بكلفة 680 مليون دولار وبنظام الـ «b.o.t» لمدة 40 عاماً
«كي جي إل الدولية للموانئ» تشرع في تطوير ميناء دمياط الدولي
أميرة مصطفى
الأحد, 2 - ديسمبر - 2007
كشف رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب لشركة «كي جي إل الدولية للموانئ» محمد كاظم المزيدي عن وضع حجر الاساس لمشروع محطة الحاويات الجديدة في ميناء دمياط بجمهورية مصر العربية والذي تطوره الشركة وتديره وفق نظام البناء والتشغيل والتمويل (bot) لمدة 40 سنة بقيمة 680 مليون دولار.
وأوضح المزيدي في مؤتمر صحافي عقدته الشركة أمس، انه من المتوقع ان يكون تشغيل المرحلة الأولى من المشروع في نوفمبر 2008 ليتم استكمال جميع الأعمال المتعلقة بالبنية التحتية وارصفة المحطة في منتصف عام 2009 اذ يبلغ حجم المناولة المستهدفة بعد ثلاث سنوات من بدء المشروع اربعة ملايين حاوية نمطية سنويا.
ميناء استراتيجي
وأشار المزيدي الى سبب اختيار ميناء دمياط لتطويره، قائلا إنه يعتبر موقعا استراتيجيا مهما في المنطقة إذ يقع على البحر المتوسط ويعتبر من اهم الموانئ في البحر المتوسط وهو حديث وعالي التقنية، الى جانب وجود فرصة كانت سانحة امام الشركة في عام 2005 لدراسة تطوير محطة حديثة وكبيرة، للحاويات في الميناء والتي تم بناء عليها توقيع مذكرة تفاهم مع مصر في مايو 2005 واستمرت المفاوضات لتوقيع عقد الانتفاع لمدة سنة وفي مايو 2006 تم توقيع عقد الانتفاع ويجري العمل من وقتها لتصميمها وتطويرها في جميع المجالات الفنية والتجارية والهندسية والمالية وغيرها.
تمويل مشترك
ولفت الى ان قيمة المشروع 680 مليون دولار مقسمة الى قسمين، اولهما رأسمال شركة دمياط الدولية للموانئ البالغ 200 مليون دولار والذي اودع بالكامل من قبل جميع الشركاء في الشركة والجزء الآخر هو 480 مليون دولار وهو عبارة عن عقد التمويل الذي ابرم في سبتمبر 2007 مع البنك الأهلي المتحد ومؤسسة البنك العربي.
استراتيجية التنفيذ
من جانبه قال نائب رئيس مجلس الادارة لشركة كي جي ال الدولية للموانئ ومدير العمليات في ميناء دمياط فاضل البغلي ان الاستراتيجية لتنفيذ العمليات المرتقبة في ميناء دمياط بدأت منذ ولادة الفكرة للولوج في هذا المشروع في جمهورية مصر العربية.
وان شركة كي جي ال الدولية للموانئ وضعت تصورها ودراساتها للاستفادة من خبرات بيوتات استشارية عالمية عن طريق وضع التصاميم والرؤى لهذا المشروع.
وأوضح البغلي ان رواية الشركة تمثلت في دراسة متطلبات السوق من حيث الطاقات الاستيعابية التي ستوفرها المحطة وكيفية تحويل هذا المقترح الى نموذج عملي سواء خلال فترات الانشاء والتشغيل لتستوعب ما يزيد على اربعة ملايين حاوية نمطية سنويا وجذب السفن العملاقة التي يتراوح غاطسها ما بين 17.5 متر و18 مترا وكذلك يوفر هذا النموذج السرعة في انتهاء العمليات ومغادرة الميناء بكفاءة واقتصاديات يقبلها مشغلو السفن وبذلك تم وضع النموذج من حيث التصميم وسعة الحوض واطوال المراسي حيث ان عرض الحوض سيكون 280 مترا واطوال المراسي 2350 مترا والغاطس ما بين 16.5 و18 مترا بحيث ينفذ الرؤى من المشروع ليكون اعمق واحدث محطة لتداول الحاويات في شرق البحر المتوسط.
معدات متطورة
وأشار البغلي إلى انه تم تصميم معدات سواء من حيث العدد او النوعية لمناولة هذه الكمية من الحاويات سنويا حيث هناك 22 رافعة جسرية يقابلها 56 رافعة جسرية بالاضافة الى كثير من المعدات المساندة التي يصل عددها الى اكثر من 150.
وأوضح انه من خلال الدراسات التي قمنا بها تم وضع خطة لتنفيذ هذا النموذج لينقسم الى قسمين، اولهما خاص بالانشاء والثاني خلال تنفيذ العمليات التجارية حيث تم وضع تلك الاستراتيجية على أساس محورين رئيسيين، أولهما ان الطاقة الاستيعابية تصل إلى أربعة ملايين حاوية سنويا، والثاني ان نعطي اسرع وقت ممكن لدوران السفن خلال الحوض وإنهاء عملياتها، والاتجاه الى الموانئ الأخرى، وتم وضع استراتيجيات تنفيذية سواء من حيث المعدات وتدريب الأفراد أو وضع النظم المعلوماتية والإدارية لتشغيل هذه المحطة، بالاضافة الى وضع نظام إداري بالتعاون مع سلطة الميناء في دمياط، ليتم تسهيل دخول وخروج السفن في أسرع وقت ممكن.
