آلاف المواطنين توافدوا على السوق لتسييل ملكياتهم في بنك وربة أو توثيقها
انطلاقة «مدوزنة» لـ«تجميع» أسهم... «الشعب»
هذا البائع فمن المشتري ... صاحب العلاقة ؟
|
كتب علاء السمان |
لم يكن أمس يوماً عادياً لموظف الامن عن مدخل البورصة. تحت قوسه الالكتروني مرّ عدد من الوجوه الجديدة لم يسبق له أن رآه من قبل. قاعة التداول استعادت ازدحام أعوام العز، إلا أن الرؤوس لم تكن مرتفعة لمراقبة شاشات العرض والطلب، فمعظم الحاضرين لم يسبق لهم الدخول إلى هذا المكان، وليس لديهم من الأسهم إلا ما حفنة في الأسهم منحتهم إياها الدولة في بنك وربة، وصار عندهم بسببها رقم تداول في البورصة.
يفترض كثيرون أن دور الشعب انتهى عند هذا الحد. اكتتبت عنه الدولة في بنك وربة بمئة فلس للسهم، والآن بإمكانه أن يبيع بأكثر من 300 فلس. وجاء الآن دور المجموعات الكبيرة للتسابق إلى الاستحواذ عليه.
حركة التداول على السهم أمس تشي بشيء من ذلك، لكن في إطار حركة مدوزنة، إذ إن المجموعات المرشّحة أو الرغبة في السيطرة لا تريد كشف أوراقها مرة واحدة، لكنها مجبرة على التحرك لئلا تصبح خلف الآخرين في السباق.
وبحسب المعلومات التي أمكن الحصول عليها، فإن معظم عمليات الشراء لم تتم لصالح المجموعات المتداول اسمها، ما يشير إلى أن لاعبين كثراً سيدخلون على السهم في هذه المرحلة، لأن الكثير من المحافظ والمجموعات ربما تسعى إلى تجميع نسب معتبرة، لا لتسعى للسيطرة على البنك، بل لأن تلك الحصص ستصبح ذات قيمة أعلى حين يصل السابق إلى مرحلة متقدمة.
وحاولت بعض المحافظ والصناديق الاستثمارية شراء كميات من أسهم البنك الذي جاءت معظم تداولاته بسعر 325 فلساً، إلا أن معظم الطلبات جاءت دون استجابة من قبل المساهمين، فيما استطاعت بعض الجهات الاستثمارية شراء معظم الأسهم التي أتيحت للتداول والبالغة 4.6 مليون سهم عبر حسابات إلكترونية وسط توقعات بان يشهد البنك منافسة حامية من قبل بعض المجموعات الكبرى عن قريب وإن كان بعض المراقبين يرون الأسعار الحالية للسهم مبالغاً فيها (تداول في سوق الجت قبل ايام بنصف القيمة الحالية).
ومع الإقبال الكبير من المتداولين الجدد واجهت معه شركات الوساطة المالية ضغوطاً شديدة للقيام الإجراءات التي تسبق عمليات البيع لصالح مساهمي البنك، بما في ذلك توقيع عقود التداول الموحدة والتأكد من الأوراق التي تثبت أن العميل هو صاحب العلاقة تفادياً لأي أخطاء سبق أن حدثت على غرار ما حدث في إدراجات شبيهة سابقة.
وتحولت إدارة الوسطاء في السوق الى ورشة عمل تستقبل معاملات المواطنين منذ الساعة السابعة من صباح الأمس وحتى نهاية ساعات العمل الرسمية، حيث وجه نائب المدير العام لشؤون التداول عبد العزيز المرزوق بضرورة تعامل الإدارة بسعة صدر مع المساهمين ممن يرغبون في توقيع تفويضات لآخرين بهدف التصرف في الأسهم عبر حسابات التداول. وبلغ عدد التفويضات المنفذة نحو 300 في يوم واحد فقط.
وساهم استنفار إدارة الوسطاء في تنظيم دورة العمل خصوصاً بعد ان لوحظ حدوث ضغط على نظام الكويتية للمقاصة المربوط آلياً مع شركات الوساطة، إذ حدث توقف لاكثر من مرة في إدخال المعلومات الخاصة بمساهمي البنك في ظل الإقبال الكثيف على تسجيل الملكيات واستصدار الأوراق اللازمة وتوقيع عقود التداول ايضاً التي تستدعي بدورها التوثيق قبيل التصرف في الأسهم.
