استخدام عشرات الأدوات والأساليب الملتوية
المضارب «رجب» يعيث في التداول فساداً بلا حسيب أو رقيب
يد العبث ظاهرة!
عيسى محمد
عاد الحديث بقوة عن مضاربات يقوم بها من يعرف «كيف تؤكل الكتف» حتى لو كان ذلك على حساب اي كان، وباستغلال ثغرات في نظام التداول، وبالالتفاف على القوانين والاجراءات المنظمة لسوق الكويت للاوراق المالية.
المضارب الافتراضي المصطلح على تسميته جوازا «رجب» نموذج صارخ يمكن ان يجسد وحده كل اساليب المضاربة المتحللة من آداب التداول واصول الاستثمار، ضاربا عرض الحائط بما قيل ويقال عنه، وعن ممارساته الملتوية لطالما يربح.. فالغاية عنده تبرر الوسيلة.. على الطريقة الميكيافيلية.
فهو لم يرتدع يوما ولم يعدم وسيلة للوصول الى غاياته على الرغم من ضبطه بالجرم المشهود ذات يوم وتكبده غرامات زادت على 500 الف دينار.
صاحبنا «رجب» تريث قليلا عند بدء العمل بنظام التداول الجديد.. لكنه سرعان ما عاد الى سيرته الاولى بعدما تأكد من ثغرات تمكنه من النفاذ ليستمر بالمضاربة كما يحلو له، مستعينا بأدوات التفافية.. منها القديم ومنها الجديد المبتكر من بنات افكاره الملتوية.
بداية، تتعين الإشارة إلى إمكان غيابه عن شاشات رادار الرقابة، باستخدام عدة حسابات تداول بأسماء أشخاص تخصص لهم رواتب شهرية مغرية، لتطلق يده في تعاملات مضاربية لا تمت بأي صلة لأصول الاستثمار السليم. هذه الحسابات العديدة كفيلة بأوركسترا عروض وطلبات على أسهم معينة لإيهام متداولين وجرهم إلى مصيدة محكمة جيداً، سواء لغرض ترفيع سهم أو لتخفيضه حسبما تقتضي أهواؤه. وكان عندما تفتضح بعض الأوامر غير المستندةإلى كميات أسهم لزوم البيع أو مبالغ مالية لزوم الشراء، يلجأ إلى طلب تسويات بمبالغ زهيدة، على اعتبار أن الخطأ غير مقصود، أو أنه من صنع وسيط، وإلى ما هنالك من حجج تنطلي على البعض الراغب أصلاً بإسعافه أو غير الراغب بوجع رأس، على طريقة «لا تفضحونا» وتفضحوا ثغرات النظام!
فتسوية عمر أسوة بتسوية زيد، وكفى الله المؤمنين القتال، حتى لا تفتح الأعين على مشكلات «المقاصة» و«الوسطاء» والبورصة!
إلى ذلك، يعمد المضارب الافتراضي رجب الى ما هو اخطر وادهى، فباستطاعته الحصول على معلومات اثناء التداول، ويعرف من «مصادره» من طلب؟ ومن عرض؟ وبناء على هكذا معلومات يفترض ان تكون سرية للغاية، تراه يطلب او يعرض حتى انه قد يلجأ للانتقام من احدهم باجراء اوامر ضارة بهذا او ذاك.
أو يلجأ لمحاباة حليف مضارب مثله باجراء اوامر تدعمه وتشد ازره شرط تقاسم المغانم المجنية غالباً من المتداولين السذج اللاهثين وراء وهم الثراء السريع، فاذا بهم مرة بعد مرة فريسة المضارب الافتراضي «رجب» ياللعجب!
ومن الاساليب ايضاً محاولات دؤوبة لشراء ذمم هنا وهناك، سواء في شركات الوساطة او الشركات المدرجة، او المنابر المتخصصة بالاشاعات، او حتى في البورصة والمقاصة (قلنا محاولات) لعل وعسى يحكم سيطرته على شبكة تزوده بالمعلومات، او تبث له الاشاعات، كل ذلك لزوم المضاربات التي جنت له ثروة من لاشيء وجعلته مهاباً بين بعض المتداولين الحالفين باسمه او متخذينه مثلاً اعلى وقدوة تحتذى رغم علمهم بفراغ عقله من اي ذكاء بناء وخلو ذمته من اي سيرة حسنة، وخواء تاريخه من اي عمل غير العبث بالتداول.
ومؤخراً لجأ صاحبنا الى استغلال اضافي للنظام بعدما سمح بتداول سهم واحد عرضاً او طلباً.. وراح يتفنن في ذلك لا سيما على اسهم خاملة مستمتعا بتصعيدها بنسب 5 الى 10 و %15 بفلوس قليلة.. ناهيك عن استغلال ثغرات في الآجل والبيوع وغيرها من الادوات.. فكل شيء مباح طالما «رجب» في الظل مستور وفي الظلام مغمور وفي العتمة مهجور يعمل بحرية بلا حسيب او رقيب، فقد تعلم كيف لا يظهر الى النور ويفلت من اي رقابة، وينجو بفعلته دائما بعدما عرف كيف يلف ويدور ويراوغ بالالتفاف على القوانين والاجراءات المنظمة للتداول، فهو يملك سلاحاً سرياً يستخدمه بناء على معلومات يشتريها، فغالباً ما كان يعلم قبل غيره عن صفقة او تخارج او إفصاح وشيك، فيقوم بالتداول مسبقا سواء بالبيع او الشراء مقتنصا الفرص الثمينة متباهيا بــ «ذكائه» و«دهائه» متجاهلا ان ما بني على فساد لا يمكن الا ان يكون فساداً.
وهو احياناً يشارك آخرين مثله ما في جعبته ويتفق معهم كأن يبيعهم اسهماً بشكل صوري ليعود ويشتريها بمستويات سعرية متفق عليها ليوهم المتعاملين بــ «شيء ما» ثم يبيع بعد خلق الوهم ويخرج بخفي حنين ساخراً هازئاً من ضحاياه.
هذا غيض من فيض اساليب المضارب الافتراضي «رجب» الا ان عنصراً جديداً، دخل المعادلة وهو بدء تفعيل دور هيئة سوق المال.... ويقول مراقب: من يضحك.. يضحك اخيراً.
فهناك عين ساهرة تمهل ولا تهمل.