معظم الباقي بعد الأزمة يعود إلى ملكيات في شركات تشغيلية ممتازة
تراجع عدد الحصص المرهونة 60 %
متى ستعود المصارف الى رهن الاسهم كما السابق؟
القبس
نشر في : 02/06/2015 12:00 AM
تامر حماد -
تغيرت خريطة الأسهم المرهونة مقابل قروض خلال السنوات القليلة الماضية بسبب تداعيات الأزمة.
وتنشر القبس قائمة الحصص المرهونة من الملكيات المعلنة (والتي تساوي أو تزيد على %5). ويظهر ان تلك الحصص يبلغ عددها 105، معظمها من ملكيات في شركات تشغيلية وبنسبة %82 مقابل %18 حصص مرهونة من ملكيات شركات استثمارية وأخرى متعثرة، ومن الجدول أدناه يمكن استنتاج الآتي:
1 - دخلت مصارف عدة في ملكيات شركات مقابل تسويات ديون.
2 - الرهون التي لدى البنوك الآن مركزة في أسهم وأصول مالية متينة نسبياً، لأنها ملكيات في شركات تشغيلية وفي مصارف وعدد من الشركات التي لم تتأثر بالأزمة وتداعياتها.
3 - تراجعت الحصص المرهونة بشكل كبير خلال السنوات الماضية في موازاة تسييل جزء لا بأس به من تلك الرهونات التي تعود إلى شركات تعثرت في سداد مديونياتها. فبعدما كانت تلك الرهون تطول معظم شركات السوق باتت اليوم مركزة في اقل من %37 من الشركات المدرجة وتحديدا في 72 شركة فقط.
4 - فقدت رهونات الاسهم البريق الذي كان لها قبل الازمة بعدما تعثرت عشرات الشركات من جهة، وافراط المصارف في التحوط من جهة اخرى. وتراجع انكشاف المصارف عن سوق الاسهم في السنوات الاخيرة الى اقل من %30.
5 - الحصص المرهونة من إجمالي حصص الملكيات المعلنة تراجعت خلال الأزمة أكثر من %60، وتحديدا من 280 حصة مرهونة الى 105 فقط، وذلك كما ذكر اعلاه لاسباب متصلة بالتسييل او اغلاق المديونيات بعد السداد او بعد شطب الديون واخذ مخصصات مقابلها.
6 - خرجت من الادراج نحو 18 شركة، وفي معظمها حصص مرهونة، ولكنها لا تظهر في الجداول المعلنة.
7 - تغيرت سياسات المصارف إزاء الرهون، فبعدما كانت «العملية سهلة» باتت معقدة، وتنظر البنوك الان اكثر الى التدفقات النقدية المستدامة، ولا تستكين لرهون الاسهم والعقارات فقط.
8 - في قراءة للحصص المرهونة يتضح ان العائلات التجارية الكبيرة مستمرة بحظوتها لدى المصارف، فهي وان تأثرت بالازمة كغيرها، ولكنها تبقى صاحبة أصول تشغيلية جيدة، فضلاً عن سمعتها الحسنة بالنظر إلى الثقة التي تتمتع بها لدى البنوك وجهات التمويل.
99- تراجعت الحصص المرهونة من الملكيات المعلنة في شركات الاستثمار والعقار على نحو لافت، وهي الآن تخص %40 فقط من اجمالي عدد تلك الشركات. يذكر أن قطاعي الاستثمار والعقار كانا الاكثر تأثرا بالازمة.
10 يتضح من الجدول ان الحصص المرهونة بنسبة عالية من الملكيات المفصح عنها هي لأسهم ممتازة، فهناك أحياناً إفصاحات بـ%30 أو أكثر يقابلها رهون بالنسب نفسها تقريباً، مما يعني أن البنوك تتمسك بهذه الرهون لصلابتها على الرغم من تراجع القيم السوقية كثيرا خلال الأزمة.
خلاصة
ما زالت سوق الأسهم تعاني من تداعيات الأزمة، وإن عادت الثقة الى بعض الشركات، فإن الغالب الاعم يعاني من شح التمويل المرهون بأوضاع الاسهم والثقة بها الى جانب الثقة بالمناخ الاستثماري العام. فأزمة البورصة ليست يتيمة، إذ هي مرتبطة بالمناخ الاقتصادي العام المرتبط بدوره بالمشاريع الكبرى، لا سيما التنموية منها، فضلا عن اهداف توسعة دور القطاع الخاص في الناتج. وعلى هذه الصعد، كلها أو معظمها، هناك ما يشبه الركود أو المراوحة. لذا، نجد سوق الاسهم في حالة لا يحسد عليها.