نواره1
موقوف
- التسجيل
- 18 يناير 2011
- المشاركات
- 255
منذ عام مضي .. جئت هنا بينكم .. لأنقل شجوني بل حزني الذي إرتدى جسدي المنهمك وقلبي المتعب من فراق من أحببت ... نقلت لكم كيف رحلت ... ( صديقتي و أخت أمي ) ......... لامست قلوبكم جروحي و شعرت بمدى قربكم أكثر بمواساتكم لي .. و ترحمكم عليها .........
منذ أول إسبوع من رحيلها ... عشت حالة من الصدمة المنغمسة بمرارة الأيام ...كنت من شدة حزني أقف بالقرب من ( المقبره ) أبكيها إلى أن ينهمك جسدي ثم أعود إلى بيتي لأغلق أبوابي .... لأبقى
( أنا و هي والذكريات ) لست معترضه على قضاء الله ....... و لكنه لوعة الفراق قد يفعل بنا هكذا ........
ولكن كيف بنا نموت حزنا والله رحيم بنا .. !!!! وقد دلنا على أبواب الرحمه الشافيه لقلوبنا ...
هنا ........ شعرت بأني بحاجه أكثر أن أوفي لمن أحببت بدعائي و التصدق لها .. و أخبرها إني مازلت أحبها ولن أنساها برحيلها .......
بنفس إسبوع رحيلها .... قصدت إحدى اللجان الخيرية لأقيم لها صدقة جارية تنفعها بعالمها البرزخي ... وإخترت أن يكون بئرا في إحدى الدول الفقيره ...
مما أثار إنتباهاتي إنه بنفس الزمن الذي إستلمت فيه استمارة المشروع .. شعرت و كأن الله غسل قلبي الحزين بهذا الماء ... رغم إنه لم ينفذ بعد ...
و كنت قاصده لأنفعها هي .. و لكن الله شركنى بها .. و نفعني بها أكثر .. فقد برد قلبي بعد حرارة شديده .. لم تبردها دموعي و لم تبردها هواء صرخاتي ..
بل هذا الماء ......... هو من أطفأ كل اللهب المشتعلة بقلبي....
بنفس اليوم ... أخذتني أفكاري بعيدا ... و تخيلت يوم رحيلي من على هذه الدنيا .. و سألت الله .. من سيعمل لي بئرا حينما أرحل ...
أخت أمي لم يكن لها أبناء و لكن الله جعل حبها في قلبي و سخرني لها لأتصدق لها و أذكرها ....و لكن ماذا سيكون حالي أنا بعد الرحيل ... ؟؟؟ هل هناك من سيذكرني من أحبتي ...!!!
هل ستكون أختي أم صدقتي أم أبنائي .. !!!
هذه الأفكار و التساؤلات دارت في ذهني في نفس هذا اليوم .......
و بعد مرور عام......... في يوم ذكرى رحيلها ..... بكيتها ... لأعود إلى كل الذكريات وخاصة في يوم رحيلها .. في هذا الفتره .. إزادت همومي وإنكساراتي ...فراقها من جانب .. تدهور صحتي من جانب... و هموم العمل من جانب آخر ... كلها أثقلت كاهلي ...
والله الذي لا إله إلاهو .. بنفس الإسبوع من ذكرى رحيلها بعد مرور عام ... جاءتني مكالمه هاتفيه ..
إخت نوره ... نعم ... معك شركة ( فدكس ) ... لديك طرد بإسمك .. نريد العنوان لإيصاله لك ..
أعطيتهم عنواني .. و لم أكن متحمسه لمعرفته ما به سوى الفضول .. ممن هذا الطرد ... ؟؟؟؟؟
جائني الطرد إلى البيت وأمرت الخادمه أن تستلمه .. وحينما عدت للبيت لم أحرص على رؤيته نظرا لهمومي التي أشغلت بها تفكيري ..
في ليلتي الحزينه ........و أنا جالسه مع دموعي و همي و أحزاني ... تذكرت الطرد .. قصدت الخادمه ... استلمته .. قصدت غرفتي .. فتحته .. أول ما وقعت عيني على ما به .....
