2017/09/20 م
أبقت وكالة (موديز) العالمية للتصنيف الائتماني، التصنيف السيادي لدولة الكويت عند «AA2» مع نظرة مستقبلية مستقرة، عازية قرار التثبيت إلى عدة عوامل
أهمها المستويات المرتفعة لنصيب دخل الفرد والقدرة الكبيرة على امتصاص صدمة تراجع النفط.
وذكرت الوكالة في تقريرها أن التصنيف الائتماني السيادي للكويت جاء مدعوماً بالمالية العامة القوية بشكل استثنائي مقدرة
حجم الموجودات الأجنبية التي تديرها الهيئة العامة للاستثمار بنحو 550 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتغطي ما يقارب من 29 مرة إجمالي الدين الحكومي القائم في عام 2016.
وأضافت أنه عند مستويات الإنتاج الحالية، فإن
احتياطيات الكويت الضخمة من النفط والغاز تكفي لأكثر من نحو 88 عاماً، مشيرة إلى أن الكويت لا تزال تعتمد اعتماداً كبيراً على إيراداتها النفطية مما جعلها عرضة لتقلبات أسعار النفط.
وعن نقاط قوة التصنيف، أوضحت
(موديز) أنها تتجلى في امتلاك البلاد لاحتياطيات كبيرة جداً من النفط والغاز ومستويات مرتفعة جداً لنصيب الفرد من الدخل، إضافة إلى امتلاك المالية العامة القوية جداً
والقدرة القوية على امتصاص صدمة تراجع أسعار النفط نظرا لتبني سعر النفط التوازني للموازنة العامة، وضخامة الموجودات الأجنبية.
وأشارت الوكالة إلى أن النظرة المستقبلية المستقرة لتصنيف الكويت تعكس التوازن بين التحديات المالية الناشئة عن امتداد فترة انخفاض أسعار النفط من جهة وامتلاك الدولة لمصدات الأصول السيادية الضخمة من جهة أخرى، فضلاً عن انخفاض سعر برميل النفط التعادلي للموازنة العامة،
ووجود برنامج تدريجي للإصلاح المالي والاقتصادي يهدف في نهاية المطاف إلى تخفيض انكشاف الدولة على القطاع النفطي.
وعن مبررات التصنيف التفصيلية، قالت الوكالة إن
«نتائج أربعة عوامل تستند عليها للتصنيف الائتماني السيادي لدولة الكويت تلخصت في تصنيف
القوة الاقتصادية عند مستوى مرتفع،
والقوة المؤسساتية عند مستوى مرتفع،
وقوة المالية العامة عند مستوى مرتفع جداً،
والحساسية لمخاطر الأحداث عند مستوى معتدل
».
وأضافت أنها قامت برفع تقييمها للقوة الاقتصادية من مستوى معتدل إلى مرتفع ليعكس مستويات الثروة المرتفعة بشكل استثنائي للدولة والموارد النفطية الكبيرة،
حيث تمتلك الكويت في عام 2016 سابع أكبر احتياطي مؤكد من النفط والغاز في العالم، وثاني أكبر احتياطي على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكدت أنه عند مستويات الإنتاج الحالية، فإن احتياطيات الكويت من النفط والغاز تكفي لنحو 88 عاماً وبما ينعكس على المستويات المرتفعة من الثروة الوطنية، في حين يقدر نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنحو 71887 دولاراً في عام 2016 لتحتل الترتيب السادس على مستوى الدول الخاضعة لتصنيف الوكالة، وهو أعلى بقليل من المستوى المسجل في النرويج.
وذكرت أن الاعتماد الكبير جداً لدولة الكويت على القطاع النفطي أدى إلى تقلبات واسعة في الأداء الاقتصادي، مشيرة إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للقطاع النفطي يشكل بالمتوسط نحو 62 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي خلال السنوات 2011-2015.
وبيَّنت أن صدمة أسعار النفط العالمية أدت إلى انخفاض كبير في الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، موضحة أن امتلاك الكويت لثروة نفطية مرتفعة أسهم إلى حد ما في بقائها الأبطأ بين دول مجلس التعاون في تطوير قطاعها غير النفطي من خلال تشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية، الأمر الذي أدى إلى تضخم القطاع العام مقارنةً بالقطاع الخاص.
واعتبرت الوكالة أن
أبرز خطوات الإصلاح المالي الإيجابية التي اتخذتها الكويت تمثلت
بإنشاء وحدة لإدارة الدين العام بوزارة المالية وتحسين التنسيق بين المؤسسات الرئيسية، مثل الهيئة العامة للاستثمار، ووزارة المالية، وبنك الكويت المركزي، مشيرة إلى أن هذا التوجه يدعم استعداد الحكومة لتنفيذ إطار متوسط الأجل للموازنة العامة يضع سقفا للإنفاق العام عند مستويات السنة المالية 17/2018.
