في سياق الموضوع ليبيين اهميه نزع فتيل الازمه النفطيه
- - - - -
(قطاع النفط الصخري الأمريكي قد يواجه موجة إفلاسات )
سلطت "فاينانشيال تايمز" الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجه قطاع النفط الصخري في الولايات المتحدة ، حيث يعد القطاع السبب الرئيسي وراء غزارة الإنتاج النفطي الأمريكي منذ عام 2009 والذي غير وجه قطاع الطاقة في الولايات المتحدة والعالم.
اختراع القرن الـ 21
واعتبرت الصحيفة اكتشاف تقنية التكسير الهيدروليكي بمثابة "الاختراع الأهم في القرن الحادي والعشرين" حيث تسمح باستخراج كميات هائلة من النفط والغاز من بين الصخور ومن على أعماق بعيدة لم يكن يمكن الوصول لها بالتقنيات التقليدية من قبل، وقد نتجت هذه التقنية عن تأمين إمدادات الطاقة للولايات المتحدة إلى حد بعيد وخلق مئات الآلاف من الوظائف الجديدة ذات العائد المتميز.
كما أضرت غزارة الإنتاج الناجم عن تلك التقنية بكبار منتجي النفط في العالم إذ أدت لوفرة كبيرة في المعروض وتراجع حاد في أسعار النفط، لكن تراجع الأسعار كان سلاحا ذا حدين حيث ارتد ليضرب قطاع النفط الصخري في الولايات المتحدة بقوة مهددا الكثير من شركات القطاع بالإفلاس في حين فقد الكثير من العاملين بالقطاع وظائفهم بعد أن كان بعضهم يعمل بأربع وظائف بالقطاع دفعة واحدة في أوج فترة نشاطه.
ضحية نجاحه
ويبدو أن القطاع سيصبح ضحية لنجاحه الهائل، فقد بلغت خسائر القطاع خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري 32 مليار دولار مقتربة من إجمالي الخسائر التي تكبدها في 2014 والتي بلغت 37.7 مليار دولار، فانخفاض الأسعار لا يسمح للعديد من الشركات حتى بتغطية تكاليف الإنتاج.
ونجحت الشركات في مطلع العام الجاري في توفير السيولة النقدية من خلال بيع السندات والأسهم لتعويض الفجوة الناجمة عن انخفاض أسعار النفط، لكن هذه الصفقات بدأت في التراجع بحدة لتصبح الشركات حبيسة خسائرها وديونها.
ووفقا لمؤسسة "ستاندرد أند بورز" فقد عجزت 16 شركة عن سداد ديونها هذا العام فيما تعاني 8 شركات من تراجع كبير في تصنيفها الائتماني أي إنها توشك على الإفلاس خلال أقل من عام.
أزمة وشيكة
وحذرت "فاينانشيال تايمز" من أزمة وشيكة أخرى ينتظرها القطاع وهي عملية "إعادة تقييم أصوله" في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل من قبل دائنيه، فالبنوك تقوم بعمل تقييم دوري كل ستة أشهر لقيمة مخزونات النفط والغاز لكل شركة كضمان لتأمين القروض التي تمنحها لتلك الشركات، وبطبيعة الحال ستشهد قيمة مخزونات الشركات تراجعا حادا في قيمتها خلال التقييم المقبل انعكاسا لهبوط أسعار النفط.
ويتلقى القطاع المصرفي حاليا تحذيرات من المشرعين الماليين لتقييم حجم المخاطر المترتبة على إقراض شركات النفط مما يتوقع معه عزوفها عن تمويل القطاع في الفترة المقبلة، ويؤدي ذلك إلى زيادة الضغوط المالية على الشركات المتعسرة.
ويتوقع الخبراء أن يشهد سوق الطاقة عملية تصحيح وإعادة توازنات في الفترة المقبلة لتعاود أسعار النفط والغاز الطبيعي ارتفاعها مرة أخرى، خاصة أن الإنتاج الأمريكي بدأ يسجل تراجعا، وقد انخفض عدد منصات الحفر الأمريكية بـ 58% منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن تلك العملية ستستغرق وقتا والوضع المتأزم للشركات لا يسمح لها بالانتظار كل هذا الوقت للحصول على التمويل المطلوب.
مواجهة
وتواجه شركات القطاع تراجع الأسعار بضغط نفقاتها، ونجحت بعضها في ذلك بينما أخفق البعض الآخر، وفي هذا الصدد أوضحت وكالة "موديز" أن الشركة صاحبة أقل تكاليف لإنتاج البرميل الواحد هي "سيفن جينيريشنز" (20 دولاراً) بينما تعد شركتا "بريتبرن انرجي بارتنر" و"دينبري ريسورسيز" صاحبتي أعلى تكاليف بـ 70 دولاراً للبرميل.
أي إن متوسط تكاليف إنتاج البرميل الواحد لكامل القطاع يقدر بـ 46 دولاراً، ومعنى ذلك أن أكثر من نصف شركات القطاع يتعرض للخسارة.
هل يشمل التهديد كافة شركات القطاع؟
يرى الخبراء أن قطاع النفط الصخري الأمريكي لن ينهار بالكامل لأن الشركات القوية تستطيع موازنة حساباتها الختامية وخفض تكاليفها، أما الشركات صاحبة التكاليف والديون الأكبر فتواجه شبح الإفلاس.
وتوقعوا أن تشهد الفترة المقبلة سلسلة واسعة من صفقات الاستحواذ وبيع الأصول في القطاع حيث ستسعى الشركات الأكبر إلى الاستحواذ على منافساتها الأصغر، كما ستشهد موجة من الإفلاسات للشركات الأضعف التي تعجز عن تأمين صفقات تحميها من الانهيار.
وتعد شركة "سامسون ريسورسيز" ـ أكبر شركات النفط والغاز الطبيعي المملوكة للقطاع الخاص في الولايات المتحدة ــ أكبر الشركات المتعسرة، وقد أعلنت الشهر الماضي عزمها تقديم طلب لحمايتها من الإفلاس في سبتمبر/أيلول الجاري، وكان اتحاد شركات بقيادة مؤسسة "كي كي آر" قد استحوذ على الشركة في عام 2011 مقابل 7.2 مليار دولار.
المصدر ارقام
http://www..com/article/articledetai...ه-موجة-إفلاسات