((( تدوير السهم )))
هو أن يتفق مجموعة من الأشخاص ( إثنين أو أكثر) على أن يقوموا بنقل ملكية عدد معين من الأسهم فيما بينهم بالتناوب , أو التبادل و عادة ما تكون بكميات كبيرة , فوق طاقة المستثمرين الصغار(تتطلب حصص إستراتيجية) , وشرط أساسي لنجاحها هو أن تكون بالتنسيق بين مجموعة من اللاعبين الكبار في السوق , و بالإتفاق , حتى لا تحدث عملية رش خارجية ,(تلبية مجموعة كبيرة من طلبات الشراء , بسعر الطلب ) , و بالتالي تفسد العملية مبكرا. أي بمعنى أخر اللاعبين الكبار لا يرشوا بعضهم البعض , فهنالك ميثاق شرف بينهم , خصوصا وأنهم يشتغلون بالتخصص ( كل مجموعة لها أسهمها) أي أنهم مقسمين الكعكة فيما بينهم , إلا إذا كان الشغل جماعي , وأحيانا تحصل خيانة , وتتحول إلى ثارات , ولكنها تنتهي بالصلح عادة , لأن المصلحة أهم .
تدوير السهم يمر بمراحل :
المرحله الأولى
شراء على الماركت , ولكن بشرط ترتيب أوامر البيع أولا , فيتم السحب من كميات تخصهم , حتى لا يستفيد أحد أخر أي أنهم يحاولوا أن لا يفيدوا شخص غريب فيما يعرف ((بالصفقات الوهمية)), و تنتقل بذلك النقود من الجيب اليمين إلى الجيب اليسار مع خسارة عمولة السوق و الهيئة , أما عن عمولة الوسيط , فهي أيضا للجيب اليسار لأنهم يملكون , أو شركاء في عدة مكاتب وساطة , ولأن العملية تتم بسرعة فنسبة لا بأس بها من العملية تتم على المكشوف ( المكاتب ملكهم والضمانات ضخمة , فالتسهيلات هي تحصيل حاصل) وبذلك يظن القطيع , فور رؤيته لعمليات الشراء على الماركت , بأن السهم سيطير (يشرد), ويمكن ملاحظتها في المنتديات بعبارة (طار السهم من دوره) المرحلة الثانية
تكرار العملية عدة مرات , إلى أن يصلوا إلى السعر المطلوب لجني الأرباح , و بالطبع هنالك مستفيدين ليس لهم دور في هذه اللعبة , و لكنهم يدخلون متأخرين , و يخرجون مبكرا , وبالتالي فإن استفادتهم تكون محدودة, أي أن أصحاب اللعبة يأخذوا النصيب الأعظم , و يستفيد البعض من الفتات, بل أن من يدخلوا على الخط , يعطوا زخما للعبة لأنهم يزيدون أحجام التداول و بالتالي تصبح اللعبة أكبر ,على العموم , يتم تصريف جزء خلال عملية الصعود , كخط رجعة , خوفا من الرش على القمة , من طرف ثالث , , أيضا,لأن كمياتهم تكون كبيرة , ومن الصعوبة بمكان , بيع كل هذه الكميات عند أعلى سعر, فلا بد من بيع بعضها خلال الصعود.المرحلة الثالثة
مرحلة الأمل و الرجاء , لعامة الناس , وفيها تتصادم قوى الطمع بالكسب , و الخوف من الخسارة وعادة ما يغلب الطمع عند عامة المستثمرين , و يتحول التدوير مع إرتفاع إلى تدوير مع المحافظة على السعر, و مع دخول كميات سيولة إضافية بسبب هجوم القطيع ,يسهل التصريف بالنسبة لهم , ويتم إظهار العملية , على أن السهم يبني قاعدة سعرية, قبل أن يواصل الصعود , خصوصا إذا ما كان مقرونا بإشاعة قوية , و بعض البهارات من قبل نجوم الشباك الجدد (موظفي مكاتب الوساطة , متقمصين شخصية المحلل المالي , على الشاشة) , أما إذا مافقدت العملية زخمها , يتم الشراء على الماركت مرة أخرى , و لكن ليس قبل أن يعرضوا أسهمهم للبيع أولا , فلا يستفيد شخص غريب عن اللعبة , ( مع ملاحظة أن ذلك يتم بسرعة فائقة) و هو ما يسمى ب pump & dump , و يتم تكرارها عدة مرات , و عادة ما يتم إصطياد القطيع عند هذه النقطة , لأنه بعد دخول القطيع , يكون المخطط قد إكتمل بشكل كبير, و هنا نصل إلى مفترق الطرق.المرحلة الرابعة (ا)
قد يكون دخول القطيع ( القطيع هم من يتبعون سياسة القطيع, من صغار , أو حتى محافظ متوسطة الحجم) قويا جدا , إلى درجة أن سياسة جني الأرباح تتوقف , و يتم الإنتقال إلى مرحلة سعرية