وأشارت إلى أن الخطوات الإيجابية أيضا تمثلت في إبداء الكويت رغبة متجددة في زيادة الشفافية في ما يتعلق بالأصول المالية الحكومية، فضلا عن
الإصدار الناجح للسندات الدولية في وقت سابق من هذا العام، وهو الامر الذي يدعم جهود تحسين الشفافية والتطوير المؤسساتي.
وقالت
(موديز) إن ضعف الشفافية في ما يخص حجم الموجودات الأجنبية التي تديرها الهيئة العامة للاستثمار تضع قيداً على التصنيف الائتماني، مشددة في الوقت نفسه على ان الكويت أثبتت أن لديها درجة عالية نسبيا من المصداقية في إدارة السياسة النقدية حيث تراجعت مستويات التضخم بعد قفزتها إلى ذروتها في عام 2008، وذلك بالرغم من أن نظام سعر الصرف في الكويت أكثر مرونة من دول الخليج.
الموجودات الأجنبية
أوضحت
(موديز) أن تصنيف قوة المالية العامة عند مستوى مرتفع جداً يعكس
الموجودات الأجنبية الكبيرة التي تديرها الهيئة العامة للاستثمار، لافتة إلى أنه «حتى عام 2015 حققت دولة الكويت فوائض مالية كبيرة في الموازنة العامة، فضلاً عن الحفاظ على مستويات «منخفضة جداً» من الدين الحكومي.
وأشارت إلى أن الموازنة العامة للدولة تعتمد بشكل كبير على الإيرادات النفطية التي تمثل نحو 80 في المئة من إجمالي الإيرادات بالمتوسط خلال السنوات (2011-2015)، موضحة أنه «نتيجة لانخفاض أسعار النفط سجلت الموازنة العامة للدولة فوائض مالية تقدر بنحو 1.2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي خلال السنة المالية (2015-2016)».
وتوقعت الوكالة أن تسجل الموازنة العامة للدولة «عجزاً» قد يصل إلى نحو 2.6 في المئة من إجمالي الناتج المحلي خلال السنة المالية (2016-2017)، مقارنة بفوائض مالية بالمتوسط بنحو 31 في المئة من الناتج المحلي خلال السنوات (2010-2014).
وذكرت أن الدين الحكومي ارتفع إلى نحو 18.9 في المئة من إجمالي الناتج المحلي خلال 2016، مقارنة بأقل من 10 في المئة خلال السنوات السابقة لصدمة أسعار النفط.
ولفتت إلى إمكانية ارتفاع الدين الحكومي ليصل إلى نحو 30 في المئة من الناتج المحلي خلال 2019، مبينة أن «هذه النسبة تبقى أقل من المتوسط بالنسبة للجهات ذات التصنيف ذاته».
وقدّرت الوكالة الموجودات الأجنبية التي تديرها الهيئة العامة للاستثمار في عام 2016 بأكثر من 612 مليار دولار، بما يعادل 5.54 أضعاف الناتج المحلي، مشيرة إلى أن أصول صندوق الاحتياطي العام يمثل ثلثها تقريباً، ويمكن استخدامها لأغراض الموازنة.
وضع السيولة الخارجية
أوضحت وكالة
(موديز) أن دولة
الكويت سجلت تاريخياً فوائض مالية كبيرة في الحساب الجاري لميزان المدفوعات بلغ بالمتوسط نحو 38.7% من الناتج المحلي خلال السنوات (2010-2014) مقدرة تقلص فائض الحساب الجاري ليسجل فائضا بسيطا قدره 3.5% خلال 2015، وعجزا بنحو 4.5% من الناتج الإجمالي في 2016.
وتوقّعت الوكالة بقاء وضع السيولة الخارجية لدولة الكويت «قوياً جداً» في حين ستظل فوائض الحساب الجاري «أكثر تواضعاً» وذلك في ضوء استمرار انخفاض أسعار النفط على أن تسجل في المتوسط ما نسبته 7.5 في المئة من الناتج المحلي في الفترة ما بين (2017-2021).
ولفتت إلى إمكانية تمديد قرار تخفيض إنتاج النفط الذي أقرته منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ودول من خارج المنظمة.
وأوضحت أن متوسط الإنتاج اليومي من النفط الكويتي انخفض في الفترة من يناير إلى أغسطس 2017 بنحو 5.2 في المئة ليبلغ 2.71 مليون برميل، مقارنة بمتوسط الإنتاج خلال الفترة ذاتها من العام الماضي تماشيا مع الحصص التي أقرتها (أوبك) في يناير الماضي.