بوقاسم
عضو نشط
- التسجيل
- 12 يوليو 2005
- المشاركات
- 4,100
قيادي بلا قيود
زياد أحمد البغدادي
في جميع دول العالم المتحضر يعيش القيادي حالة من الرقابة الذاتية والمجتمعية الصارمة، اذ انه يقوم بدراسة قراراته بمعاونة مستشارين على كفاءة وذوي خبرات عالية.
الا اننا في الكويت يعيش القيادي ويجلس على كرسيه اما ترضية وتقديرا لوضعه الاجتماعي او لمكافأته على السنوات التي قضاها مرددا حاضر طال عمرك مع القليل من فيتامين «و»، فأغلب القياديين عادة ما يسألون مرؤوسيهم عن انجازاتهم وواقع الحال والسؤال الحقيقي ماذا انجزوا هم وهم يعتلون سلم الهرم الاداري لسنوات عدة؟
وتكمن الأزمة الحقيقية باعتبار المنصب القيادي في الوزارات من ضمن السلم الطبيعي للترقيات للموظفين، فالاقدمية هي من ضمن المقاييس الرئيسة التي يتم الاختيار بها لصاحب المنصب، وبسبب الفراغ الذي عاشته دولة الكويت في فترة الستينيات والسبعينيات فيما يتعلق بفن الادارة والانجاز والتطوير، والحشو الاداري الذي حدث خلق لنا جيلا من القياديين لا يعرفون عن الادارة الا مراقبة الموظف وكشف الحضور والانصراف.
ولعدم وجود رقابة حقيقية تجاه هؤلاء القياديين صار بعض اولئك كما يقال في الامثال مثل المنشار «نازل واكل وصاعد ايضا واكل» فهو لا يريد التقاعد ليرتاح وترتاح معاه الناس ولا يرضى بالانجاز لانه لا يقوى على ذلك او بالاصح لا يعرف كيف السبيل لذلك، ولاحظ معي عزيزي القارئ وفي كثير من الوزارات المؤسسات فلن تجد قياديا يتحدث عن المستقبل فتجدهم دائما وابدا يتحدثون ويتفاخرون بالماضي وتاريخهم المليء بالمغامرات حيث عادة ما يبدأ كلامهم بكلمة «احنا وكنا» وينتهي بكلمة «انتوا ما حاشكم شي» وهنا يقصد الشباب، مع العلم ان اغلب ما يقال «خرطي».
خاتمة:
في احد النقاشات الممتعة مع والدتي حفظها الله ورعاها حيث قالت واصفة الوضع الحاضر «الاولي لاعب والتالي تاعب»، وهو وبكل امانة مختصر مفيد عن حالة التخبط الاداري الذي يحصل في الكويت الان، فبساطة الحياة في السابق وظهور النفط المفاجئ الذي حول حياة الكثير من الكويتيين وجعل من حامل الثانوية العامة مراقبا ومديرا هو بالتأكيد امر غير مناسب او ملائم لظروف الحياة المتطورة «السريعة» الآن، الخبرة وحدها لم تعد كافية والمجاملة لم تعد مقبولة فقد اصبحنا في حاجة ملحة لأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، والفيصل هو الانجاز.
زوايا:
1- كثرة القرارات لا تعني بالضرورة الانجاز، فهناك من القرارات التي تخلق بيئة عمل غير صحية وكئيبة، انظر كيف يعمل موظفو شركة جوجل وانت تعلم ماذا اقصد.
2- قرار وزارة التربية بان يلبس طلبتنا في المرحلة الابتدائية لبس الرياضة ومن فوقه لبس السجون الرمادي والابيض في طقس تصل به درجة الحرارة 42 درجة مئوية هو مثال واضح على القرارات التي يستحيل ان تخرج من العقل فهي بالتأكيد خرجت من مكان غير ذلك!
3- في إحدى ادارات الجامعة اصدر تعميم بقرار رسمي بمنع الاستئذان في ايام الاحد والخميس بالاضافة الى تحديد استئذان واحد اسبوعيا، مع رفض طلب الاجازات قبل وبعد العيد حتى لا يتم الربط بينهما.. هل هذا تنظيم للعمل ام هو تسلط؟
4- عشرات بل مئات القضايا من فساد واهمال في جميع مؤسسات الدولة ووزاراتها ولم نشهد استقالة اي قيادي، فهم دائما يراهنون على ذاكرتنا القصيرة.
5- حديث الحكومة عن الانجاز وان الراتب على قدر العمل هو امر مطبق فقط على صغار الموظفين، والا هاتوا انجازكم ان كنتم صادقين، باستثناء الترزز امام الكاميرات والمهمات والسفرات.
