستثمرين تنظمه علي بابا.
الكل خاسر
قال محللون من بنك سيتي في مذكرة إن أثر الرسوم الجديدة سيظهر تدريجيا في بيانات الصين للربع الأخير من العام، وان الأثر الكامل لرسوم إجمالية نسبتها 25% من المتوقع الشعور به العام المقبل حيث سينخفض معدل النمو 0.83%.
لكن نائب رئيس الهيئة المنظمة للأوراق المالية في الصين فانغ شينغ هاي قال خلال مؤتمر في مدينة تيانجين الساحلية إنه حتى إذا فرض ترامب رسوما على جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، فسيكون الأثر السلبي على الاقتصاد الصيني نحو 0.7%. ولم يوضح ما إذا كان يشير إلى الأثر على حجم الناتج المحلي الإجمالي أم نموه.
من جهة أخرى، قال وزير التجارة الصيني في تصريحات لممثلي شركات أجنبية إن النهج الفردي الذي تسير عليه الولايات المتحدة والحماية التجارية من شأنهما التأثير على مصالح البلدين وإلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي.
وأبلغ الوزير الصيني تشونغ شان 6 شركات عالمية أنه لا رابح في أي حرب تجارية وأن التعاون هو الخيار الوحيد الصحيح.
القلق يتسرب للدولار
استمر الدولار قرب أدنى مستوى في 7 أسابيع مقابل العملات الرئيسية أمس بينما ارتفعت العملات عالية على اثر رفع الرسوم الأميركية على الواردات الصينية. وفي حين استفادت العملة الأميركية من الإقبال عليها كملاذ آمن في ظل تصاعد الصراع بين الصين والولايات المتحدة في الأشهر الماضية، فقد أثار ضعف الدولار مخاوف بشأن ما إذا كان المستثمرون بدأوا يشعرون بالخوف من الأثر الأوسع نطاقا للرسوم الجمركية على الاقتصاد الأميركي.
وارتفع مؤشر الدولار إلى 94.607 في التعاملات المبكرة أمس، ثم تخلى عن مكاسبه ليتحول إلى الانخفاض. واستقر المؤشر عند 94.57 بعدما هبط إلى 94.35، وهو أدنى مستوى له منذ نهاية يوليو الماضي.
ومقابل اليورو، هبطت العملة الأميركية 0.1% إلى 1.1717 دولار، بينما جرى تداول الفرنك السويسري عند أعلى مستوى في ستة أشهر مقابل الدولار بواقع 96.05 سنتا. وارتفع الدولار الاسترالي 0.3% مع تغطية المستثمرين لبعض مراكزهم المدينة. ولم يتراجع أمام الدولار سوى الين الياباني الذي انخفض إلى أدنى مستوى في شهرين عند 112.27 ينا للدولار.
وارتفع اليوان الصيني قليلا في تعاملات الأسواق الخارجية إلى 6.8931 يوان للدولار.
كندا تواصل المفاوضات حول «نافتا»
أعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند نيتها زيارة واشنطن بحلول نهاية الأسبوع، لاستئناف المفاوضات الرامية لإبرام اتفاقية «نافتا» جديدة للتجارة الحرة في أميركا الشمالية.
وقالت الوزيرة الكندية ـ في تصريح نقلته قناة «سكاي نيوز» «لقد اتفقنا على أن نواصل مفاوضاتنا في واشنطن بحلول نهاية الأسبوع»، دون أن تحدد موعد زيارتها وتاريخها.
كانت الوزيرة الكندية قد غادرت واشنطن أمس، تاركة فريقا مفاوضا هناك ليتابع محادثاته مع الأميركيين لتعديل الاتفاقية التجارية الموقعة قبل 25 عاما بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
يذكر أن محادثات تعديل اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية «نافتا»، مستمرة منذ أكثر من عام بعد أن لوح الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بالانسحاب من الاتفاقية التي وصفها بأنها «كارثية» للعمال الأميركيين.