أين ذهبت ديون «الأهلية» المقترضة على الأصول؟
مشروع لؤلؤة الخيران
• 144 مليون دينار ديون الشركة مع الفوائد وهو يفوق أصولها بمراحل
• مصاريف الشركة وصلت خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى ما يزيد على 32 مليون دينار
في الزمن الجميل لشركات الاستثمار ماقبل الأزمة التي ضربت الاقتصاد العالمي، كان لهذه الشركات مشاريع كبيرة تعول عليها كثيراً من أجل تحقيق أرباح وتوزيعها على المساهمين وتعزيز رأس المال والأصول.
بعد الأزمة واستمرار أثرها إلى السنوات الحالية، لم يقف الأمر عند تسجيل خسائر ضخمة، بل تعداه الى تخضم هذه الخسائر «لتبتلع الأصول»، ومن هذه الشركات «الأهلية القابضة»، التي كانت تتغنى بمشروعها «قسائم مدينة لؤلؤة الخيران».
الشركة التي ما زالت تعاني التدهور والانهيار جراء تراكم الديون في ذمتها إلى العديد من البنوك المحلية وبعض الشركات الاستثمارية الاخرى، تجاوزت تلك الديون مع فوائدها القانونية مبلغ 144 مليون دينار وهو مبلغ يفوق بمراحل أصول الشركة، في حين أن مصاريف الشركة وصلت خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى ما يزيد على 32 مليون دينار ما يؤكد وصول الشركة إلى حافة الهاوية نتيجة تراكم فوائد تلك الديون وتراكم المصاريف السنوية التي تتجاوز 2.5 مليون دينار سنوياً وفقاً لآخر ميزانية للشركة دون أدنى فائدة تُذكر قد تعود على الشركة أو مساهميها مقابل تلك المصاريف.
وكغيرها من الشركات التي لجأت الى الاستدانة من البنوك وغيرها لتمويل مشاريعها، بدأ أصحاب الحقوق بالمطالبة بحقوقهم، واللجوء الى إجراءات تحصيل مديونياتهم المترصدة في ذمة «الأهلية القابضة» بعد أن عجزوا عن تحصيلها ودياً، حيث استصدرت احدى هذه الشركات أحكاماً قضائية بإلزام «الأهلية القابضة» بمبلغ إجمالي 20 مليون دينار بالإضافة إلى الفوائد القانونية التي تفوق مبلغ 4.45 مليون دينار.
ومن هذه الجهات، بنك الكويت الدولي الذي قام بتحريك دعوى بيوع تمهيداً لبيع عقارات الأهلية القابضة المرهونة للبنك مقابل قروض تحصلت عليها بلغ إجماليها 56 مليون دينار، وكانت «الأهلية» قد تحصلت على حكم ببطلان عقد هذا الرهن إلا أنه سرعان ما تم إلغاء ذلك الحكم بموجب الاستئناف الذي قضى بصحة عقد الرهن الذي من خلاله قامت «الأهلية» برهن أراضي الخيران المملوكة للشركة، كما قضى الحكم المستأنف بإلزام الشركة بسداد المبلغ وفوائده القانونية.
كما أن البنك التجاري يطالب «الأهلية» بمبلغ 16.4 مليون دينار بخلاف الفوائد القانونية التي تتعدى 3 ملايين دينار، حيث سبق وأن اقترضت «الأهلية» من «التجاري» المبلغ مقابل رهن احدى محافظها الاستثمارية ولم تستطع السداد، وقد باشر البنك التنفيذ على الشركة لتحصيل تلك المبالغ منها.
كما اقترضت «الأهلية» أيضاًفي وقت سابق من بنك الخليج مبلغ 10 ملايين دينار مقابل رهن مجموعة من القسائم التي تمتلكها بمنطقة «لؤلؤة الخيران» ونظراً لتعسر الشركة في السداد اتخذ البنك اجراءات التنفيذ بحقها لتحصيل مديونيته لديها التي جاوزت مبلغ 13 مليون دينار بعد إضافة الفوائد القانونية على مبلغ الدين الأصلي.
ولم يتوقف مسلسل «ديون الأهلية» عند هذا الحد بل إنها مدينة للدولة بمقدار الرسوم المقررة من الأخيرة على قسائم مدينة لؤلؤة الخيران المملوكة للشركة والبالغة 224 قسيمة بمساحة إجمالية وقدرها 301.483 متراً مربعاً وذلك بموجب المادة الأولى من القانون رقم 8 لسنة 2008 بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 50 لسنة 1994 في شأن تنظيم استغلال الأراضي الفضاء بمبلغ وصل حتى تاريخه 12 مليون دينار وتزداد سنوياً بواقع 10 دنانير لكل متر سنويا أي بما يفوق 3 ملايين دينار سنوياً، وكان بمقدور الشركة وقف نزيف هذه المخالفات التي تتراكم يوماً بعد آخر إذا قامت بعمل تسوية مع الدولة.
كما أن هناك قرضاً آخر مضموناً لاحدى الشركات التابعة للأهلية القابضة من أحد البنوك المحلية بمبلغ 6.49 مليون دينار وفقاً لميزانية الشركة عن العام المنتهي في 31 /12 /2013 بلغ إجماليه بعد احتساب الفوائد القانونية مبلغاً وقدره 7.27 مليون دينار.
في آخر جمعية عمومية للشركة عن العام 2013، أعلن رئيس مجلس الادارة عبدالله العوضي أن صافي ارباح «الاهلية» عن السنة المالية المنتهية في 31 /2013/12 بلغ 19.2 مليون دينار، ما أدى إلى زيادة إجمالي حقوق المساهمين إلى 30.8 مليون دينار.
وفي يومها، وافقت الجمعية العمومية العادية لـ «الاهلية»، على اطفاء خسائر الشركة المتراكمة البالغة 61 مليون دينار كما في 2013/12/31 عن طريق استخدام كامل احتياطي اسهم الخزينة البالغ 7.98 مليون دينار، ليتبقى 53 مليون دينار، وبذلك قلصت الشركة خسائرها الى اقل من 75 في المئة، الى أجل معدود.
أمام هذه المسيرة الطويلة من الخسائر التي بدأت منذ العام 2008 لم يقم مجلس الإدارة بتحريك ساكن لوقف هذه الخسائر طيلة هذه السنوات، بل إن الخسائر استمرت إلى أن تم استنفاد احتياطي الشركة بالكامل بالإضافة إلى علاوة الاصدار ما حدا بالبورصة إلى إعلان وقف التداول على أسهمها اعتباراً من تاريخ 31 /7 /2011 إلى حين قيام الشركة بمعالجة تلك الخسائر التي بلغت حتى تاريخه ما يزيد على 96 في المئة من رأسمالها.
وإلى الوقت الحالي، لم يتخذ مجلس إدارة الشركة تدابير لإنقاذ الشركة التي كانت تمثل جزءاً لا يُستهان به من الاقتصاد الكويتي في ما قبل عام 2008، ما يتسبب في تراكم الديون وتضخمها نظراً للفوائد السنوية التي ستتراكم على الشركة والتي تفوق 9 ملايين دينار سنوياً.
وهنا السؤال الذي يجب أن يطرح: أين ذهبت المبالغ المقترضة على الأصول؟