شقيقته تتذكر مآثره: الجوعان قضى حياته مدافعا عن المال العام.. ومحاولة اغتياله لم تثنيه عن محاربة الفاسدين
أدارت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان شريط الذكريات الذي يحمل ذكرى فقيد الوطن حمد الجوعان أمام حضور ديوانية الميثاق، التي دعت إلى لقاء للحديث عن الجوعان كأحد حراس المال العام.
الشريط الذي دارت عجلة ذكرياته امتدت إلى أيام الطفولة ومراحل التعليم والدراسة وميادين العمل ومجلس الأمة وحادثة محاولة الاغتيال والغزو العراقي وفرحة التحرير.
وتنوعت محطات الشريط بين سرد مواقف الفقيد البطولية في الدفاع عن المال العام ومحاربة الفاسدين ومساعيه في دفع عجلة التنمية والتطوير ومحاولاته لاقرار قوانين تخدم طموحه وآماله في تحقيق الضمانة الفُضلى في الخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية.
وقالت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان: إن علاقتي كانت قوية جدا بشقيقي الفقيد حمد الجوعان، بل كان صديقا منافسا لي حتى في الجامعة التي شاء القدر ان يجمعنا فيها تخصص واحد. وأضافت: ان الفقيد كان يردد ثلاثة امور مهمة بالنسبة إليه، أولها الكويت، وبعدها ابناء وطنه في المرتبة الثانية، وفي المرتبة الثالثة عمله الذي يقدمه لهذا الوطن، مشيرة إلى انه رحمه الله تعالى كان حريصا على ترك الأثر الطيب له في حياته عند ابناء وطنه.
وأوضحت انه كان طموحاً، فقد كان موجودا مع الحركة السياسية، ناهيك عن تميزه في اللغة العربية التي كان يعشقها.
وتابعت: استمر في عمله بديوان الموظفين لمدة 5 سنوات، استطاع خلالها انجاز بعض التعديلات في ما يتعلق بديوان الخدمة المدنية، لافتة إلى أنه كان دقيقا في تطبيق القانون ولا يقبل بمخالفة بنوده، حتى حين اختِير وكيلا مساعدا في ديوان الخدمة المدنية رفض إلا بعد تعديل اللائحة تسميته رئيساً لهذا الديوان.
وأشارت إلى ان المرحوم كان دقيقا جدا في انجاز أي قانون خاص، حيث صاغ قانون التأمينات الاجتماعية وهو ليس بالامر الغريب عليه، لكون طموحه كبيرا جدا لتحقيق الرفعة والتقدم والرفاهية لهذا الوطن وابنائه.
وقالت ان حلمه كان تحقيق التأمين الصحي والتعليمي والسكني، ليبدأ تقديم قانون خاص بالتأمين السكني يضم 88 لائحة تنظيمية لانه كان يرى ضرورة تأمين السكن لكل كويتي تحت مظلة الهيئة العامة للرعاية السكنية، في حين كان يرى ضرورة تقديم الخدمات التعليمية بأفضل اسلوب واقل تكلفة على الدولة.
وتابعت: كما كان يطمح إلى انشاء مستشفى للمتقاعدين حظي بتأييد الخبراء الاميركيين والبريطانيين لكن للاسف الشديد تم تعطيل هذا المشروع، بحجة انه سيكون دولة داخل الدولة.
وبيّنت ان الفقيد كان كثير اللقاءات مع الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله تعالى، لما يتمتع به من خبرة واسعة ودقة في اداء العمل حتى انه كان يرفض كل مكافأة تقدم له، لان حلمه كان رضا أهل الكويت عن أدائه وعمله.
وذكرت هنا انه رفض احدى المكافآت التي قدمت له في ذلك الحين وكانت قيمتها راتبين كاملين، بينما نرى اليوم المليارات تذهب إلى بلير وغيره!
وأكدت الجوعان ان الفقيد لم يكن يقدم أي سؤال برلماني إلا بعد التأكد من صحة المعلومة التي بني عليها السؤال والاحتمالات المتوقعة لردود الافعال لهذا السؤال، لانه كان قاسيا في النقد لكن لم يكن يجرح الاشخاص، لانه حريص على انتقاد العمل فقد.
