كتب المحرر الاقتصادي:
أكدت مصادر موثوقة متابعة لمستجدات صفقة «زين- اتصالات» ان تجمع الخير لم يتمكن من جمع اكثر من %37 من الاسهم المطلوبة فيما يحجم ثلثا صغار المستثمرين عن الدخول في الصفقة وتجميد اسهمهم بعد درس فافازي من جهة وبسبب احتمال وجود شارٍ آخر بشروط أفضل.
واكدت المصادر ان البنوك العالمية لم تبدأ قبل شهر مثلما تم الترويج له، بل ستبدأ هذا الاسبوع في بحث امكانية تمويل الصفقة، علما بان العقوبات الامريكية، وعمليات «زين السودان» والعقوبات الاقتصادية ستشكل عقبة كبرى.
وفيما جددت المصادر تأكيد تضارب المصالح مع اعضاء في مجلس الادارة في «زين»، اكدت المصادر نفسها ان مجموعة الاوراق موقفها ثابت لم يتغير.
كما اكدت ان هيئة الاتصالات السعودية لم تمهل اي طرف من اطراف الصفقة التي لن تتم لأسباب موضوعية، لم تمهل أيا منها لبيع «زين السعودية».
وفيما يلي شرح مستفيض لآخر المستجدات في هذه الصفقة وما يطولها من ترويج واشاعات:
مثلما اوضحنا في الجدول المقارن بين الحقيقة والوهم، نلاحظ كثرة اللغط وزيادة في حدة «القيل.. والقال» حول الصفقة المزعومة لـ«زين الكويتية» القاضية بتوفير %46 من الاسهم لشركة اتصالات الاماراتية، علما بان الصورة واضحة تمام الوضوح لمن يحب ان يشاهد الحقيقة واضحة صافية لا يشوبها الضباب، ولا يزينها الوهم والاماني والمراوغات.
صفقة «زين» المزعومة لن تتم لأسباب واضحة موضوعية، اهمها ان مجلس الادارة لا يملك التفريط في اصوله، ولا يملك ان يضع اعضاءه تحت طائلة قانون حماية المال العام، ولا يملك اقناع السعودية بجمع اتصالات لرخصتين للهاتف الجوال، ولا يملك القفز على حقوق المساهمين الذين صاروا أكثر حذراً بعد ازمة إن لم نقل فضيحة فافازي، وهم لن يضعوا اسهمهم في خانة تجمدها، وتمنع عنهم فرصة الاستفادة المقبلة من صفقة محتملة قريبا، بسعر افضل على الارجح وبشروط مقبولة لا تخالف القانون ولا تضر بمصالح من قرروا الاستمرار في «زين» ولا يريدون التخلص من اسهمها.
وكما تم تبيانه في المقارنة، فان تجمع الخير لم يتمكن من جمع %37 وليس %46 كما وعد من اسهم الشركة، ولا يملك البحث عن مشترٍ لـ «زين السعودية»، والأدهى ان وهم قيام بنوك عالمية بتجهيز 12 مليار دولار بعيد جدا عن الحقيقة، فالواقع الذي كشفته وسائل الاعلام العالمية هو ان البنوك ستبدأ هذا الاسبوع البحث في كيفية تمويل هذه الصفقة ان كانت ستتم، ولم تقم بتجهيز مبالغها، بل انها تواجه عائقاً كبيرا يتمثل في شمول عمليات «زين السودان» بالصفقة، وهي التي تواجه خطراً اقتصادياً عالميا، وهي عقبة كبيرة جداً امام البنوك وقد تدخلها في مساءلات خصوصا بعد العقوبات التي اوقعتها الادارة الأمريكية على بنك (كريدي سويس فيرست بوسطن –csfb) وذلك لتمويله صفقة تشمل عمليات في السودان.
ومن اللافت ان التصريحات المخادعة كانت تتحدث من قبل شهر عن الانتهاء من توفير التمويل لاتصالات لتغطية قيمة %46 من أسهم زين بقيمة 1650 فلسا.
