نجم مسرحية «باي باي لندن» نهاش فتى الجبل والبراري والقفار يودّعنا في... لندن!
مثل زلزال أرضي مجنون كان وقع خبر وفاة الفنان الكبير غانم الصالح، فمن يصدق انه سار على قدميه قبل أيام وتحديدا في التاسع من الشهر الجاري بسبب آلام حادة في صدره، متوجها للمزيد من الفحوصات الى بريطانيا، وانه في غضون عشرة أيام واقل بساعات انتقل الى جوار ربه بسبب سرطان الرئة.
نهاش فتى الجبل والبراري والقفار احد نجوم الكوميديا في مسرحية «باي باي لندن» يودع الدنيا في العاصمة البريطانية لندن! أليست الحياة مفارقة درامية أن يحدث هذا؟ وغادر دنيانا عن عمر يناهز 68 عاما فتأفل سنوات حياته في لندن... تلك اللندن التي أبرزت نجومية كبيرة له.
من يصدق... غانم الذي كان قبل شهر وايام شديد الحيوية في مسلسلات رمضان، كيف لمخلب الموت أن ينال من نشاطه الذي برز في عدة أعمال رمضانية منها «ليلة عيد» مع الفنانة القديرة حياة الفهد، ومسلسل «ايام الفرج» مع القديرتين اسمهان توفيق وباسمة حمادة، ومسلسل «المقنسي» على شاشة تلفزيون الكويت وفي «اخوان مريم» مع جاسم النبهان ومحمد المنصور.
هو نجم «محكمة الفريج» و«خرج ولم يعد» و«زمان الاسكافي» و«حبابة» و«الغرباء» و«رقية وسبيكة» و«خالتي قماشة» و«قاصد خير». نجم مسرحيات «على جناح التبريزي إخراج الراحل صقر الرشود» و «باي باي لندن» و«فرسان المناخ» و«محكمة الفريج»
ابن «خالتي قماشة» رحل ولحق إخوانه عيال «خالتي قماشة» كلهم، عدولة وحنظل واليوم سلطان ومن قبله مرزوق ونسمة، رحمة الله عليهم جميعا، كيف وقع الخبر على رفاق دربه والاجيال التي تلتهم... «الراي» ترصد الحال الحزينة في الوسط الفني وهنا التفاصيل :
عبدالحسين عبدالرضا الى مصر هاتفناه قال بشجن عال: خبر حزين وصاعقة لم اتوقعه في أسوأ الاحتمالات، غانم يروح ببلاش من دون مثل ما يقولون «مرض عضال يأخذ سنين طويلة» «والله الدنيا مافيها خير» يوميا كنت اتكلم معه وعقبها قال لي أولاده تعبان عمي... ابوي ما يقدر يتكلم.
وأضاف بوعدنان: مو مصدق ان غانم توفي، لان محد يقدر يقدّر غلاة غانم بقلبي وذكرياتي الطويلة معه، غانم هو رفيق عمري ومشواري الفني من فترة الخمسينات مو بالفن بس، انما في الحياة كنا مع بعض من ايام المدرسة المباركية وكنا في فريق الكشافة بالمدرسة... وعقبها تزاملنا في فرقة «المسرح العربي».
وأضاف الفنان الكبير: غانم ما يتعوض الله يرحمه ( والله صعبة أقول عن غانم هالكلام مو مصدق انه انتقل لدار البقاء ) ثم صمت بوعدنان للحظات...
وأكمل: غانم انسان بمعنى الكلمة عمره ما زعل أحد، انسان مسالم بحاله، ولا بعمره كان مؤذيا، وأي احد يطلب منه شيئاً ما كان يرد أحد «مولية» وهو بالفن له بصمة كبيرة وواضحة في الحركة الفنية بالتلفزيون والمسرح وعلى مستوى الخليج، خسارتنا كبيرة بس هذا أمر الله سبحانه وتعالى رحمة الله عليه رحمة واسعة.
كان رد فعل الفنان القطري صلاح الملا صاعقا، قال: لم أجتمع في عمل واحد مع الفنان الكبير، انما كانت لنا علاقة إنسانية قوية ونتواصل دائما فالراحل من الجيل الذهبي كان يمدنا بخبراته الكبيرة وأذكر انه في احد الاعوام تم عرض ثلاثة اعمال لي دفعة واحدة هي «الهدامة» و«صفقة حب» و«دمعة يتيم» وعلى محطة واحدة، فتعرضت للنقد فقال لي : بكل امانة يا صلاح، أنا شايف ثلاثة ممثلين مختلفين في الثلاثة أعمال اللي قدمتها وحديثة أثلج صدري فلا يقول هذا الكلام الا فنان محترف، والراحل انسان كريم النفس «مو» غيور ولا يبخل بتشجيعه لنا، «ذهبة» كلما تقدم الزمن زادت قيمته وكنا دائما نتعلم منه...فـ «وين أروح من جزاه» رحمة الله عليه وأعزي نفسي وعائلته المفجوعة برحيله وأعزي كل فناني الخليج، وأنا جاي الكويت عشان أحضر مع أهله واصدقائه مراسم دفنة... انا لله وانا اليه راجعون.
الملحن أنور عبدالله كان بالامارات حين فوجئ بالخبر، قال لـ «الراي» صدمتي كبيرة بوفاة بوصلاح الله يرحمه ما كان فيه شي برمضان وصحته كانت مبينة زينة،وهالايام قاعدين تعيد بعض المحطات المسلسلات اللي شارك فيها برمضان منو يصدق انه مات...مو متوقع هالخبر كلش، الف رحمة عليه.
المخرج البحريني احمد المقلة قال لـ «الراي» لم يجمعني عمل مع الفنان الكبير غانم الصالح فكلما نقرر أن نتفق «يتفركش» العمل هو تاريخ من الدراما مع النجوم المؤسسين عبدالحسين وسعد الفرج وسعاد وحياة وعلي المفيدي والنفيسي والصلال والنبهان...وكان دايما بيني وبينه اتصالات عشان أكثر من عمل بس مع الاسف من سوء حظي ما صار.
واضاف المقلة: هو رحمة الله عليه مبدع في كل انواع الاداء التمثيلي ان جيت على الكوميديا شفناه في مسرحيات «باي باي لندن» و«سوق المناخ» ومسلسلات «محظوظة ومبروكة» و«رقية وسبيكة» وغيرها ويجيد الكوميديا وفي التراجيديا شفناه اشلون كان مقنعا مع الفنانة حياة الفهد في مسلسل «الخراز»... هذا فنان الله يرحمه هذا فنان نادر أضحكنا وأبكانا.