لأ لأ لأ لأ
أفا عليك
انا قصدي المقال هذا:
.. تكاسلت عن طبخ طعام الغداء - يوم أمس الاول - فقررت «سحبها» الى المساء، وفي التاسعة ليلا، توجهت الى الجريدة وغادرتها في الحادية عشرة مساء بعد ان بلغ مني الجوع مبلغه، وصرت كالنمر البنغالي المحبوس داخل قفص حديدي، ووراء القضبان خرفان مشوية ودجاجات.. مقلية، فتوجهت الى «الشيراتون» وتعشيت الروبيان والفيليه والكراواسان والسلاطات» بأنواعها.. فشبعت وعدت الى البيت.. ونمت!! رأيت - فيما يرى النائم - انني اسير في صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ضرع، الشمس في كبد السماء، والرمال تحرقها الرمضاء، وفجأة، رأيت رجلا «ليبراليا» فوق بعيره وهو يلاحق بعيرا آخر تركبه فتاة تصرخ من.. الرعب! استوقفته صارخا في وجهه.. «ماذا انت فاعل.. يا رجل»؟ فنهرني قائلا: «صه.. صه.. صه.. يا هذا، انا شيخ قبيلة بني ليبرال واسمي..
ناكح منكوح النكاح وتلك التي اطاردها اختي ابغي.. نكاحها، أولست اولى من الرجل الغريب»؟! فسألته: «اين هي مضارب قبيلتكم تلك.. ثكلتك امك»؟! فأشار الى الشمال قائلا: «انها هناك على مسيرة ناقة لثلاثة ايام»!! شددت الرحال اليها، وعبرت كثبانا وهبطت وديانا حتى لاحت لي نيران.. خيامهم!!
ما ان دخلت الى مضاربهم حتى شاهدت رجالا من كل الاعمار يطاردون نساء - من كل الاعمار ايضا - وعرفت انهم يلاحقون امهاتهم واخواتهم وخالاتهم وعماتهم وزوجات آبائهم ونساء اشقائهم و«حريمات» اخوالهم بغية نكاحهم في «ساحة صفاة مضارب» القبيلة!! وبينما القوم في غيهم وضلالهم، ظهر في الافق نور ساطع يعمي الابصار، فتوقف الجمع عما هم فيه، وشخصوا بأعينهم الى هناك، وشيئا فشيئا، اتضحت الصورة وظهر حصان ابيض وكأنه قطعة من الجبن البلغاري المالح، يمتطيه داعية ابيض وبلحية سوداء وشماغ احمر، وبدا شابا مليحا يمسك بيده سيفا «صمصاما» يلمع من وهجه - «وهج الداعية وليس النور» فسأله قوم «بني ليبرال» - وعلى رأسهم شيخهم «ناكح منكوح النكاح» - قائلين بصوت واحد.. «من انت»؟!
فأجاب بصوت ناعم اقرب الى صوت الجنوس.. «انا راسبوتين الكويت جئت لأنهاكم عن هذا التناكح المزمن.. قبحكم الله»!! فبينما القوم مشدوهون، اذا بحصان اسود يشق الصفوف ويمتطيه فارس اسود ملثم يهرول باتجاه «الداعية المليح» ويحمل في يده «غرشة - نير» لازالة الشعر، ما ان شاهده الداعية حتى لكز حصانه الابيض هاربا من المكان فصرخت بأعلى صوتي - في الحلم - قائلا له: «الى اين العزم يا راسبوتين الكويت»؟! فالتفت ناحيتي - والرعب يملأ قسمات وجهه - «
من يلاحقني هو ليبرالي من قوم لوط والعياذ بالله»، فاستيقظت من النوم مفزوعا ومرعوبا مما رأيت، والقيت باللوم على تناول «الروبيان مع الأومليت»، و«اللبنة.. بالزيت»!! اقول قولي هذا وانا اتوجه بنداء الى الزميل الشيخ «صالح النهام» - مريح الأنام ومفسر الاحلام وجابر كوابيس الازلام - لكي يفسره لي تفسيرا لا.. «يخر منه الماي» ولا يختلط به.. زيت، جزاه الله كل خير في اليقظة و.. المبيت!!
اللي بإسمه عنوان المقال