والحملة لاقناع الكل أن الصفقة تامة لا محالة قد أخذت أشكالاً عدة، ولكن من أغربها تلك المحاولة المكشوفة مسبقا للايحاء الوهمي بأن مجموعة الأوراق المالية قد غيرت موقفها من صفقة زين، والايحاء بأنها دخلت الصفقة، وكل هذا يتم على لسان مصادر مجهولة والهدف إيهام المتلقي، ودفع حملة الأسهم للتخلي عن أسهمهم والركض خلف سراب الصفقة، علما بأن رئيس مجموعة الأوراق أكد أن ملاك المجموعة لم يغيروا موقفهم، وكذلك الأمر بالنسبة لغالبية العملاء، لكن المجموعة لا تملك أن تحظر على أي عميل لديها دخول الصفقة من عدمها وهذا ما حدث في دخول نسبة ضئيلة عبرها لا تمثل إلا نسبة نصف% فقط، لكن شعور اليأس دفع إلى محاولة استخدام هذه النسبة الضئيلة بشكل ربما يجني لهم نسبا إضافية من الداخلين إلى الصفقة، لكن المؤشرات كلها توضح أن هناك وعيا كبيرا لدى المستثمرين، هذا الوعي الذي ترجم إلى عدم قدرة تجمع الخير على جمع الأسهم المطلوبة لإكمال صفقة (اتصالات- زين).
ومؤشر صغار المستثمرين صادق، ويؤكد عدم الثقة في نجاح الصفقة بعدما أبدى هؤلاء عزوفا، حيث إن أصحاب الأسهم التي تقل عن 300 ألف سهم تصل نسبتهم إلى %7.5 من إجمالي أسهم زين، ولم يدخل من هؤلاء سوى %2.5 مع تجمع الخير، وذلك بسبب الوعي ولأنهم لدغوا من تجربة فافازي الفاشية،و لن يقبلوا بتكرار تجربة تقييد أسهمهم، وشل حركتهم خصوصا فيما لو جاء مستثمر آخر.
كما أن المستثمر يدرك أن عمولة اتمام الصفقة هي عمولة ثقيلة، حيث تقدر بـ 50 فلسا عن السهم.. ولماذا؟.. من أجل التخلي عن سهم شركة تدر على أصحاب الأسهم فيها أرباحا و فيرة، بل وفي ظل توقعات بأن التوزيعات في 2010 ستكون بحدود 200 فلس.
ومن اللازم أيضاً التأكيد على أن هيئة الاتصالات السعودية – وعلى العكس مما يتم ترويجه استناداً إلى مصادر مجهولة - هذه الهيئة لم تعط أي مهلة أو تمديد لأي طرف من الأطراف.
وبالتالي ليس صحيحاً ما تردد عمداً وأثار لغطاً كبيراً في السعودية والكويت من الادعاء أن هيئة الاتصالات السعودية وافقت على التمديد لشركة اتصالات السعودية بحيث يتم غض النظر عن حملها «زين» مع حملها «موبايلي» السعودية في نفس الوقت، ولهذا ما لم يحدث، علماً بأنه لا صفة لمجموعة «زين الكويت» أو لشركة الخير أو لشركة الاستثمارات الوطنية لمخاطبة هيئة الاتصالات السعودية، فهذا حق مقصور على «زين السعودية» التي استاءت من التصرف غير المسؤول المتمثل في ترويج اشاعات كاذبة ومحاولة موظفين في «زين الكويت» مخاطبة جهات رسمية سعودية الامر الذي الحق الضرر وأثار البلبلة في السوق السعودي.
وفيما يخص مسؤولية اعضاء مجلس الإدارة فإن تعارض المصالح حقيقة واضحة وضوح الشمس ولا تقبل محاولات النفي التي روجها أطراف هنا وهناك.
وأبرز عنوان لتضارب المصالح في صفقة «زين- اتصالات» هو السيد اسعد البنوان رئيس مجلس إدارة شركة «زين»، وهو الذي صوت على فتح الدفاتر كرئيس لـ«زين» علماً بأنه نائب الرئيس في مجلس إدارة شركة الاستثمارات الوطنية. وهو الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمارات الوطنية التي ستتقاضى عمولة تقدر بنحو 100 مليون دينار إذا تمت الصفقة.
هذه المائة مليون مصدرها عمولة مقدارها 50 فلساً عن كل سهم يدخل الصفقة، ونسبة %46 من اسهم «زين» المطلوب توفيرها لاتمام الصفقة تشكل نحو مليار و980 مليون سهم تقريبا، والعمولة في هذه الحالة ستصل إلى 99 مليون دينار في الشركة التي يتقلد السيد اسعد البنوان منصبين فيها.
