من ارتفعت معرفته بالله سمت نواياه
بقي أن هذه النية العالية من أين آتي بها؟ هذه من لوازم معرفة الله عز وجل, كلما ارتفعت معرفتك بالله تسمو نواياك, حتى لو دعوت الناس للطعام, النية عالية, فيه جمع المؤمنين, نية ترسيخ قواعد الإيمان, نية جبر الخاطر أحياناً.
مرة حدثني أخ له زوجة, والدها متزوج امرأة ثانية على والدتها, والدتها مطلقة, فقال لي: بالعيد طلبت مني أن أزور والدها بمكان في بلودان, عنده والدها بيت فخم, عند أبيها أخواتها من الزوجة الجديدة, فالأب انزعج كثيراً, لم يرحب بها, لم يكرمها, والخطة أن يعزم بناته الأخريات من الزوجة الجديدة على الغداء, هذه البنت أعطاها عيدية رمزية, وقال لها: بنيتي الآن ليس وقتك, أي لا تمكثي طويلاً وصرفها.
تقول هذه البنت: أكثر من عشر سنوات كلما تتذكر الحادثة تبكي من قهرها من والدها, الدنيا عيد, تعزم أخواتي, واللحم المشوي, وهذا الترتيب, وأنا ابنتك أيضاً, ادعوني معهن, وأمام زوجها صغرت.
أحياناً الإنسان يعمل عملاً بمستوى جريمة وهو لا يشعر, أحياناً يحطم الإنسان تحطيماً.
فالإنسان يجب أن ينتبه, كسر الخاطر صعب جداً جداً, والله كبير, فدائماً الإنسان عليه أن ينتبه, إطعام الطعام أحد الأعمال الصالحة, لكن يحتاج إلى نية عالية, أحياناً جبر خاطر, أحياناً تأليف قلوب, أحياناً تسميع الحق, أحياناً إطعام الفقراء, أحياناً الترحيب بطلاب العلم, أحياناً هناك جفوة بين أقربائه, عمل عزيمة جمع الأقرباء, أخواته هناك مشكلة بينهم فجمعهم.
أنا أردت من هذا الدرس: لا تستهين بإطعام الطعام, إطعام الطعام عمل عظيم, لكن يحتاج إلى نوايا طيبة, يحتاج إلى معرفة بالله, ليكون إطعام الطعام وسيلة إلى جمع الناس.