اليوم التاريخي في أسواق المال
ActivTrades | 16 ديسمبر 2015 ,
11:48 GMT
حان الوقت لما يدعوه البعض باليوم التاريخي في أسواق المال، الليلة قد تكون الحاسمة حول قرار الفيدرالي الأمريكي لرفع الفائدة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات تم خلالها خفض الفائدة لتصل إلى نطاق بين 0.0% إلى 0.25% في ديسمبر 2008 وحتى اليوم.
إلا أن الأسواق خلال الفترة الماضية خالفت النظريات التي تقول أن رفع الفائدة من شأنه أن يمنح العملة القوة وشاهدنا الدولار خلال الأيام الماضية يتراجع أمام العملات الأخرى.
كيف لا وقد طالت فترة التلميحات من الفيدرالي ورئيسته جانيت يلين عن رفع فائدة مرتقب مما جعل الأسواق تحتوي فعليا رفع الفائدة منذ فترة طويلة من الزمن وقد تفاعلت الأسواق مع خبر رفع الفائدة قبل صدوره بفترة طويلة.
خلال الأسابيع الماضية كانت سيطرة الأخبار من اوروبا وتصريحات دراغي تقود الاسواق بالإضافة إلى التفاعل القوي مع تراجعات أسعار النفط ولكن اليوم يعود الفيدرالي لتصدر المشهد العام ولكن
ليس بسبب رفع الفائدة التي باتت متوقعة بشكل كبير ولكن عدة أمور قد يحملها إجتماع اليوم حول الخطوات المستقبلية.
إ
ن رفع بسيط بنسبة 0.25% لا يمكن اعتباره مفاجئا للأسواق وقد نشهد رد فعل عكسي وهبوطاً للدولار حيث أن مثل هذا الرفع البسيط يظهر أن الفيدرالي توجه لرفع الفائدة لحفظ ماء الوجه فقط وأن الرفع القادم قد لا يكون قريبا وتحديدا في اجتماعه المقبل في يناير 2016.
كما أن الأسواق قد تترقب المؤتمر الصحفي لرئيسة الفيدرالي الأمريكي الي تعقده بعد خبر الفائدة لقراءة ما بين السطور حول مستقبل السياسة المالية الأمريكية والسؤال الذي يدور في أذهان الجميع هو متى سيكون الرفع القادم للفائدة الأمريكية.
ا
لحالة الأخرى التي قد تكون صادمة للأسواق وقد نشهد معها عمليات بيع قوية على الدولار الأمريكي هو في حال فاجأ الفيدرالي الأسواق بابقاء الفائدة عند معدلاتها الحالية وهو ما يمكن أن يتسبب في فتح الباب على مصراعيه للتخوفات حول صحة الاقتصاد الأمريكي بالإضافة إلى عمليات تسييل مراكز شراء الدولار الأمريكي المفتوحة على المدى الطويل.
أحد السيناريوهات الممكنة أيضا هو قيام الفيدرالي باتباع سياسة الصقور ورفع كبير للفائدة الأمريكية بنصف نقطة مئوية أو أكثر وهو ما يمكن أن يحمل الأسواق إلى التذبذب بقوة وقد نشهد معه ارتفاعات قوية للدولار الأمريكي ولكن هذه الارتفاعات قد لا تتمكن من الصمود لفترة قوية قبل أن تبدأ الأسواق بالنظر إلى المستقبل ومن جديد يكون الفيصل هنا هو تصريحات جانيت يلين وكذلك محضر لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة الذي يقوم الفيدرالي الأمريكي بنشره بعد أسبوعين من قرار الفائدة ويظهر النقاشات التي دارت في الاجتماع ونظرة اعضاء الفيدرالي من مؤيدين ومعارضين لرفع الفائدة وأسبابها.
وأخيرا نعود إلى المؤتمر الصحفي لرئيسة الفيدرالي جانيت يلين والذي لن يكون سهلا ويحتاج إلى التمعن في الاستماع إليه وقراءته. حيث أن هذا المؤتمر يجب أن يعكس توجه الفيدرالي القادمة وإذا شهدنا لهجة الحمائم في خطاب يلين فإن هذا الأمر قد لا يكون في صالح الدولار الأمريكي أيا كان قراره اليوم.
أما إذا شهدنا لهجة الصقور في خطاب اليوم فإن هذا يعني ثقة وايمان الفيدرالي بتحسن صحة الاقتصاد الأمريكي وعدم اكتراثه بالتطورات الناتجة عن تراجع
اسعار النفط عالميا وآثارها على قطاع الطاقة والنفط أو إذا كان الفيدرالي يولي أهمية للتباطؤ في اقتصادات آسيا وبشكل خاص في الصين وكيف يمكن أن يؤثر هذا التباطؤ على الاقتصاد العالمي بشكل عام وانعكاساته على نمو الاقتصاد الأمريكي بشكل خاص.
يبقى أن ننظر إلى التطورات التي سوف نشهدها اليوم من قرار الفائدة والمؤتمر الصحفي لجانيت يلين واللذان قد يشكلان سببا لتذبذب قوي في الأسواق على المدى القصير وأن ننتظر هدوء العاصفة لتقييم الوضع بشكل أوضح على المدى المتوسط والطويل.