بيت التمويل الخليجي يحقق 25 % عائداً من صفقة «ليدز يونايتد»
الريس: مباحثات مع الدائنين في «فيلامار»... ونيّة لاستئناف «المرفأ المالي»
الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الخليجي متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير محمد المخرق
المنامة - علي الفردان
قال الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الخليجي هشام الريس، إن البنك يشهد مرحلة «استقرار» حالياً وإن طموح البنك هو النمو وتحقيق عوائد مجزية للمساهمين.
واعتبر الريس أن البنك، الذي مني بخسائر متفاقمة في السنوات الماضية التي تلت الأزمة المالية العالمية، استطاع تقليص مديونيته ورفع كفاية رأس المال، إلى جانب هيكلة الالتزامات إلى مدد أطول، وأنه يتهيّأ للاستفادة من فرص النمو التي تشهدها المنطقة.
وتعرض البنك لخسائر فاقت المليار دولار في العامين 2009 و2010 في حين حقق ارباح في العام 2012 بلغت 10 ملايين دولار وفي 2013 بمبلغ 6 ملايين دولار.
وأوضح الريس أن برنامج الصكوك أو التسهيلات بقيمة 500 مليون دولار، والذي وافقت عليه الجمعية العمومية الأسبوع الماضي سيتيح للبنك هيكلة الالتزامات المالية للدائنين، وتقليص عدد البنوك الدائنة والتي يبلغ عددها أكثر من 23 مصرفاً في 4 برامج للتمويل.
وأشار إلى أن هيكلة الالتزامات ستساعد البنك على تسهيل التعامل مع الدائنين، إلى جانب توفير بيئة عمل أفضل للانطلاق في المشروعات؛ إذ يأمل البنك في تحريك الأصول الاستثمارية في مرفأ البحرين المالي وهي الأراضي المتبقية من المشروع التطويري والذي تعود ملكيتها إلى بيت التمويل الخليجي.
وأوضح أن صفقة شراء نادي ليدز يونايتد الإنجليزي أدرّت عائداً تفوق نسبته 25 %.
وهذا نص المقابلة:
تمت الأسبوع الماضي عملية بيع 75 في المئة من نادي «ليدز يونايتد» الإنجليزي إلى «إلينورا سبورت ليمتد»، ما هي الأرباح المحققة لبيت التمويل الخليجي من وراء هذه الصفقة؟
- قمنا في العام 2012 بشراء نادي ليدز يونايتد وقمنا ببيع جزء منه في ذلك الوقت على IIB بنك، وبعدها بعنا جزءاً على اصحاب أعمال في البحرين، وتم توقيع اتفاقية بيع مع مجموعة إليونورا سبورت ليمتد بتاريخ 6 فبراير/ شباط 2014؛ إذ تطلب المضي في الصفقة الحصول على موافقة الاتحاد الانجليزي لكرة القدم على تعيين ماسيمو سيليتو عضواً في مجلس إدارة نادي ليدز يونايتد لكرة القدم لتنفيذ عملية بيع النادي للمجموعة، وبتاريخ 10 أبريل/ نيسان 2014، تم بيع 75 في المئة من مجموع أسهم شركة نادي ليدز يونايتد القابضة (المالكة لكامل أسهم النادي) إلى مجموعة إليونورا سبورت ليمتد، في حين يحتفظ بيت التمويل الخليجي ومساهمون آخرون بـ 25 في المئة من الأسهم الباقية.
وتبلغ الحصة الحالية لبيت التمويل الخليجي نحو 10 في المئة.
حققنا أرباحاً على مراحل، ففي 2012 حققنا جزءاً من الربحية وفي 2013 حققنا جزءاً آخر، ومع الصفقة الأخيرة سيكون هناك ربح على المدى القصير، كما أن هناك ربحية على المدى المتوسط مع بدء النادي تحقيق الأرباح.
وقد حققنا عائداً تفوق نسبته 25 في المئة وقد ظهرت في النتائج السابقة ومن المتوقع أن تظهر أرباح على المدى المتوسط من الحصة المتبقية خلال العام الجاري. وبلغ إجمالي المبالغ المستثمرة في صفقة «ليدز يونايتد» نحو 50 مليون دولار.