يا الله .. يا الله .. يا الله ..
ماذا أرى .......... بكيت بكيت بكيت بشده .. ولكنه كان بكاءا غريبا لأول مره أبكي بنفس هذا الاحساس لم أشعر به من قبل ......
بكيت فرحا .. بكيت إستغرابا .. بكيت إحساسا بقربي من الله .... بكيت لأنه في هذه اللحظه التي رأيت بها ما رأيت زالت همومي .... لا بل كل متاعبي ...
هل تعرفون ماذا وجدت به ...؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!؟؟؟؟؟
لقد كان عباره عن صور إنشاء بئر في إحدى الدول الفقيره وحوله الفقراء من أهل القريه المنتفعين به .. و عليه لوحه .. كتبت عليها إسمي .
وقد كانت هديه ....... لم أتوقعها أن تكون من هذه الفتاه ..
يا سبحان الله ..
حينما سألت الله ... من سيهديني صدقه بعد رحيلي ...؟؟
و بنفس الإسبوع الذي أقمت به صدقة البئر
يأتي بنفس الإسبوع من بعد عام من رحيلها ...
أرى بعيني من هي التي أهدتني هذه الصدقه ..وأجد إجابه من الله بعد تساؤل عام ..و لكن ليس برحيلي وإنما بحياتي وأرأها بعيني ... يا الله يا عظيم ..... كم أنت كريم ...
و المدهش....... أني لم أتوقع هذه الهديه من هذه الفتاه .. كنت أحسب أن أقاربي هم من سيذكرونني بعد الرحيل ..
سبحان الله ... هذه الفتاه ليست من معارفي و ليست من أهلي و ليست من صديقاتي و ليست حتى من دياري .. تعرفت عليها بأطهر أرض على وجه الكون .. بأرض مكه ... حينما قصدناها أنا وهي لحج بيت الله ... إلتقينا فقط مرتين .. و تبادلنا أرقام الهواتف ...
كانت ملتزمه و جميله بأخلاقها و خفة روحها ..
كانت تبعث لي من الرسائل الإيمانية الجميلة .. إلى أن في يوم سألتني
نوره .. كيف حالك ..
أنا بخير .. و لكن أشكو من الصداع الشديد و التعب المرهق ..أريد فقط منك الدعاء ..
كانت فعلا من الصاحبات الصالحات لم تبخل علي بالدعاء يوما ..
إلى أن وصلني طردها ... وبداخله رساله كتبتها بخطها الرقيق ... و من أجمل ما قرأت من إهداءات ... ( نوره ... علمت إنك مريضه .. و رسولنا الكريم يقول داوا مرضاكم بالصدقه .. و أنا أهديك صدقة بئرا لتعين صحكتك في دنياك و تكون لك حجة في يوم القيامه ) يا الله ما أروعها من كلمات ............
و ما أروعها .... من روح جميله رزقني الله بصدفتها لألتقي بها ... وقد علمتني دروسا جميله ..وأجملها .. أن أهدي من أحب عملا خيريا ........
نعم .................... هذه هي أجمل هديه في حياتي .. والله إني أهديت من الهدايا الثمينه بقيمتها الماديه ...لكن هذه الهديه ..هي الأجمل ... هي الأطهر ... هي من بكتني فرحا .. وإلى هذا اليوم و أنا أستلذ بقيمتها ...
ما أود ذكره من كتابتي .....
لماذا لا نهدي من نحب ... مثل هذه الهدايا بحياتهم ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا ننتظر رحيلهم .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لما لا نشعرهم بشعور آخر مختلفا .. حينما يعلمون أننا نريد أن نلتقي بهم بالدنيا و الآخره ......
جرب ....... أهدي من تحب .... والديك ..زوجتك ..أختك .. صديقك .. أي عمل خيري ..ستجد النفع و القرب الشديد بعلاقتكما و التوفيق لكما سويا في الدنيا .. و بإذن الله بالآخره ....