مقارنة صفقة «زين».. بين الحقيقة والأوهام
كثر اللغط والايهام والأوهام حول صفقة «زين» الموعودة، وقد زاد اللغط بشكل أربك المتابعين وأضاعهم بين الصدق والوهم.. الحقيقة والأمنيات.. والمراوغات.
لمن يبحث عن الحقيقة وبعيدا عن الكذب والأوهام قدمنا هذه المقارنة:
قالوا: سنجمع أكثر من %46 من أسهم «زين» لاتمام الصفقة
الحقيقة: ما جمعوه أقل من %37
قالوا: لدينا مشترٍ لـ«زين» السعودية
الحقيقة: نبيل بن سلامة يبعث برسائل يبحث خلالها عن مشتر لـ«زين» السعودية، وذلك على الرغم من عدم وجود قرار لمجلس إدارة «زين» بالموافقة
قالوا: ان موقف أعضاء مجلس إدارة «زين» ممن وافقوا على فتح الدفاتر وبيع «زين» السعودية سليم قانوناً لو تم اتخاذ القرار
الحقيقة: أعضاء مجلس الادارة الموافقون على ذلك سيواجهون شبهات الإضرار بالمال العام اذا قرروا بيع «زين» السعودية وفتح الدفاتر
قالوا قبل شهر: ان البنوك العالمية قد اتمت عملية توفير التمويل اللازم لصفقة «اتصالات – زين» بقيمة 12 مليار دولار تقريبا
الحقيقة: البنوك سوف تجتمع هذا الاسبوع لبدء البحث عن وسيلة لتمويل صفقة «اتصالات – زين»، علما ان عمليات «زين» في السودان تمثل عقبة كبرى امام البنوك العالمية وتعرضها لعقوبات أمريكية
قالوا: مجموعة الاوراق المالية غيرت موقفها من الصفقة
الحقيقة: مجموعة الاوراق المالية وملاكها مازالوا على موقفهم ولم يقوموا بتحويل الا اسهم عملاء لديهم ولا تشكل نسبة الأسهم المحولة الا نصف % من أسهم «زين»
قالوا: السقف الأعلى للانضمام إلى الصفقة هو 300 ألف سهم
الحقيقة: انهم سيقبلون كل من لديه أي كمية من الأسهم بلا اعتراض
قالوا: إنهم خاطبوا هيئة الاتصالات السعودية التي ستسمح بمهلة ستة أشهر لبيع «زين» السعودية بعد اتمام صفقة «اتصالات – زين»
الحقيقة: لا صفة قانونية لأي منهم لمخاطبة هيئة الاتصالات السعودية التي لم تعط أي مهلة أو تمديد لأي طرف
قالوا: إن الاقبال على تجميع الأسهم في المقاصة كبير
الحقيقة: 2.5 فقط من إجمالي %7.5 يمثلون صغار المستثمرين (300 ألف سهم فأقل» شاركوا في الصفقة، أي فقط ثلث صغار المستثمرين
قالوا: إنهم سيدعون مجلس إدارة «زين» إلى اتخاذ قرار بيع «زين» السعودية
الحقيقة: لا يمتلكون الحق في توجيه مثل هذه الدعوة، وقرار مجلس إدارة «زين» مستقل ولا يمكنهم التصريح باسمه أو اتخاذ القرار نيابة عن أعضاء مجلس الإدارة
قالوا: لا توجد أي مشكلة تعارض مصالح في الصفقة
الحقيقة: أسعد البنوان هو رئيس مجلس إدارة شركة «زين»، وقد صوت على فتح الدفاتر كرئيس لـ«زين» على الرغم من كونه نائب رئيس شركة الاستثمارات الوطنية والرئيس التنفيذي في شركة الاستثمارات التي ستتقاضى عمولة تقدر بمبلغ 100 مليون دينار اذا تمت الصفقة
قالوا: ان الصفقة تسير على ما يرام
الحقيقة: ان الصفقة لن تتم
قالوا: ان البنوك الكويتية ستنهار إذا لم تتم الصفقة
الحقيقة: محافظ البنك المركزي قال ان اوضاع البنوك ممتازة و«زين» سلعة ليست بائرة بل ان خطابها لكثيرون ولا تنسوا اننا سنوزع حوالي 200 فلس للسهم في شهر مارس
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=74520