أذا تحدثنا قليلاً عن الوضع العام لبيت التمويل الخليجي والعودة إلى مستويات الثقة السابقة، ماذا استطعتم تحقيقه في هذا السياق، وخصوصاً في مسألة المديونية ورأس المال؟
- وضع بيت التمويل الخليجي جيد جداً في الوقت الحالي. في السنوات السابقة كانت المؤسسة تعمل بمديونية عالية، وكانت كلفة المديونية عالية، وخصوصاً أن فترات الاستحقاق قريبة بمبالغ ضخمة وفترات قريبة متزامنة مع الأزمة المالية العالمة؛ ما يؤثر على استمرارية البنك.
نتيجة لذلك في العامين الماضيين، أعدنا هيكلة المديونيات، وأعدنا هيكلة الكثير منها؛ ما أدى إلى تقلصها إلى أقل من 50 في المئة من رأس المال في حين أنه في البنوك يتم الحفاظ على مستوى مديونية معينة بحيث يساعدها على عمليات توسعية بناء على رأس المال، والنسبة لدى بيت التمويل الخليجي أقل من المتوسط لدى البنوك.
لا توجد حالياً استحقاقات كبيرة لديون رئيسية لبيت التمويل الخليجي؛ إذ هناك مبالغ بسيطة تستحق في الفترة القصيرة لكنها لا تشكل مشكله للبنك أو خطراً على عملياته. من جانب آخر استطعنا رفع معدل السيولة.
وافقت الجمعية العمومية غير العادية في الاجتماع الأخير على إصدار صكوك أو تسهيلات بقيمة 500 مليون دولار، ماذا سيستفيد البنك من هذا الإصدار من حيث المديونية والوضع العام؟
- كما تحدثت سابقاً، الهدف من الصكوك هو أولاً أن المديونية الصغيرة التي لدينا اليوم شروطها قاسية وموزعة على 23 أو 25 مصرفاً في كل البرامج الموجودة، ومن الصعب التعامل معها جميعها، ومن الصعب إرضاء هذه البنوك جميعها ورسومها عالية, الأولى أن نحتفظ بمستوى مديونية معين وفترات استحقاق أطول وبفوائد أقل إلى جانب سهولة التعامل مع مجموعة بنوك أقل في حدود الخمسة بنوك.
حالياً تم تخفيض الديون إلى نحو 205 ملايين دولار، ولكن إذا قسنا هذه الديون نسبة إلى رأس المال فهي تعتبر متدنية مقارنة مع البنوك الأخرى، الخوف عندما تكون الديون أضعاف رأس المال، ولكن في بيت التمويل الخليجي فهي لا تتجاوز 0.5 إلى 1 من رأس المال، وهذا ليس معدلاً طبيعياً وأقل من المتوسط لدى البنوك التي يكون فيها عادة رأس المال إلى المديونية 1 إلى 1 لتحقيق عوائد أعلى من الاستثمار.
الهدف من البرنامج الجديد هو إعادة الهيكلة، ونرفع من مستوى المديونية إلى مستوى معين بحيث يتم استثمار العائد من الصكوك أو التسهيلات في المشروعات وتحقيق عوائد جيدة، وخصوصاً أن السوق بدأت تنشط في مجال الأعمال وهناك انتعاش في المنطقة.
متى تتوقع موعد طرح الصكوك أو برنامج التسهيلات؟
- سيتم إعداد الهيكلة النهائية للصكوك أو التسهيلات بعد موافقة مجلس الإدارة والجهات الرسمية، ونتوقع أن يتم الطرح والتسويق خلال العام الجاري.
حصلنا على اهتمام من عدة بنوك، بعضها محلية وبعضها بنوك خليجية مهتمة بعملية طرح الصكوك لصالح بيت التمويل الخليجي.
بالنسبة إلى البنوك الدائنة كما شرحت فإن هدف بيت التمويل الخليجي تقليص الدائنين، كم تتوقعون أن يكون عدد البنوك؟
- الهدف الذي نصبو إليه أن يكون بين بنكين إلى ثلاثة بنوك.
يعد «فيلامار» من أبرز مكونات «المرفأ المالي» وأعمال الإنشاءات متوقفة منذ سنوات، ما هي جهود بيت التمويل الخليجي في هذا المشروع؟
- بيت التمويل الخليجي هو شريك «مع مجموعة من الشركاء المحليين والخليجين في الشركة المالكة لمشروع في «فيلامار».
هناك اتفاق مع مقاول المشروع ويتم العمل حالياً على إعادة هيكلة التزامات الشركة والحصول على تمويلات إضافية لاستكمال المشروع.
