بريطانيا تتطلع إلى عودة مستثمري المنطقة
وليد منصور -القبس
10/12/2021
لطالما كان الاستثمار في الشرق الأوسط في المملكة المتحدة نشطاً. وعلى الرغم من الاضطراب الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس كورونا، فقد أبلغت الشركات العقارية البريطانية عن ارتفاع ملحوظ في اهتمام المشترين في شهري يونيو ويوليو الماضيين.
وأدى تفشي الفيروس وتراجع أسعار النفط إلى تراجع الاستثمار العقاري التجاري العالمي المتجه إلى الخارج في الشرق الأوسط العام الماضي، وفق تقرر آراب نيوز.
فقد ذكر التقرير أن لكورونا والقيود المفروضة على السفر في المنطقة تأثيراً كبيراً على مستويات العقارات التجارية في المملكة المتحدة، بإجمالي 32 مليون جنيه إسترليني (43 مليون دولار) في الربع الثاني في 2020 من استثمارات المنطقة، وهو أدنى مستوى له منذ الربع الثالث من عام 2010.
وقال أليكس جيمس رئيس قسم الاستشارات الخاصة بالعملاء، المكتب التجاري الخاص في Knight Frank: إنه مع فتح الحدود بين المملكة المتحدة والإمارات والبحرين في نوفمبر الماضي، سيزداد الطلب على العقارات من المستثمرين.
لن يضطر المسافرون الذين يصلون إلى المملكة المتحدة من هذه البلدان إلى الحجر الصحي لمدة أسبوعين، ما يعزز الفرص للمستثمرين عندما تتم إزالة قيود الإغلاق الحالية في المملكة المتحدة.
وأضاف جيمس: «نحن نقدر أن إجمالي حجم المعاملات في نهاية عام 2020 لرؤوس الأموال من الشرق الأوسط إلى المملكة المتحدة يبلغ نحو 1.4 مليار جنيه إسترليني، بانخفاض 6 في المئة عن العام الماضي. ولسوء الحظ، فإن تعافي المعاملات الذي شهده الربع الثالث من العام الماضي لم يستمر في الارتفاع الطبيعي للربع الأخير من العام الماضي نفسه».
انتعاش الاستثمار العقاري
بالنسبة إلى العام الحالي، كشف جيمس أنه اعتماداً على إجراءات الإغلاق الإضافية، يتوقع أن يشهد الاستثمار العقاري انتعاشاً في الأحجام في عام 2021 إلى 1.6 مليار جنيه إسترليني، وهو ما يمثل ارتفاعاً سنوياً بنسبة 14 في المئة.
وكمثال حديث على استثمار الشرق الأوسط في المملكة المتحدة، كان منتجع لندن The الذي London Resort. أثبت تطوير المنتزه الترفيهي البارز الذي تبلغ قيمته 2.6 مليار دولار، والممول بأموال كويتية، شعبيته في دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة مع مستثمرين من الشرق الأوسط.
وتم إطلاق منتجع لندن في أكتوبر 2012 من قبل شركة منتجع لندن هولدينغز وبدعم من المجموعة الكويتية الأوروبية القابضة.
في مقابلة سابقة، قال جيمس هايوارد، مدير الاستثمار في شركة الوساطة الاستثمارية Farrbury Capital Partners ومقرها لندن، إنه على الرغم من نشاط الاستثمار البريطاني من السكان المحليين، فإن العديد منهم من أصول شرق أوسطية.
وقال هايوارد «لا يزال لدينا استثمارات جيدة في المملكة المتحدة، على الرغم من أنني أقول أيضا إن أولئك الذين يستثمرون من المملكة المتحدة كانوا في الغالب من أصول شرق أوسطية».
اللقاحات تعزز زيادة أنشطة الأعمال في المملكة المتحدة
أظهر مسح شهري لشركات تشغيل، أن سوق العمل البريطاني تعزز للمرة الأولى في ثلاثة أشهر في ديسمبر، قبل تجدد إجراءات العزل العام هذا الشهر، في ظل تنامي التوظيف الدائم وارتفاع محدود في عدد الوظائف.
ووفقا لرويترز، قال اتحاد شركات التوظيف والتشغيل «يرجع الارتفاع بصفة عامة إلى زيادة أنشطة الأعمال وتحسن ثقة السوق، لأسباب من بينها الأنباء بشأن اللقاح في الآونة الأخيرة». وما زال نمو التوظيف الدائم متوسطا، ما يشير إلى استمرار العوامل المعاكسة الناجمة عن جائحة كوفيد 19 ومغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.
وكان الطلب الأقوى على الممرضات وبقية أعضاء الطاقم الطبي، والأضعف على العاملين في الفنادق وخدمات تقديم الطعام والشراب ما يعكس الكيفية التي أدى بها كوفيد إلى ملء مستشفيات لندن وإغلاق معظم خدمات الضيافة. وفضل كثير من أرباب العمل التحوط في رهاناتهم، إذ ارتفع الإنفاق على العمالة المؤقتة بأسرع وتيرة منذ أكتوبر 2018. وما زال معدل البطالة الرسمي في بريطانيا منخفضا نسبيا عند 4.9 في المئة، للثلاثة أشهر المنتهية في أكتوبر، لكن معظم خبراء الاقتصاد يتوقعون ارتفاعا حادا إذا توقف برنامج دعم حكومي لمدفوعات الوظائف كما هو مخطط في نهاية أبريل.