السباق على فينيسيا الكويت
لو سمحت اسعار 480 - 500 الواجهات البحرية فقط
جريدة الراي : 30/10/2011
210 صفقات بيع تمت على أراضٍ فضاء في مدينة صباح الأحمد البحرية خلال أسبوعين فقط. الرقم يبدو مفاجئاً الا لمن يتابعون من يجري هناك.
فمنذ سنة على الأقل، تظهر ادارة التوثيق والتسجيل العقار في وزارة العدل تداولات كبيرة على الأراضي في تلك المنطقة. وفي الربع الأول من العام الحالي مثلا، استأثرت مدينة صباح الأحمد البحرية وحدها بأكثر من 95 في المئة من تداولات قسائم السكن الخاص في محافظة الأحمدي، والتي شكلت بدروها النسبة الأكبر من تداولات العقارات السكنية في عموم المحافظات.
فهل تغيّرت الفكرة عن المناطق الجديدة مع ظهور هذه المدينة على خريطة السكن؟
تعد تجربة مدينة صباح الأحمد البحرية جديدة تماماً في طريقة التعاطي الحكومي مع الملف الاسكاني. فالمدينة التي افتتحها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد في العام 2009، تعد الأولى التي يتم تشييدها بالكامل من قبل القطاع الخاص، واستخدم فيها أحدث ما توصل اليه العلم الحديث في مجال انشاء المدن، من حيث التخطيط والانجاز لكل خدمات البنية التحتية والمرافق والخدمات على أعلى مستوى، بالاضافة الى أن عقود البيع فيه تعتبر وثائق وليس املاك دولة، تستخرج فيه تراخيص البناء والخدمات الأخرى بكل سهولة ويسر من قبل الجهات المسؤولة.
وفضلاً عن المزايا الطبيعية والبيئية للمنطقة، يوفر تصميم المدينة عوامل جذب اضافية، فقد قسمت المدينة الى قطاعات تتخللها أنهار صناعية تجعلها أشبه بفينيسيا الكويت، وتحتوي على خدمات متكاملة. وقد بدأ بعض المواطنين بالفعل بالبناء هناك.
ويلاحظ خبراء عقاريون بوضوح التوجه الكبير من قبل المواطنين لشراء تلك الاراضي بعد ان تم بيع مساحات مدينة اللاجون بالكامل، بالاضافة الى أن مساحات الأراضي التي تم تخصيصها تناسب الشرائح كافة، وان اسعارها معقولة مقارنة بالأسعار الخليجية والمشاريع المماثلة في دول مجلس التعاون الخليجي.
ويستبعد الخبراء أن يكون الكم الكبير من التداولات التي تم خلال فترة قصيرة من قبل مضاربين أو تجار يهدفون من خلالها رفع الاسعار أو الاستحواذ على الاراضي لحين ارتفاع أسعارها، مؤكدين أن ما تم من تداولات هو لاشخاص وليس لتجار أو شركات عقارية.
وفي ما يتعلق بالاسعار الحالية أكدت المصادر أن اسعار الاراضي الخاصة بالشالهيات التي تم عليها التداول الكبير خلال اسبوعين زادت في فترة بلغت عام تقريبا الى ما يقارب من 30 في المئة، في حين ارتفع هو الآخر كم التداولات على الاراضي هناك بحدود 40 في المئة خلال المدة نفسها.
مستويات الأسعار
وبنظرة الى الاسعار التي يتم التداول عليها خلال الفترة الحالية، يقول سماسرة عقاريون ان سعر الارض المخصصة للشاليهات في الشريط البحري بالمدينة (مساحة 500 متر) تصل قيمتها الى 145 ألف دينار، بينما هناك مساحات أخرى ولكن بمواقع مميزة وبنفس المساحة تصل قيمتها 160 ألف دينار، في حين ان اقل ارض يتم تحصيلها حاليا بمساحة 500 متر تصل قيمتها الى 80 ألف دينار.
والجدير بالذكر ان الشواطئ المجاورة لتلك الشاليهات لم يتم استحداثها من دون دراسة للمتغيرات الطبيعية، اذ تم بناء واقامة حواجز وكاسر أمواج بامتداد خط الشاطئ في مدينة صباح الأحمد البحرية، وهذه الحواجز تمنع انجراف الساحل الرملي مع تعاقب موجات المد والجزر، وهو ما يعتبر أحد رموز المشروع البارزة.