جديدة , خصوصا إذا ما تم إختراق خط مقاومة رئيسي , وهو ما يحصل عادة مع أملاك , أو أرامكس , أو أياك , لأنها أسهم خفيفة , و تسهل السيطرة عليها من قبل القليل من , اللاعبين ( اللاعبين بأرزاق الناس).المرحلة الرابعة (ب)قد يقل الزخم إذا ما كان دخول القطيع ضعيفا , (أو يحصل رش من طرف ثالث (خيانة) فيحصل النزول أحيانا ), و تتكرر سياسة pump & dump على شكل نبضات إرتدادية هذه المرة , يتم
خلالها تصريف كميات أثناء النزول عند جميع المستويات التاريخية للدعم ,و يتم ترتيب النبضات الإرتدادية عن طريق وضع أوامر البيع أولا , ومن ثم شراؤها مباشرة (من الجيب للجيب), وقبل أن يلحظ أحد , خصوصا إذا ما تم وضع طلبات شراء ضخمة , بالملايين, (طلبات وهمية, تتميز بإرتفاع متوسطها) لتشكل دعم وهمي للسهم , وكأنه مطلوب للتجميع عند هذا السعر , وبذلك يظن القطيع , فوررؤيته لعمليات الشراء على الماركت , بأن السهم سيطير (يشرد), ويمكن ملاحظتها في المنتديات بعبارة (طار السهم من دوره , أيضا), وفجأة تسحب الطلبات الوهمية ,ويتم رش الضحايا الذين إعتقدوا أنهم سيكونوا محظوظين لو إشتروا (من تحت), وهذه المرحلة يتم تمييزها أيضا ببيع كمية كبيرة من الأسهم على سعر الماركت , يتبعها شراء كمية قليلة بسعر أعلى و يبقوه على الشاشة لفترة طويلة لإيهام الناس بأن السعر ثابت, ولم يهبط , ( ؤيعلق نجوم الشباك الجدد , على هذه المرحلة, بأنها مرحلة تصحيح صحي , و جني أرباح بسيط و متوقع , أو أنها مرحلة بناء مراكز سعرية ) وأحيانا إذا ما إنعدمت طلبات الشراء و كان المخطط خاسرا , يقومون برش أنفسهم لإقناع القطيع , بأن هنالك تجميع قوي على السهم بالملايين , طبعا لا خوف على كبار اللاعبين من ذلك , لأنه من الجيب للجيب , مع عمولة بسيطة كما سبق , وأن ذكرنا , و عندما يستفيق القطيع , ويغلب الخوف, و يبدأ البيع على الماركت , و يسود الطمع , تكون الطيور قد طارت بأرزاقها. ويحس الشخص بأنه كان ضيف الشرف , في برنامج صادوه , و يمكن تمييز هذه المرحلة , برؤية أشخاص و جوههم يسودها الوجوم و الحزن , و يلومون الوسيط لتأخره في تنفيذ طلباتهم , وكيف أنه أضاع عليهم عشرات الألوف من الأرباح , بسبب أخذه لمكالمات خاصة على الموبايل الخاص.
و بالطبع يقوم كبار اللاعبين عندها بضغط السوق , خصوصا إذا ما كان الجو العام سلبي و متشائم ولا أمل من الصعود , لأن الإرتدادات من نقاط منخفضة أكثر ربحية لأن طبيعتها سريعة جدا , و خير مثال ,أملاك. الشرح السابق , (أو الدورة الكاملة ) قد تأخذ دقائق , أو ساعات ,أو أيام ,أو شهور حسب السهم و الوضع العام , و خطورته تكمن أثناء الهبوط , إذ أنه أثناء الصعود , فالبعض يكسب أكثر من الاخر فقط ,و هذه المرحلة إنتهت منذ مدة كما يعلم الجميع ,أما أثناء الهبوط , فكان الله في عون من دخل عند القمة, ولم يطبق مبدأ وقف الخسارة. و للعلم فقط , هذا يحصل يوميا في سوق دبي , و بأحجام تداول ضخمة (من الجيب للجيب) , و على عينك يا تاجر , واسألوا السيد كاظم , لماذا حجبوا أسماء الوسطاء البائعين و المشترين مؤخرا من السجل الذي يظهر لدى مكاتب الوساطة ؟ و لمصلحة من ؟, و الشئ الأدهى أن بعض الأسهم الثقيلة كإعمار, وبنك دبي الإسلامي لا تتحرك إلا بإتفاق جماعي , و عادة لا ينجح هذا المخطط ,إلا إذا سمح الشريك الإستراتيجي بذلك (مؤسس يملك نسبة كبيرة) , لأنه قادر على الرش , و إفشال أي مخطط كان , و بالتالي يمتنع كبار اللاعبين عن اللعب بأرزاق الناس ,لأنهم سيخافوا من الخسارة , إلا إذا كان الجيب واحد , وكان حاميها , .........
.
هذا , والله أعلم
درس للدكتور محمد بارك الله فيه عن تدوير الأسهم