وانهى قسم نقل الملكيات في البورصة نحو 260 عملية نقل ملكية لأسهم «بنك وربة» إذ أشرف مدير إدارة التداول محمد الغانم على تلك العمليات منذ الساعات الأولى صباح الأمس، فيما حاولت الجهات المعنية تلافي حالة الارتباك التي حدثت مع توافد المساهمين لاسيما في ظل انعكاس ذلك على الأنظمة الآلية ومدى استيعابها لحجم العمليات.
وبلغت كمية الأسهم المتداولة على بنك وربة الذي أقفل عند مستوى 325 فلساً بحدود 4.6 مليون سهم بقيمة اجمالية تقارب 1.5 مليون دينار نفذت من خلال 2055 صفقة نقدية، فيما رصدت «الراي» قدوم أكثر من شخص يحمل حصصاً مشتراة من خلال «سوق الجت» تعود الى نحو 30 مساهماً يطلب البيع في السوق الرسمي، لكن المعنيين طلبوا منه ضرورة نقل تلك الأسهم الى حسابه حتى يتمكن من إجراء الصفقة وهو ما قد يستدعي حضور الاطراف البائعة.
جهود المطيري وإدارة الوسطاء
تمكن رئيس قسم التسويات في البورصة فهد المطيري وبقية موظفي إدارة الوسطاء التي تحولت الى ما اشبه بـ «خلية نحل» أمس من احتواء الكثير من المواقف التي كانت تتطلع سعة صدر مع شريحة كبيرة من مساهمي بنك «وربة» الذين يرغبون في عمل تفويضات للتداول وغيرها من الإجراءات الرسمية، إذ بذل الجميع جهوداً كبيرة على مدار الساعة بلا آلية تنظيمية إلكتروينة على غرار المتبعة في «المقاصة» وغيرها من القطاعات.
طرائف المتداولين الجدد!
واجه موظفو شركات الوساطة المالية ضغطا شديدا في ظل الإجراءات المطلوبة، وحدثت أكثر من واقعة طريفة أمس تتمثل بعضها في طلب البعض ممن ليس لديهم دراية كافية بقواعد التعاملات في السوق إصدار شيك فوري بقيمة الصفقة بعد اتمامها مباشرة.
وراح احد المساهمين يطلب من موظف الوساطة معرفة من المشتري لكميته حتى يتسنى له محادثته والحصول على قيمة أسهمه منه دون الحاجة الى التقاص والخطوات الاخرى!
استباق الضغط
حرصت شركات الوساطة على إدخال البيانات الخاصة بالمواطنين من مساهمي وربة عبر الارقام المدنية التي تُظهر حسابات التداول ومن ثم توقيع عقود التداول لنقل المساهمات الى انظمتها حتى لا تتكرر عمليات البيع والتي يمكن ان يترتب عليها إشكاليات قانونية، فيما استبقت بعض الشركات ومنها شركة الوسيط للاعمال المالية كل هذا الضغط عبر الإعلان قبل أيام لمن يرغب في توقيع العقود والتاكد من أرصدته من أسهم البنك وتجهيزها للتصرف.
مطلوب 27 مليوناً ... بالحد الأعلى
اقفل سهم البنك مطلوباً بالحد الأعلى عند 325 فلساً بنحو 27.4 مليون سهم موزعة على 395 أمر شراء حتى نهاية جلسة التداول.
نقل الملكية لـ«وربة» فقط
فضل قسم نقل الملكية وقف أي معاملات ترد إليه في ظل الضغط المتواصل من قبل مساهمي بنك وربة، وأرجأ تنفيذ عمليات النقل الأخرى حتى تشهد العملية هدوء اخلال الأيام المقبلة،
حضور أمنيتواصل توافد مساهمي البنك على الشركة الكويتية للمقاصة مع بداية العمل في البورصة، فيما لوحظ تواجد بعض من قوات الأمن من وزارة الداخلية الى جانب أفراد أمن البورصة لمتابعة المراجعين ودورة العمل ولتلافي أي إشكاليات قد تحدث، إذ تكاتف الجميع في يوم قل ما تشهده سوق الاوراق المالية.