بعد احتياجها لزيادة رأس المال بمقدار 20 مليون دينار
مصرفيون: عدم توافق الشركاء أدَّى إلى تصفية «سكنا»
تصغير الخط تكبير الخط
المنامة - عباس سلمان
أفاد مصرفيون قريبون من شركة التمويل العقاري «سكنا» أن عدم التوافق بين ملاّك الشركة بشأن زيادة رأس المال لمواجهة احتياجاتها التمويلية قاد إلى قرار التصفية الاختيارية للشركة، والتي من المقرر أن تنتهي بنهاية العام 2013.
كما ذكروا أن تضارب أنشطة «سكنا» مع نشاط أحد الملاّك الذي يعمل في المجال نفسه كان هو الآخر سبباً رئيسياً في التصفية؛ إذ توصل المسئولون إلى عدم جدوى استمرار الشركة وبالتالي من الأفضل تصفيتها.
وسرد أحد المصادر لـ «الوسط»، أثناء نقاش بشأن الشركة التي استمرت في عملها نحو 5 سنوات، التفاصيل بقوله إن «سكنا، المملوكة مناصفة بين مصرفيين محليين، كانت تحتاج إلى زيادة رأس مالها المدفوع بمبلغ 20 مليون دينار».
وأوضح المصدر، الذي رغب في عدم ذكر اسمه، أن مصرفاً أعرب عن استعداده ضخ ما يصل إلى 15 مليون دينار في رأس مال الشركة، على أن يدفع المصرف الثاني البقية، ولكنه رفض بسبب أن البنك يمر بظروف صعبة ولا يستطيع ضخ أي مبلغ في الشركة».
وأوضح المصدر أن المصرف المعترض على زيادة رأس المال طلب من شريكه «شراء الحصة» ولكن المسئولين في البنك رأوا أن (سكنا) مشروع مشترك وأن على الطرفين المشاركة في زيادة رأس المال».
وأضاف «بالإضافة إلى ذلك فإن المصرف بدأ في تقديم الخدمات نفسها التي يتم توفيرها في «سكنا»، وأصبح هناك تضارب وهذا هو السبب الرئيسي وراء اتخاذ قرار التصفية». ولم يذكر المصدر سبب احتياج الشركة إلى زيادة رأس مالها، ولكنه بيّن أن الشركة كانت تحقق أرباحاً. v
ولم يتسنَ الحصول على تعليق رسمي من ملاّك شركة سكنا وهما: بنك البحرين والكويت وبنك الإثمار؛ لكن القطاع العقاري واجه ظروفاً قاسية في المنطقة في الآونة الأخيرة بسبب الأزمات المالية التي اجتاحت دول العالم. لكن مسئولين في شركة «سكنا» أفادوا أنها كانت تحقق أرباحاً. ولم تذكر المصادر اسم المصرف المعنيّ، ولم تعطِ مزيداً من التفاصيل عن الخلاف بشأن «سكنا»، لكن مسئولين في بنك البحرين والكويت كشف في الآونة الأخيرة عن خطة استراتيجية ثلاثية بدأت في العام 2013، وتهدف إلى تقديم خدمات أفضل إلى زبائنه.
وأضافوا أن من ضمن الخطة الجديدة التوسّع في أسواق خارج البحرين، ومراجعة أداء الشركات التابعة له؛ إذ يتم في الوقت الحاضر نقل جميع أصول بنك «كابينوفا» بعد قرار ضمّه إلى البنك خلال 6 أشهر، وستتم إدارة الأصول من خلال نافذة تعمل وفقاً للشريعة الإسلامية؛ إذ إن البنك يفتقد هذا النوع من المعاملات الآخذة في الازدياد.
وزادت المنافسة في عمليات التمويل في الآونة الأخيرة في البحرين التي تضم أكثر من 100 مصرف ومؤسسة مالية رئيسية، من ضمنها نحو 26 مصرفاً ومؤسسة مالية إسلامية. وبما أن رؤوس أموال البنوك صغيرة، لا تستطيع الدخول في عمليات تمويل كبيرة.
وقد استعادت فورة الاندماجات في البحرين زخمها؛ إذ أعلنت مصارف نيتها الاندماج، كان آخرها توقيع اتفاقية تفاهم بين بنك الخير والمصرف الخليجي التجاري لتقييم جدوى دمج المؤسستين ليصبحا مؤسسة مالية واحدة كبيرة بعد الحصول على الموافقات اللازمة.
وبدأت فورة الاندماجات في القطاع المصرفي البحريني بدعم من مصرف البحرين المركزي، الذي يسعى إلى دمج البنوك ذات رؤوس الأموال الصغيرة مع بعضها بعضاً للتغلب على مشكلات تدني ربحية البنوك الصغيرة، وتلبية متطلبات «بازل 3» التي يجرى التحضير لتطبيقها على البنوك البحرينية.
جاء ذلك بعد اكتمال اندماج ثلاثة مصارف استثمارية هي: بنك إيلاف، وبيت إدارة المال (CMH) وبنك كابيفست، مشكّلين بذلك مؤسسة تبلغ قيمة أصولها نحو 400 مليون دولار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وآسيا، وتتخذ من البحرين مقراً لأعمالها.