في ظل النشاط المضاربي الذي يشهده سوق الكويت للأوراق المالية منذ فترة شهد العديد من الأسهم خاصة التابعة للمجاميع الاستثمارية النشطة مثل «المدينة» و«ايفا» و«الصفاة» ارتفاعات سعرية جيدة لدرجة أن عددا من هذه الأسهم استعاد القيمة الاسمية بل وتجاوزها، غير أن عمليات التصريف بهدف جني الأرباح أدت إلى تقليص جزء من مكاسب هذه الشركات وبالتالي تراجع بعضها إلى ما دون القيمة الاسمية مجددا.
ورغم هذا التراجع فإنه من المتوقع أن تشهد هذه الأسهم أو بعضها بلوغ هذا المستوى في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به من قبل صناع السوق، فضلا عن المضاربين الذين يحققون مآربهم من هذه النوعية من الأسهم.
وهناك عدة أسباب وراء هذه الارتفاعات الكبيرة للأسهم الرخيصة سواء التابعة لمجاميع استثمارية أو أسهم منفردة منها:
أولا:محاولة الشركات رفع قيم أصولها من خلال زيادة القيمة السوقية لأسهمها وذلك بهدف الحد من رغبة البنوك في بيع الأسهم المرهونة لديها.
ثانيا:ضمان تغطية أي زيادات في رؤوس الأموال في حال رغبت أي من الشركات التي تشهد تحسنا على مستوى القيمة السوقية في زيادة رأسمالها، حيث من شأن ذلك تكريس عامل الثقة لدى المساهمين عند طرح الأسهم للاكتتاب. ويقدر عدد الأسهم التي شهدت تحسنا كبيرا على مستوى القيمة منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخ آخر إقفال بـ 13 سهما موزعة على قطاعات الاستثمار والعقار والخدمات وغير الكويتي، فهذه الأسهم ارتفعت قيمها السوقية من مستويات تبدأ من 20 فلسا إلى ان تخطت مستوى الـ 50 فلسا، وبعضها تخطى مستوى الـ 100 فلس وهما سهما اكتتاب وأسمنت الفجيرة، فسهم اكتتاب بدأ تداولاته خلال العام الحالي بسعر 19.5 فلسا ولكنه أصبح الآن مستقرا عند مستوى 106 فلوس، وسهم أسمنت الفجيرة بدأ تداولاته خلال العام الحالي بسعر 47 فلسا والآن بلغ مستوى 108 فلوس. وهناك أسهم كثيرة تخطت أسعارها مستوى الـ 50 فلسا وفي طريقها الى بلوغ مستوى الـ 100 فلس في حال استمر النشاط عليها، ومنها سهم اسمنت الشارقة، حيث بدأت تداولاته خلال العام بسعر 44 فلسا وعند آخر إقفال بلغ مستوى 94 فلسا، وهناك أيضا سهم هيتس تيليكوم التابع لمجموعة المدينة، الذي بدأ النشاط عليه منذ ديسمبر 2011 وواصل النشاط خلال العام الحالي وبلغ مستويات قياسية لم يشهدها منذ فترة طويلة، حيث تجاوز السهم مستوى الـ 100 فلس خلال تعاملات الشهر الجاري، إلا أن عمليات تصحيح فنية تعرض لها السهم ضمن مجموعة المدينة بشكل عام سلبته جزءا من مكاسبه السوقية وبات يتداول دون هذا المستوى ولكنه مازال قريبا منه، فالسهم بدأ يتداول في 2011 بسعر 54 فلسا ومستقر الآن عند مستوى 90 فلسا.
ويعتبر سهم صفاة للطاقة من الأسهم التي تحظى باهتمام كبير من شريحة عريضة من المتعاملين بالسوق، حيث كانت قيمة السهم في مطلع العام الحالي 45 فلسا، وهو الآن وصل إلى مستوى 73 فلسا، وشهد سهم تمويل الخليج تداولات قياسية لترتفع قيمة السهم من مستوى 40.5 فلسا إلى مستوى 69 فلسا، وشهد سهم بتروغلف نشاطا لافتا في الفترة الماضية، حيث ارتفع من 32.5 فلسا في مطلع العام الحالي إلى 68 فلسا عند آخر إقفال.
المدينة وإيفا
أما سهم المدينة فكان من الأسهم التي شهدت تداولات غير مسبوقة منذ فترة طويلة وكان سعر السهم في بداية العام الحالي 38 فلسا وذلك بعد الارتفاعات التي حققها في ديسمبر 2011، واستمر السهم في الارتفاعات المتتالية ليتجاوز خلال تعاملات إحدى الجلسات مستوى الـ 100 فلس ولكنه استقر في تلك الجلسة عند مستوى 96 فلسا بسبب جني الأرباح، ولكنه بدأ رحلة هبوط خاصة في الجلسات الأخيرة ليتراجع إلى مستوى 67 فلسا، وشهد سهم ايفا تداولات أيضا قياسية خلال الفترة الماضية، وارتفاع السهم من مستوى 40 فلسا إلى مستوى 64 فلسا في ظل النشاط المضاربي اللافت للمجموعة ككل وسهم ايفا على وجه الخصوص.
وارتفع سهم أسمنت القيوين في قطاع غير الكويتي من مستوى 43 فلسا إلى مستوى 63 فلسا خلال جلسات يناير وفبراير من العام الحالي وسط توقعات باستمرار النشاط على أسهم شركات اسمنت الإمارات.
وحقق سهم عقارات الكويت التابع لمجموعة ايفا مكاسب سوقية جيدة خلال العام الحالي، حيث بدأ تعاملات أولى جلسات 2012 وقيمته السوقية 48 فلسا ووصل إلى 58 فلسا وكان قد تجاوز تلك القيمة ولكنه تعرض لعمليات تصريف لجني الأرباح، فيما ارتفع أيضا سهم المنتجعات التابع لمجموعة ايفا أيضا من مستوى 38 فلسا إلى مستوى 58 فلسا من خلال تداولات كبيرة، فيما شهد سهم المغاربية ارتفاعا من مستوى 46.5 فلسا إلى 50 فلسا عند آخر إقفال. ويوجد عدد من الأسهم القريبة حاليا من بلوغ القيمة الاسمية وهي أسهم التجارية والثمار والصفاة والاستهلاكية وبوبيان الدولية القابضة وعربي القابضة وجيران القابضة والنخيل وحيات كوم والنوادي وأسمنت الشارقة.