أما لهذا التخلف من نهاية؟
زياد أحمد البغدادي
مقالات أخرى للكاتب
في الأسبوع الماضي والحمد لله على كل حال اجبرت على مراجعة المستشفيات الحكومية مرتين، فالاولى كانت لزوجتي العزيزة في مستشفى الولادة الذي يضم كوكبة من الاطباء المميزين الذين انتشر صيتهم الطيب، فكان النصح من الاهل والاحبة بترك القطاع الخاص والاستفادة من الخدمات الطبية المجانية وخاصة مع وجود هؤلاء الاطباء الأكفاء، مع العلم ان 17?5 في المئة فقط من مواليد مستشفى الولادة كويتيون.
للامانة ذهبنا الى المشفى في السابعة صباحا استعدادا للزحام، ولحصولنا على موقف للسيارة قريب من الباب حتى لا نجبر على المشي لمسافة طويلة تحت اشعة الشمس الملتهبة، وصلنا ولكن خطواتي لم تتعد بوابة الاستقبال فأوقفتهما كلمة رجل الامن «السكيورتي» ممنوع يا باشا. لم استوعب للامانة فكانت اجابتي تصاحبها علامة التعجب تتراقص فوق غترتي وعقالي، وشلي ممنوع يا باشا، للحين ما سوينا شي؟
لم يكن الممنوع الذي يقصده الرجل ان ادخل لغرفة العمليات مثلا او الجناح العمومي او استراحة النساء، بل الكارثة هي انه يقصد انني ممنوع ان ادخل الى المستشفى بأكمله، وان الوزارة قد وفرت غرفة عند الباب على شكل استراحة ولكن ليس بها اي شكل من اشكال الراحة اذا ما اردت انتظار زوجتي وان لم تعجبني فبإمكاني الانتظار بالسيارة.
لم اجد في ذاكرتي المتزاحمة اي منطق لمثل هذا القرار او تفسير منطقي يرمي نصف العلاج خارج المستشفى، فالعقلاء يعلمون تماما ان الدعم الاسري المعنوي يعتبر من اهم مسببات العلاج وخاصة فيما يتعلق بالامراض المتعلقة بمؤسسة الزواج، فالزوج يلعب دوراً كبيراً بمراعاة الكثير من الامور وايضا من واجبه ان يطمئن من خلال الاسئلة والاستفسارات، فالموضوع ليس تغيير صبغة شعر او حف حواجب.
كانت الطامة الكبرى في التفسير، فقد وجد صاحب القرار في هذه الوزارة بمنع الرجال من الدخول حلا لبعض الاحداث الشاذة من تحرشات.. فحالة او حالتان لبعض المختلين عقليا المصاحبين لزوجاتهم او بناتهم كانت كفيلة بأن ترمي بنصف العلاج في القمامة، حرصا واهتماما من صاحب القرار على العادات والتقاليد والاداب العامة.. تبا لكم.
رجعت عن حدود المستشفى واعتقد انني لن اعود له، ولكنني اوجه كلامي لصاحب ذلك القرار، ماذا سيفعل لو قام احد الاطباء (لا سمح الله) بالتحرش بإحدى المراجعات؟ هل سيجعل من «ستاف» مستشفى الولاده جميعهم من النساء؟ طيب تحرش البويات عادي؟
في السابق خرج لنا قانون منع الاختلاط الفاشل، الذي استطاعت الادارة الجامعية تطبيقه بكل سلاسة في المصلى والكافتيريا ودورات المياه فقط.، والان الدور على المستشفيات، وغدا في البيوت. وبالاخير دولة مدنية حديثة.. سلم تكفا. (بصوت المميز فيصل البصري).
لم يكن نصيبي مع وزارة الصحة جيدا في الاسبوع المنصرم، فبعد الزيارة القصيرة جدا لمستشفى الولادة، اتجهت مجبرا في فجر يوم الخميس الى مستشفى مبارك (حوادث الاطفال)، حيث كان ابني يعاني من آلام في بطنه، فكان كل شئ رائعا باستثناء ان طوارئ الاطفال يضم ما يزيد عن 15 سريرا لا يحتوي الا على دورة مياه واحدة.. وبكل اسف الثانية محولة بالقوة الى مخزن. سؤال ايضا لصاحب القرار تعرف شنو يعني اسهال؟
زوايا
1- اتضح لي من خلال تجربتي المتواضعة ان الخلل الأعظم في وزارة الصحة هو اداري بالدرجة الاولى، فالاطباء اكفاء ولكن الادارة سيئة، سبحان الله مادري ليش تذكرت الحكومة والشعب؟
2- معالي وزير المالية يزف بشرى نزول المعاشات قبل موعدها لشهر يونيو ويوليو، معالي الوزير وماذا سيفعل المواطن في اغسطس فهل سيغطس في الديون؟
3 - معالي وزير المالية.. ماذا لو تعبت قليلا وفكرت قليلا بكيفية رفع المعاناة عن المواطنين المحتاجين بتوفير قرض حسن للموظفين، فمبلغ 300 او حتى 500 ستكون كفيلة بتعديل الوضع على ان تسدد خلال عام، والقسط الشهري لن يتعدى 50 ديناراً حتى العام القادم للتقدم مرة اخرى، صعبة؟ طبعا لا بس يبيلها شغل.. اسف لاتعاب معاليكم.