زياد أحمد البغدادي
في جميع دول العالم المتحضر يعيش القيادي حالة من الرقابة الذاتية والمجتمعية الصارمة، اذ انه يقوم بدراسة قراراته بمعاونة مستشارين على كفاءة وذوي خبرات عالية.
الا اننا في الكويت يعيش القيادي ويجلس على كرسيه اما ترضية وتقديرا لوضعه الاجتماعي او لمكافأته على السنوات التي قضاها مرددا حاضر طال عمرك مع القليل من فيتامين «و»، فأغلب القياديين عادة ما يسألون مرؤوسيهم عن انجازاتهم وواقع الحال والسؤال الحقيقي ماذا انجزوا هم وهم يعتلون سلم الهرم الاداري لسنوات عدة؟
وتكمن الأزمة الحقيقية باعتبار المنصب القيادي في الوزارات من ضمن السلم الطبيعي للترقيات للموظفين، فالاقدمية هي من ضمن المقاييس الرئيسة التي يتم الاختيار بها لصاحب المنصب، وبسبب الفراغ الذي عاشته دولة الكويت في فترة الستينيات والسبعينيات فيما يتعلق بفن الادارة والانجاز والتطوير، والحشو الاداري الذي حدث خلق لنا جيلا من القياديين لا يعرفون عن الادارة الا مراقبة الموظف وكشف الحضور والانصراف.
ولعدم وجود رقابة حقيقية تجاه هؤلاء القياديين صار بعض اولئك كما يقال في الامثال مثل المنشار «نازل واكل وصاعد ايضا واكل» فهو لا يريد التقاعد ليرتاح وترتاح معاه الناس ولا يرضى بالانجاز لانه لا يقوى على ذلك او بالاصح لا يعرف كيف السبيل لذلك، ولاحظ معي عزيزي القارئ وفي كثير من الوزارات المؤسسات فلن تجد قياديا يتحدث عن المستقبل فتجدهم دائما وابدا يتحدثون ويتفاخرون بالماضي وتاريخهم المليء بالمغامرات حيث عادة ما يبدأ كلامهم بكلمة «احنا وكنا» وينتهي بكلمة «انتوا ما حاشكم شي» وهنا يقصد الشباب، مع العلم ان اغلب ما يقال «خرطي».
خاتمة:
في احد النقاشات الممتعة مع والدتي حفظها الله ورعاها حيث قالت واصفة الوضع الحاضر «الاولي لاعب والتالي تاعب»، وهو وبكل امانة مختصر مفيد عن حالة التخبط الاداري الذي يحصل في الكويت الان، فبساطة الحياة في السابق وظهور النفط المفاجئ الذي حول حياة الكثير من الكويتيين وجعل من حامل الثانوية العامة مراقبا ومديرا هو بالتأكيد امر غير مناسب او ملائم لظروف الحياة المتطورة «السريعة» الآن، الخبرة وحدها لم تعد كافية والمجاملة لم تعد مقبولة فقد اصبحنا في حاجة ملحة لأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، والفيصل هو الانجاز.
زوايا:
1- كثرة القرارات لا تعني بالضرورة الانجاز، فهناك من القرارات التي تخلق بيئة عمل غير صحية وكئيبة، انظر كيف يعمل موظفو شركة جوجل وانت تعلم ماذا اقصد.
2- قرار وزارة التربية بان يلبس طلبتنا في المرحلة الابتدائية لبس الرياضة ومن فوقه لبس السجون الرمادي والابيض في طقس تصل به درجة الحرارة 42 درجة مئوية هو مثال واضح على القرارات التي يستحيل ان تخرج من العقل فهي بالتأكيد خرجت من مكان غير ذلك!
3- في إحدى ادارات الجامعة اصدر تعميم بقرار رسمي بمنع الاستئذان في ايام الاحد والخميس بالاضافة الى تحديد استئذان واحد اسبوعيا، مع رفض طلب الاجازات قبل وبعد العيد حتى لا يتم الربط بينهما.. هل هذا تنظيم للعمل ام هو تسلط؟
4- عشرات بل مئات القضايا من فساد واهمال في جميع مؤسسات الدولة ووزاراتها ولم نشهد استقالة اي قيادي، فهم دائما يراهنون على ذاكرتنا القصيرة.
5- حديث الحكومة عن الانجاز وان الراتب على قدر العمل هو امر مطبق فقط على صغار الموظفين، والا هاتوا انجازكم ان كنتم صادقين، باستثناء الترزز امام الكاميرات والمهمات والسفرات.