انهيار النفط القادم: 5 أسباب سوف تدفع النفط إلى 25 دولار خلال عام 2016
Investing.com السعودية | 16 نوفمبر 2015 ,
07:52 GMT
الكاتب: جيسي ك.
في الآونة الأخيرة، شهدنا لاعبو سوق النفط يتصارعون للحصول على إجابة لسؤال واحد: هل تتجه أسعار السلع نحو تكوين قاع، أم أننا سوف نشهد المزيد من الانهيار نحو أسعار متدنية جديدة خلال عام 2016؟
وكانت العقود المستقبلية على الخام الامريكي قد أنهت يوم الجمعة الماضي تداولات الاسبوع عند 40.70 دولار للبرميل، في حين استقر
خام برنتعند 44.50 دولار. قبل 18 شهرا فقط، في يونيو 2014، وصل برميل النفط إلى مستويات أعلى من 100 دولار.
وحتى الآن في عام 2015، فقد انخفضت أسعار الخام الأمريكي وخام برنت بنحو 18%. وبالمقارنة مع يونيو 2014، فقدت العقود المستقبلية على النفط نحو 60%. هذا الانخفاض قادر على وقف خفقان القلب وليس هنا وهناك سبب يجعلنا نعتقد بأن الانخفاض انتهى.
الرسم البياني لعقود الخام الآجلة
وحيث أن هناك 5 عوامل تسيطر الآن على السوق، فإنني أرى أن أسعار النفط تتجه نحو المزيد من الانخفاض خلال العام المقبل نحو مستويات ما بين 25 - 35 دولار للبرميل.
1. يتفوق إنتاج النفط العالمي على الطلب في أعقاب طفرة انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وبعد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) العام الماضي بعدم خفض حصة التوريد الخاصة بهم (انظر الرسم البياني أدناه). ووفقا للتقديرات الأخيرة،
ضخت أوبك نحو 31.64 مليون برميل يوميا خلال شهر أكتوبر، بالقرب من المستويات القياسية، كما أن المنتجين الرئيسيين بقيادة
المملكة العربية السعودية يركزون على الدفاع عن حصتهم في السوق عن طريق الحفاظ على أعلى مستوى إنتاج.
أوبك نحو 31.64 مليون برميل يوميا خلال شهر أكتوبر
2. من المتوقع أن ترتفع إمدادات أوبك أكثر حين تبدأ ايران بتعزيز انتاج
النفط الخام عندما يتم رفع العقوبات الدولية مطلع العام المقبل، بعد الاتفاق النووي الذي تم في يوليو (تموز) مع القوى الغربية الكبرى. ترغب طهران بمضاعفة صادرات النفط إلى 2.3 مليون برميل يوميا بحلول منتصف عام 2016، مما يضيف المزيد من العرض على النفط والذي دفع بالفعل بالأسعار للانهيار سابقا.
3. المخاوف الكبيرة حول امدادات النفط الامريكية، على الرغم من انخفاض عدد مصافي النفط، من شأنها أن تشكل خطرا للمزيد من الهبوط للأسعار خلال العام المقبل.
ووفقا لمجموعة بيكر هيوز إنك (N:
BHI) للأبحاث في هذا المجال، فقد بلغ
عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي نحو 574 منصة، إذ بقي بالقرب من أدنى مستوى لعدد المنصات منذ يونيو 2010 (انظر الرسم البياني أدناه). على مدى أحد عشر أسبوع، تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بـ 101 منصات. ومن المفارقات، فإن انخفاض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة عادة ما يكون إشارة لصعود أسعار النفط حيث أنها تشير إلى انخفاض مستقبلي في الإنتاج.
عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة
ومع ذلك، فقد حافظ إنتاج النفط في الولايات المتحدة على مستوى
نحو 9.0 مليون برميل يوميا خلال العام الماضي، بالقرب من أعلى مستوى له منذ أوائل عام 1970.وفي الوقت نفسه، اقترب إجمالي مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة إلى مستويات لم نشهدها في هذا الوقت من العام خلال ما لا يقل عن 80 سنة مضت.
إجمالي مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة
4. ما يضيف المزيد إلى الشعور السلبي، هي المخاوف المستمرة بشأن ضعف صحة الاقتصاد العالمي التي أججت المخاوف أن وفرة الإمدادات العالمية قد تبقى عند هذه المستويات لفترة أطول مما كان متوقعا.
والمخاوف المتزايدة حول مدى سلامة الاقتصاد الصيني الذي يعاني من الركود وأثرها على الطلب على النفط تبقى عاملا مؤثرا أيضا. وتسير الأمة الآسيوية على طريق تحفيز معدلات نموها السنوية الأضعف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2015.
وجاء نمو
الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الثالث عند 6.9%، وهو معدل أقل بقليل من المستوى الذي تستهدفه الحكومة عند 7%.
بيانات الإنتاج الصناعي، والتي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء الماضي، جاءت أقل من التوقعات وبتباطؤ واضح؛ فيما جاءت
استثمارات الاصول الثابتة دون تغيير. وكما
يشير المحلل كام هوي، فإن محرك النمو التقليدي للصين - المدعوم من قبل الصادرات الصناعية والإنفاق على البنية التحتية - "يتباطأ على عدة محاور".
تباطأ الطلب الضمني على النفط في الصين إلى 226,500 برميل يوميا خلال شهر سبتمبر، وهو أضعف معدل نمو خلال الـ 8 أشهر الماضية. وتعتبر الأمة الآسيوية ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة وتعتبر محركاً لقوة الطلب على النفط.
تباطأ الطلب الضمني على النفط في الصين
5. كما ستواجه أسعار النفط رياحا معاكسة من قوة الدولار الأمريكي بمجرد أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة وتشديد السياسة النقدية. تغير السياسة الامريكية والذي توقع العديد أن يتم الإعلان عنه في ديسمبر، من المتوقع أن يعزز قوة الدولار وأن يجعل العقود المستقبلية للنفط المقومة بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.
كل هذه العوامل تشير إلى أن إعادة التوازن بين العرض والطلب باتت بعيدة، وهو ما يؤكد أن أسعار النفط ستبقى منخفضة لفترة طويلة.
يدعم التحليل الفني هذا الرأي بشكل كبير. بعد أن تمكن من الانخفاض وكسر خط الاتجاه الذي يعود تاريخه إلى عام 1999، تُظهر الإشارات السلبية على الرسم البياني بأنه ليس هناك دعم واضح حتى تصل الأسعار إلى مستويات 25 - 30 دولار للبرميل.
الرسم البياني لعقود النفط الخام
وبناء على على العديد من الإشارات الأساسية والفنية التي تظهر حاليا عبر الطيف الاقتصادي الواسع، أعتقد أن أسعار النفط ستظل في دوامة الهبوط، ومن المحتمل أن نشهد قاع عند 25 دولار للبرميل في عام 2016.