وأشارت إلى انه خلال فترة حل مجلس 85 كان حريصا على المطالبة بعودة المجلس حتى خرجت دواوين الاثنين، إلا انه كان حكيما في ذلك الوقت لانه يرى ضرورة عدم علاج الخطأ بخطأ أو الفساد بفساد آخر.
وتابعت الجوعان ان ما تطرقت إليه في حق شخصية الفقيد الراحل ليس مبالغة، انما حقيقة جردتها من أي مفردة زائدة، لأنه كان حريصا على اتباع كل السبل والتدرج في محاسبة المسؤولين التي كان يراها تبدأ بسؤال يليها استجواب من ثم طرح الثقة، فكان حريصا على احترام الآخر مع المحافظة بحق القنوات الدستورية.
وقالت انه رفض الخروج من الكويت أثناء الغزو وكان يرى ان جميع أبناء الوطن يعانون من ظلم الغزو، لافتة إلى انها تذكر كلماته وقتها ان الكويت اليوم تعاني وعلينا الصمود من اجلها.
وذكرت انه في فترة التحرير تعرض لطلقة من مسدس كاتم للصوت في بداية التحرير وبعدها أرسل الشيخ جابر الاحمد رحمه الله تعالى للاطمئنان على صحته بعد الجريمة البشعة التي ادخل على اثرها مستشفى الرازي الذي تحول وجهة لكل الكويتيين ووكالات الأنباء العائدة بعد التحرير، وعلى الرغم من تلك الظروف كان الفقيد متماسكا ولم يضع حتى الشك فيمن اطلق عليه النار، فكان حريصا على تماسك أبناء الشعب الكويتي ووحدة صفوفه، ولهذا لم يكن يريد اطلاق حتى اتهام نحو أي أحد بل كان يقول من اطلق النار علي هو من لا يحب الكويت.
وأضافت: ان جريمة الاعتداء جعلته يسافر للعلاج وبعدها عاد إلى أرض الوطن وحاز عضوية مجلس 92، الذي عمل قانون محاكمة الوزراء مع ضرورة زيادة التمثيل النيابي في الحكومة المشكلة، فلم يكن يطالب بأي شيء شخصي لنفسه أو لأي من أفراد اسرته، مشيرة إلى انه على الرغم من موافقة المجلس وبالاجماع على تسمية الصالة الرئيسية في التأمينات الاجتماعية باسم حمد الجوعان عام 1992، فإنه والى الآن لم تتم تسميتها، ليأتي اليوم ليطالبوا بإطلاق هذه التسمية، وهذا لم يعد مجديا، لأنه من الواجب اطلاق هذا الاسم في حياته رحمه الله، ليأتي اليوم ويتم وضع «روول اب» لافتة باسم حمد الجوعان على مدخل التأمينات، مؤكدة انها طالبت في تغريدة عبر تويتر وزير المالية أنس الصالح بأن يزيل هذا «الروول اب».
وأشارت كوثر الجوعان إلى ان الراحل حمد الجوعان كتب مقالا في جريدة القبس عام 1992 تحت عنوان: «نعم سأعود لأشارك في الانتخابات»، وهنا استغرب الجميع من حوله لخوفهم على وضعه، مشيرة إلى انه في هذا الوقت كانت تحاول بعض وسائل الإعلام الترويج لعدم عودته، لكنه اصر على العودة للمشاركة في الانتخابات حتى خرجت اصوات تحذر الناس بعدم المطالبة بالإصلاح أو محاربة الفاسدين، وكان شجاعاً جدّاً، لأنه طلب لقاء الشخصين اللذين أطلقا النار عليه في أي مكان يريدانه، إلا ان هذا الأمر لم يحدث.
المصدر : سبر
التعليق : فرق بين حمد وفهد وفرق بين جوعان ورجعان .. الله يرحمه ويبيحه ويلهم ذويه الصبر والسلوان