جدول التنفيذ
ولفت البغلي الى ان الجدول الزمني للتنفيذ فيه تحديات كثيرة، أهمها استقطاب أكبر الشركات العاملة في بناء وتطوير الموانئ سواء الشركات الانشائية أو شركات بناء وتركيب المعدات، كما سيتم تطبيق أنظمة متطورة من حيث التعامل مع الحاسب الآلي وسيتم استغلال الموارد البشرية المتوافرة في مصر ودعمها بخبرات من قبل شركة كي جي ال الدولية للموانئ ليتم توفير 8000 فرصة عمل ليكون الانتاج في حدود مناولة 36 حاوية في الساعة لضمان سرعة الأداء وتوفير خدمة ذات جدوى اقتصادية لجذب مستخدمي الميناء مع الالتزام بما تم التوقيع عليه معهم لخدمات الميناء.
مشروع فريد
ولفت البغلي الى ان المشروع سيكون فريدا لأنه يحتوي على مشغلي موانئ وسفن وحاويات وخطوط ملاحية، كلهم موجودون في الشركة نفسها، ما يعطي لمشغل الميناء تحديا اضافيا وهو ان مالكي المحطة هم من مشغلي الخطوط الملاحية فتكون توقعاتهم عالية للخدمة، وهذا نموذج جديد لم يتم تنفيذه من قبل، إذ كان الميناء سابقا اما يكون محكوما بالكامل لخط ملاحي أو لمشغل ميناء، ولكن تلك الخلطة من الملاك في هذا المشروع تعطي تحديا وقيمة مضافة، إذ إن المشروع سيضمن توافر الحاويات من اليوم الأول للتشغيل التجاري له.
تعاون كامل
من جانبه، قال العضو المنتدب لشركة كي جي ال القابضة روبرت سوشا ان هذا المشروع يشكل تعاونا كاملا بين شركة كي جي ال القابضة وشركاتها التابعة والزميلة وخصوصا كي جي ال الدولية للموانئ التي تعتبر من أهم شركاتنا، إذ إن هذا المشروع يعتبر أكبر مشروع للمجموعة التي عملت عليه في الوقت الحالي وسوف يحقق نجاحا كبيرا.
نقاط النجاح
وأوضح سوشا ان المشروع كبير والمساهمين فيه من أهم النقاط التي ساهمت في نجاح عمليات التمويل، لأنه مشروع ناجح ولديه التزام بتوريد الحاويات بأعداد معينة الى جانب موقعه الاستراتيجي، ما جعلنا نتلقى عروضا كثيرة للتمويل واستقررنا أخيرا على البنك الأهلي المتحد والمؤسسة العربية المصرفية، إذ حصلنا على التمويل مدة 16 سنة فيها أربع سنوات فترة سماح وكانت أفضل العروض بقيمة 480 مليون دولار.
التزام دولي
ومن جانبه، قال الرئيس التجاري لشركة كي جي ال الدولية للموانئ كينث بدوارد ان مشروع ميناء دمياط الدولي تم الاتفاق في أول ثلاث سنوات منه على تأمين مليوني حاوية نمطية بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من شركات الملاحة والتي التزمت بهذا العدد منذ اليوم الأول لتشغيل الميناء ونحن نعمل منذ هذا الوقت للحصول على المليوني حاوية الأخرى، لتصل الى أربعة ملايين حاوية نمطية.
جوهرة فريدة
وأوضح بدوارد ان ميناء دمياط يعتبر جوهرة من الجواهر الفريدة من نوعها في العالم، والذي يتشابه مع 5 أو 6 موانئ فقط في العالم، ما يعد ميناء استراتيجيا يمر في الشريان الذي يربط بين الشرق الأقصى وأوروبا وأميركا ويعتبر محطة فريدة لبضائع إعادة التصدير لأن الشركات الملاحية العالمية في طور بناء بواخر كبيرة الحجم والتي تصل حمولتها الى 15 ألف حاوية فتحتاج موانئ كبيرة وعملاقة وعميقة وسريعة مثل ميناء دمياط. والذي من الممكن استخدامه لإعادة التصدير.
استفادة التابعة
وأشار بدوارد الى ان استفادة شركة كي جي ال الدولية للموانئ ستتم معها استفادة شركات كي جي ال الزميلة والتابعة الأخرى والتي ستستخدم الميناء كنواة لبناء مشاريع ذات قيمة مضافة في مصر ودمياط والتي تؤدي الى زيادة ازدهار المشروع مقارنة بالموانئ الأخرى.
******************************
نموذج دمياط
قال الزيدي: إن نجاح الشركة في ميناء دمياط جعلنا نفكر في تطبيق نموذج مشابه له في ميناء صقر برأس الطمية، والذي تقوم بتطويره لمدة 21 سنة وتم تشغيله التجاري في مارس الماضي، ومع بداية العام المقبل سنقوم بشراء حصص في هذا الميناء بعد توسعته، بحيث نصبح ملاكا ومستخدمين له لضمان الحاويات المطلوبة.
******************************
تعاقد سري
قال البغلي إن العائد الداخلي للمشروع في حدود 15 في المئة، ومتوقع استرداد الاستثمارات في فترة بين 8 إلى 9 سنوات، مع العلم ان مشروعا كبيرا كهذا، يكون استرداد الاستثمار فيه ما بين 11 إلى 15 سنة، لافتا الى ان العقود في صناعة النقل البحري يتم وضعها بحجمها، وليس بقيمتها التي تكون سرية وغير معلنة.
*****************************
شركاء استراتيجيون
قال المزيدي إن شركاءنا في المشروع يكونون عامل نجاح أضافيا في المحطة وأهمهم:
{ شركة مجموعة عارف الاستثمارية التي تملك عشرة في المئة.
{ شركة سي ام سي اي جي ام الفرنسية للملاحة.
{ شرك تشاينا شينبغ الصينية.
{ شركة الملاحة العربية المتحدة الخليجية.
{ شركة جنرال الكتريك الاميركية.