ويقدّر بيت التمويل الكويتي القيمة السوقية للمتر المربع الواحد في القطعة a1 من المدينة بما يتراوح بين 179 ديناراً و200 دينار، وبذلك يترواح سعر القسيمة البالغة مساحتها 1200 متر في هذه القطعة بين 215 ألف دينار و240 ألف دينار، حسب الموقع والاطلالة. أما في القطعة a2 فتترواح الأسعار بين 185 ديناراً و200 دينار، وبذلك يترواح سعر القسيمة البالغة مساحتها 1200 متر في هذه القطعة بين 222 ألف دينار و240 ألف دينار.
وتلاحظ مؤسسة «ميس العقارية» في تقرير نشرته «الراي» سابقاً أن أسعار القسائم في المدينة تراوحت خلال الربع الأول بين 124 الى 400 دينار للمتر الواحد. وتتراوح مساحات القسائم بين 480 و1411 متراً. وتم التداول على ثلاث مراحل في المدينة من اصل خمس.
المغريات
فما الذي يغري المواطنين باقتناء العقارات في المدينة الجديدة؟
هناك وجهان للأمر. فمن جهة هناك من يقتني العقار في تلك المنطقة للاستخدام الشخصي، أخذاً في الاعتبار الموقع المميز، والفرصة النادرة للتملك في منطقة من المتوقع أن يشتعل الطلب عليها مستقبلاً.
والوجه الآخر استثماري ربحي. اذ يشير خبراء عقاريون الى أن من يقتني ارضا لبناء شاليه عليها سيكون سعيد الحظ عندما يعلم ان الشاليهات تؤجر حاليا بمساحات تصل الى 500 متر بعقد سنوي قيمته 1200 دينار شهريا، وان هناك اقبالا كبيرا على من يقومون استئجار الشاليهات ولمدد تصل الى ثلاث سنوات دفعة واحدة وليس لعام واحد كما يعرف في السوق العقاري.
ويرى الخبراء ان هناك من يقوم ببناء جزء من الارض ويرغب بعد ذلك في بيع الارض وما قام ببنائه وقد يصل ربحه في نهاية المطاف الى ما يقارب من 30 ألف دينار، وان اسعار الشاليهات التي يتم بيعها ولم تكتمل مراحل البناء فيها تصل قيمتها 175 ألف دينار من طابق واحد وواجهة.
اذ تتسابق شركات عقارية محلية في الدخول بمشاريع قوية في مدينة صباح الاحمد البحرية من بينها شركة مجموعة اوريجينال العالمية التي طرحت مشروعين جديدين عبارة عن شاليهات بأسعار تنافسية ضمن المرحلة الأولى من مدينة صباح الأحمد البحرية بحزمة من التسهيلات أهمها حصول العميل على وثيقة تملك الأرض قبل بدء عملية البناء.*
وبينت الشركة ان توجهها الى طرح مشروعين جديدين ضمن مدينة صباح الأحمد البحرية يأتي في اطار نمو الطلب على الشاليهات الواقعة في هذه المنطقة بشكل قياسي، وهو الامر الذي عزز من جاذبية طرح المشاريع والاستثمار في مدينة صباح الأحمد البحرية، وأن زيادة الطلب أدت الى نجاح الشركة في تسويق مشروع 80 في المئة من مشروع باراديس الذي طرحته أخيراً في وقت قياسي.
وكشفت مصادر في السوق ان الشركات والمكاتب العقارية اخذت على عاتقها حاليا توفير كم كبير من الشاليهات التابعة لمشروع مدينة صباح الاحمد البحرية كون ان تلك الاراضي يتوقعون ان اسعارها ستشهد ارتفاعات غير طبيعية نظرا للاقبال الكبير عليها خلال الوقت الراهن، في حين ان السماسرة العقاريين دخلوا على خط المفاوضات في ايجاد مساحات مناسبة من الاراضي الخاصة بالشاليهات في مدينة صباح الاحمد ما ينذر بقدوم صحوة كبيرة على تلك المنطقة.
يذكر ان ما تم تداوله خلال الاسبوعين قبل الماضيين على مجموعة اراضٍ في مدينة صباح الاحمد البحرية كان 210 قطع أراض بقيمة اجمالية وصلت الى 24 مليون دينار، في حين سجلت أسعار الشاليهات في محافظتي الأحمدي والجهراء استقراراً بالأسعار مقارنة مع الربع الثالث من عام 2011.