بالنسبة إلى مشروع العرين، أين وصل تطوير المكونات الحالية للمشروع؟
- تخارج بيت التمويل الخليجي كلياً في العام 2008 من مشروع العرين؛ إذ تم بيع المشروع لمستثمرين آخرين بحرينيين وخليجيين بحصصه ومستحقاته والتزاماته ومنها منتجع قصر العرين وجنة دلمون، وعليه لا يعد مشروع العرين الآن أحد مشروعات بيت التمويل الخليجي.
يعد مشروع مرفأ البحرين المالي أحد أبرز المشروعات التي عمل عليها بيت التمويل الخليجي، هل هناك خطة لاستكمال بقية مكونات المشروع؟
- هناك تصور بالنسبة إلى قطع الأراضي المتبقية من مشروع مرفأ البحرين المالي والتي يمتلك معظمها بيت التمويل الخليجي، نأمل أن نبدأ العمل فيها ولكن تبقى مسألة اختيار التوقيت المناسب والمنتج الأفضل في السوق والحصول على أعلى قيمة مضافة.
حالياً نعمل على الدراسات وأخذنا الموافقة الأولية من شركة مرفأ البحرين المالي التي تعتبر المطور الرئيسي للمنطقة ككل، إضافة إلى ملكيتها للأبراج ومواقف السيارات.
تحدثت في الجمعية العمومية للبنك عن توجّه بيت التمويل الخليجي نحو توسيع الأرباح من الأنشطة الاستثمارية والتركيز على الأنشطة المدرّة للدخل، كيف تقومون بذلك؟
- طرحنا منتجاً جديداً لمجموعة استثمارات جزء منها في دبي، ويتم حالياً العمل والإعداد للترويج لها، سيتم التركيز على الأنشطة الاستثمارية في البنك ودعم الشركات المملوكة للبنك وتحقيق أرباح أفضل وإعادة العمل في المشروعات العقارية والتطوير السابقة.
في العام السابق استحوذنا على مبنى في وسط لندن وكانت عملية ناجحة، مهتمين حالياً بمجموعة مدارس في دبي، ونقيّم مجموعة أصول في لندن وفي الولايات المتحدة وفي دبي.
في الأنشطة المدرّة للدخل، مصنع الصقر الذي تديره شركة سينما التابعة إلى بيت التمويل الخليجي، بدأت عملية زيادة الإنتاج وأعتقد مع نهاية العام ستكون التوسعة جاهزة للتشغيل التجريبي.
«بلكسكو» كذلك انتهت من الخط الجديد ويتم تجديد الخطوط القديمة.
نتوقع أن يكون طفرة في الطلب على مواد البناء مع بدء مشروعات حكومية وهذا سينعكس على أنشطتنا في هذه الشركات.
تمتلكون أغلبية المصرف الخليجي التجاري الذي لم يوفق في الاندماج مع بنك الخير، ما هو السبب؟
- عندما تمت عملية التدقيق والتقييم، لم يكن هناك اتفاق على قيم سلة الأصول التي تمت الموافقة على دمجها بين بنك الخير والبنك الخليجي التجاري وعدم الاتفاق جاء من طرف الجانبين.
نعتبر المصرف الخليجي التجاري من الأصول الجيدة لدينا، وتمت عملية دعم الإدارة التنفيذية وانضمام كوادر جديدة؛ إذ تم مؤخرا انضمام خليل المير الذي يمتلك خبرة مصرفية واسعة. ويحتفظ المصرف بمعدل سيولة عالية ولديه فرصة عاليه في السوق المحلية والخارجية.
المصرف الخليجي التجاري يستطيع التوسع لوحده عبر زيادة رأس المال، وإذا ما وجدت فرصة لعملية اندماج فلم لا. لكن أعتقد أن عمليات المصرف تنمو بشكل جيد وخطة العمل في المستقبل القريب ممتازة وأعتقد أنهم سيحققون النتائج المرجوة.
في الختام، كيف ترى مستقبل وربحية بيت التمويل الخليجي بعد الظروف التي مر بها؟
- لا أستطيع ذكر أرقام، لكننا تجاوزنا الأزمة المالية وسيولتنا جيدة ورجعنا إلى مسيرتنا في المشاريع ، ونسعى إلى رفع مستوى الربحية إلى مستويات تسمو إلى طموح المساهمين وهذا ما نهدف ونركز عليه. في السابق كنا نريد أن نصل إلى مرحلة الاستقرار وهذا ما استطعنا تحقيقه.
والربحية ستحقق من خلال الاستحواذات ودعم المشروعات من خلال زيادة قيمتها وإعادة الثقة.